إذا كان البعض يرى أن المنتخب السعودي فرط في فوز ثمين في مباراة الذهاب أمام شقيقه البحريني ضمن الملحق الآسيوي للتأهل لمونديال 2010 في جنوب أفريقيا.. أو على الأقل العودة بهدف أو أكثر حتى وإن رافقه نقطة واحدة فقط.. بناء على الكيفية التي تعامل بها مدربه البرتغالي بيسيرو مع المباراة خلال دقائقها الـ90 سواء من خلال تشكيلة الفريق أو أسلوب اللعب. فإن على هذا (البعض) من جانب آخر أن يحمد الله على فضله إذ بتوفيقه سبحانه.. ثم براعة الحارس وليد عبدالله نجا المنتخب من خسارة كانت ستجعله في وضع أكثر صعوبة وإحراجاً مما هو فيه الآن.
صحيح أن كلا الحالين (التعادل أو الخسارة) يتطلب الفوز في مباراة الإياب غداً.. لكن التعادل كان أخف وطأة من الناحيتين المعنوية والحسابية على أنه يعتبر (بهذه الصورة) تعادلا بطعم الخسارة، لأن المحصلة النهائية تتطلب الفوز ولا غيره في مباراة الغد بإذن الله .
من الناحية الحسابية فإن وضع الفريق البحريني الشقيق هو الأفضل.. إذ يدخل المباراة بفرصتي الفوز أو التعادل الإيجابي.. عكس منتخبنا الذي لا خيار أمامه سوى الفوز! في حين أن التعادل السلبي (وهو أضعف الإيمان) قد ينقله لوقت إضافي وإلى مرحلة الآمال المتعلقة بالحظوظ!
على أنه وقبل الحديث عن مباراة الغد لابد من الإشارة لما حدث في مباراة الذهاب، فهي الأساس الذي تعتمد عليه مباراة الإياب.
والإشارة هنا.. تأتي من ناحيتين.
ـ الأولى : إدارية :
وأعني الإعداد الإداري والنفسي للفريق وشخصياً أرى أن الفريق كان في أفضل حالاته.. حتى على صعيد الإعلام ربما كانت المرة الأولى منذ زمن طويل التي يتعامل فيها الإعلام مع مباراة كهذه، بهذه الصورة من العقلانية سواء التي سبقت المباراة أو ما بعدها، وقد اتضح ذلك جلياً على أداء الفريق ولاعبيه داخل الملعب.. بعيداً عن الضغوط النفسية.. والأداء غير المنضبط وعدم الحصول على أية إنذارات رغم حساسية اللقاء، وحساسية الخصم وأخطاء الحكم.. خاصة وأن كثيراً منهم كان مهدداً بالإيقاف من خلال الحصول على إنذار ثان.
ـ الثانية : فنية:
عقب نهاية المباراة مباشرة تلقيت رسالة من صديق يغمز فيها من خلال قناة معينة تجاه أداء بعض اللاعبين ورددت عليه بأن المشكلة هي (أن بيسيرو كان جباناً في هذه المباراة).
تابعت بعض التحليلات وآراء بعض الفنيين المتخصصين فوجدت أنهم يتفقون على ذلك..
بيسيرو..
في نظري بدأ المباراة بصورة جيدة.. وواقعية حتى في بعض تبديلاته أو لنقل أكثر واقعية رغم بعض الأخطاء لكنه ومع الشوط الثاني وتحديداً في منتصفه.. (ارتعدت فرائصه) خوفاً من الخسارة ورغبة في الخروج (بأقل الأضرار) وانعكس ذلك على تعامله مع المباراة وحتى في تصرفاته.
واعتمد في منهجيته لهذه المباراة على ناحيتين أساسيتين:
ـ النجومية .
ـ الكثافة .
فالملاحظ أن الفريق كان يتمثل بأسماء لها تاريخ ونجومية سابقة.. وذات خبرة على حساب عناصر أكثر حيوية وأقدر على العطاء.
صحيح..
أن بعض المباريات تحتاج إلى لاعب الخبرة عندما تكون مباريات حسم أو ذات طابع معين لكن أيضا فإن هذا اللاعب يحتاج إلى مدرب يعرف كيف يتعامل معه.. ومتى؟
وكيف يوظف قدراته وخبراته لمصلحة الفريق.
ما حدث مع بيسيرو.. هو (غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع) على حد تعبير الفنان الشهير بيكاسو عندما سألوه عن السر في صلعته رغم لحيته الكثة.
فالعناصر التي استعان بها لم يستطع توظيفها التوظيف المناسب حسب قدراتها وإمكاناتها وكأن المهم لديه هو (تواجد هذه الأسماء) داخل الميدان.
وفي الشوط الثاني تأكدت النظرة عندما استمر بيسيرو في تجميع العناصر وكثافتها حيث تواجد أكثر من أربعة أو خمسة لاعبين (من لاعبي المحور) في أكثر من خانة.
الهدف كان واضحا وهو المحافظة على التعادل أو الخروج به على أضعف الأحوال.. ويخطئ بيسيرو.. وغير بيسيرو إن ظن أن هذه الخطة قد نجحت..
بل العكس أعطت الفرصة للفريق البحريني بالوصول إلى مرمانا عدة مرات وبسهولة.. خاصة في الدقائق الأخيرة.. والذي نجح هو وليد عبدالله في إنقاذ (بيسيرو) من هذا الأسلوب.
مباراة... الغد..
التعادل السلبي (بدون أهداف) الذي انتهت إليه مباراة الذهاب.. هو في الحقيقة يمثل نتيجة خطيرة.. ويضعنا في موقف صعب.. ويجب ألا ننظر إليه من زاوية التعادل على أرض الخصم مكسب.. فالخصم هنا هو البحرين. واللعب في المنامة.. مثل اللعب في الدمام أو الخبر.. أو جدة.. أو الرياض.
وإذا ما نظرنا إليه من ناحية حسابية.. فالمصلحة تصب لمصلحة الأشقاء.. فالتعادل الإيجابي في الرياض مكسب لهم.. وهذا يعني أن فرصتهم بالتأهل أفضل.. من الناحية الحسابية.
هذا الوضع هو ما سينظر إليه كل من الفريقين ويجب أن يتعامل معه قبل وأثناء مباراة الغد.
منتخب البحرين.. على هذا الأساس.. سيحرص تماما على تكثيف خطوطه الخلفية.. وإغلاق كافة السبل للوصول إلى مرماه خاصة وأنه يمتلك حارساً جيداً.. بهدف الوصول بالمباراة إلى آخر مدى.. وهو ركلات الترجيح أو على الأقل خطف هدف في أي لحظة يمنحه الأفضلية وفرصة التقدم لأنه يدرك أن مرور الوقت بهذه الصورة هو في صالحه ويمثل ضغطاً نفسياً على الفريق السعودي.
ـ المنتخب السعودي.. سيعيش مرحلة انعدام وزن إن جاز التعبير.
بين أهمية أن يسجل في مرمى الخصم.
والحذر من أن يستقبل هدفا في مرماه.
والثانية هي الأصعب.. خاصة إن كان ذلك يعيده إلى المربع الأول.
ولعل هذا ما يجعلني أنظر إلى أن وضع المنتخب السعودي أكثر صعوبة من المنتخب البحريني.
والصعوبة تكمن في القدرة على المواءمة بين الحالتين.
وقاعدة (أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً).. هي خير ما ينطبق على منتخبنا في مباراة الغد.
ولكي تصل.. يجب أن تحدد نقاط الوصول وكيفية الوصول.. الطريق الأمثل لذلك وإن كان الأبعد تاركاً الوصول العشوائي للظروف.
وفي الوقت نفسه يجب أن نكون أكثر حذراً في الخطوط الخلفية.
صحيح إن لدينا حارسا متمكنا (ما شاء الله) وخط ظهر جيدا.
ولكن علينا أن ندرك..
إن الأخطاء واردة.. خاصة العشوائية منها.
وإن الفريق المقابل لديه القدرة بالوصول عبر أكثر من طريق وهو ما حدث في مباراة الذهاب.
ـ عموماً ..
فإن وقفة المسؤولين عن المنتخب معه.. ومتابعتهم المستمرة له.
وثقة اللاعبين بأنفسهم..
ووجود البديل الجاهز..
وتميز عناصره في المراكز الهامة (خاصة).
والتعامل الإعلامي.. والشعبي مع الفريق في هذه المرحلة.
كلها.. عوامل تجعلنا نتفاءل بنتيجة طيبة في مباراة الغد.. حتى وإن جاءت من أصعب الطرق وهو أمر متوقع في ظل ظروف كظروف هذه المباراة.
والله من وراء القصد
ضربة .. الجزاء
ليست المرة الأولى التي لا يحتسب فيها ضربة جزاء صحيحة للمنتخب السعودي.. ولن تكون الأخيرة.
وهو حدث يتكرر دائماً في كثير من المباريات في مختلف المسابقات.. والقارات.
وعلينا ألا نعطي الأمر أكثر مما يحتمل كونه خطأ تقديري من الحكم.. حتى وإن أجمع عليه أكثر المحللين التحكيميين وهناك من عارضهم.
الأخطاء هي جزء من اللعبة.
وخطأ كهذا يعتمد على تقدير الحكم.. وعلى موقفه.. وزاوية الرؤية ...الخ.
ثم لنفرض أنه تم احتساب ضربة الجزاء فهل من المؤكد أنها ستسجل.
سواء كانت هذه.. أو غيرها.
صحيح إن الأقرب هو التسجيل.. ولكن إضاعتها واردة.. وربما انعكست بأثر سلبي.
ومن هنا..
علينا أن نتعامل مع الحدث كأمر واقع.. بعيداً عن الاحتمالات والنظرات الأخرى.
بيسيرو.. والتصرف
لم يكن هناك أي مبرر للحالة التي كان عليها مدرب المنتخب بيسيرو.. أثناء وبعد المباراة.
وإذا كانت الحرارة.. والرطوبة أثرت عليه إلى هذه الدرجة.. فلم يكن هناك مبرر لتصرفاته.
فالخسارة التي أصبحت تتراءى أمامه بين لحظة وأخرى في دقائق المباراة الأخيرة.. لم تكن نتيجة أخطاء لاعبين.. بقدر ما كانت أخطاء منهجية هو راسمها.. وأساسها.
وحتى تصرفه مع الحكم بعد المباراة.. لا يمكن أن يعيد ضربة الجزاء أو يحتسبها.. وبيسيرو كمدرب محترف وعالمي يدرك أن أخطاء الحكام واردة وهي جزء من اللعبة وقد يخطئ يوماً لصالحك.. كما أخطأ عليك.. وهي ضربة جزاء حتى وإن احتسبت فليس شرطاً أن تنفذ بالصورة الصحيحة ـ كما أشرت قبل قليل.
إن تصرفات المدرب تنعكس على أداء اللاعبين وعلى عطائهم داخل الملعب.. وبالتالي على الفريق ككل.
ومن هنا يجب أن يكون أكثر هدوءاً وحذراً وإدراكاً لتصرفاته وحدود مسؤوليته.
نجومية وليد.. والجائزة
لا يختلف اثنان على أن وليد عبدالله حارس المنتخب السعودي.. كان نجم المباراة وكان الأحق بالجائزة من زميله محمد سيد جعفر حارس المرمى البحريني الذي كان هو الآخر.. نجماً كبيراً ساهم في إنقاذ مرمى فريقه من العديد من الكرات.
كثيرون تحفظوا على ذهاب الجائزة لجعفر على حساب وليد.. وفوجئوا بذلك.
المشكلة أن مثل هذه الجوائز تخضع لأمرين:
الأول :
الأسس التي تنظر إليها لجنة التقييم في أداء اللاعب وانضباطه وقلة أخطائه وكيفية تعامله مع المواقف وخطورة الكرات التي تصل إليه (إذا كان حارس مرمى).
ـ الثاني :
وإذا أدركنا أو رأينا أن وليد لا يقل عن جعفر إن لم يتفوق عليه خاصة ما حصل في الدقائق الأخيرة. فإن المشكلة في التقييم تخضع للأمر الثاني وهو أن اللجنة تقرر اسم اللاعب النجم قبل نهاية المباراة بدقائق قد تصل إلى العشر في بعض الأحيان.. أو خمس (باعتبار الوقت الأصلي).. بهدف ترتيبات معينة للتسليم.
ما بعد القرار لا يدخل للأسف ضمن التقييم وهذا – في ظني – ما منح الأفضلية لجعفر.. حيث تفوق وليد في الدقائق الأخيرة بشكل لافت للنظر.. وإن كنت أرى أنه تفوق طوال المباراة.
وعلى العموم .. الجائزة الحقيقية لوليد هي في إنقاذ منتخب بلاده.. ومحافظته على مرماه.. وفي قناعته.. وقناعة جماهيره به.. ومحبتهم له.. ولا زال المستقبل أمامه طويلاً لحصد المزيد من الجوائز والألقاب.
والله من وراء القصد
صحيح أن كلا الحالين (التعادل أو الخسارة) يتطلب الفوز في مباراة الإياب غداً.. لكن التعادل كان أخف وطأة من الناحيتين المعنوية والحسابية على أنه يعتبر (بهذه الصورة) تعادلا بطعم الخسارة، لأن المحصلة النهائية تتطلب الفوز ولا غيره في مباراة الغد بإذن الله .
من الناحية الحسابية فإن وضع الفريق البحريني الشقيق هو الأفضل.. إذ يدخل المباراة بفرصتي الفوز أو التعادل الإيجابي.. عكس منتخبنا الذي لا خيار أمامه سوى الفوز! في حين أن التعادل السلبي (وهو أضعف الإيمان) قد ينقله لوقت إضافي وإلى مرحلة الآمال المتعلقة بالحظوظ!
على أنه وقبل الحديث عن مباراة الغد لابد من الإشارة لما حدث في مباراة الذهاب، فهي الأساس الذي تعتمد عليه مباراة الإياب.
والإشارة هنا.. تأتي من ناحيتين.
ـ الأولى : إدارية :
وأعني الإعداد الإداري والنفسي للفريق وشخصياً أرى أن الفريق كان في أفضل حالاته.. حتى على صعيد الإعلام ربما كانت المرة الأولى منذ زمن طويل التي يتعامل فيها الإعلام مع مباراة كهذه، بهذه الصورة من العقلانية سواء التي سبقت المباراة أو ما بعدها، وقد اتضح ذلك جلياً على أداء الفريق ولاعبيه داخل الملعب.. بعيداً عن الضغوط النفسية.. والأداء غير المنضبط وعدم الحصول على أية إنذارات رغم حساسية اللقاء، وحساسية الخصم وأخطاء الحكم.. خاصة وأن كثيراً منهم كان مهدداً بالإيقاف من خلال الحصول على إنذار ثان.
ـ الثانية : فنية:
عقب نهاية المباراة مباشرة تلقيت رسالة من صديق يغمز فيها من خلال قناة معينة تجاه أداء بعض اللاعبين ورددت عليه بأن المشكلة هي (أن بيسيرو كان جباناً في هذه المباراة).
تابعت بعض التحليلات وآراء بعض الفنيين المتخصصين فوجدت أنهم يتفقون على ذلك..
بيسيرو..
في نظري بدأ المباراة بصورة جيدة.. وواقعية حتى في بعض تبديلاته أو لنقل أكثر واقعية رغم بعض الأخطاء لكنه ومع الشوط الثاني وتحديداً في منتصفه.. (ارتعدت فرائصه) خوفاً من الخسارة ورغبة في الخروج (بأقل الأضرار) وانعكس ذلك على تعامله مع المباراة وحتى في تصرفاته.
واعتمد في منهجيته لهذه المباراة على ناحيتين أساسيتين:
ـ النجومية .
ـ الكثافة .
فالملاحظ أن الفريق كان يتمثل بأسماء لها تاريخ ونجومية سابقة.. وذات خبرة على حساب عناصر أكثر حيوية وأقدر على العطاء.
صحيح..
أن بعض المباريات تحتاج إلى لاعب الخبرة عندما تكون مباريات حسم أو ذات طابع معين لكن أيضا فإن هذا اللاعب يحتاج إلى مدرب يعرف كيف يتعامل معه.. ومتى؟
وكيف يوظف قدراته وخبراته لمصلحة الفريق.
ما حدث مع بيسيرو.. هو (غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع) على حد تعبير الفنان الشهير بيكاسو عندما سألوه عن السر في صلعته رغم لحيته الكثة.
فالعناصر التي استعان بها لم يستطع توظيفها التوظيف المناسب حسب قدراتها وإمكاناتها وكأن المهم لديه هو (تواجد هذه الأسماء) داخل الميدان.
وفي الشوط الثاني تأكدت النظرة عندما استمر بيسيرو في تجميع العناصر وكثافتها حيث تواجد أكثر من أربعة أو خمسة لاعبين (من لاعبي المحور) في أكثر من خانة.
الهدف كان واضحا وهو المحافظة على التعادل أو الخروج به على أضعف الأحوال.. ويخطئ بيسيرو.. وغير بيسيرو إن ظن أن هذه الخطة قد نجحت..
بل العكس أعطت الفرصة للفريق البحريني بالوصول إلى مرمانا عدة مرات وبسهولة.. خاصة في الدقائق الأخيرة.. والذي نجح هو وليد عبدالله في إنقاذ (بيسيرو) من هذا الأسلوب.
مباراة... الغد..
التعادل السلبي (بدون أهداف) الذي انتهت إليه مباراة الذهاب.. هو في الحقيقة يمثل نتيجة خطيرة.. ويضعنا في موقف صعب.. ويجب ألا ننظر إليه من زاوية التعادل على أرض الخصم مكسب.. فالخصم هنا هو البحرين. واللعب في المنامة.. مثل اللعب في الدمام أو الخبر.. أو جدة.. أو الرياض.
وإذا ما نظرنا إليه من ناحية حسابية.. فالمصلحة تصب لمصلحة الأشقاء.. فالتعادل الإيجابي في الرياض مكسب لهم.. وهذا يعني أن فرصتهم بالتأهل أفضل.. من الناحية الحسابية.
هذا الوضع هو ما سينظر إليه كل من الفريقين ويجب أن يتعامل معه قبل وأثناء مباراة الغد.
منتخب البحرين.. على هذا الأساس.. سيحرص تماما على تكثيف خطوطه الخلفية.. وإغلاق كافة السبل للوصول إلى مرماه خاصة وأنه يمتلك حارساً جيداً.. بهدف الوصول بالمباراة إلى آخر مدى.. وهو ركلات الترجيح أو على الأقل خطف هدف في أي لحظة يمنحه الأفضلية وفرصة التقدم لأنه يدرك أن مرور الوقت بهذه الصورة هو في صالحه ويمثل ضغطاً نفسياً على الفريق السعودي.
ـ المنتخب السعودي.. سيعيش مرحلة انعدام وزن إن جاز التعبير.
بين أهمية أن يسجل في مرمى الخصم.
والحذر من أن يستقبل هدفا في مرماه.
والثانية هي الأصعب.. خاصة إن كان ذلك يعيده إلى المربع الأول.
ولعل هذا ما يجعلني أنظر إلى أن وضع المنتخب السعودي أكثر صعوبة من المنتخب البحريني.
والصعوبة تكمن في القدرة على المواءمة بين الحالتين.
وقاعدة (أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً).. هي خير ما ينطبق على منتخبنا في مباراة الغد.
ولكي تصل.. يجب أن تحدد نقاط الوصول وكيفية الوصول.. الطريق الأمثل لذلك وإن كان الأبعد تاركاً الوصول العشوائي للظروف.
وفي الوقت نفسه يجب أن نكون أكثر حذراً في الخطوط الخلفية.
صحيح إن لدينا حارسا متمكنا (ما شاء الله) وخط ظهر جيدا.
ولكن علينا أن ندرك..
إن الأخطاء واردة.. خاصة العشوائية منها.
وإن الفريق المقابل لديه القدرة بالوصول عبر أكثر من طريق وهو ما حدث في مباراة الذهاب.
ـ عموماً ..
فإن وقفة المسؤولين عن المنتخب معه.. ومتابعتهم المستمرة له.
وثقة اللاعبين بأنفسهم..
ووجود البديل الجاهز..
وتميز عناصره في المراكز الهامة (خاصة).
والتعامل الإعلامي.. والشعبي مع الفريق في هذه المرحلة.
كلها.. عوامل تجعلنا نتفاءل بنتيجة طيبة في مباراة الغد.. حتى وإن جاءت من أصعب الطرق وهو أمر متوقع في ظل ظروف كظروف هذه المباراة.
والله من وراء القصد
ضربة .. الجزاء
ليست المرة الأولى التي لا يحتسب فيها ضربة جزاء صحيحة للمنتخب السعودي.. ولن تكون الأخيرة.
وهو حدث يتكرر دائماً في كثير من المباريات في مختلف المسابقات.. والقارات.
وعلينا ألا نعطي الأمر أكثر مما يحتمل كونه خطأ تقديري من الحكم.. حتى وإن أجمع عليه أكثر المحللين التحكيميين وهناك من عارضهم.
الأخطاء هي جزء من اللعبة.
وخطأ كهذا يعتمد على تقدير الحكم.. وعلى موقفه.. وزاوية الرؤية ...الخ.
ثم لنفرض أنه تم احتساب ضربة الجزاء فهل من المؤكد أنها ستسجل.
سواء كانت هذه.. أو غيرها.
صحيح إن الأقرب هو التسجيل.. ولكن إضاعتها واردة.. وربما انعكست بأثر سلبي.
ومن هنا..
علينا أن نتعامل مع الحدث كأمر واقع.. بعيداً عن الاحتمالات والنظرات الأخرى.
بيسيرو.. والتصرف
لم يكن هناك أي مبرر للحالة التي كان عليها مدرب المنتخب بيسيرو.. أثناء وبعد المباراة.
وإذا كانت الحرارة.. والرطوبة أثرت عليه إلى هذه الدرجة.. فلم يكن هناك مبرر لتصرفاته.
فالخسارة التي أصبحت تتراءى أمامه بين لحظة وأخرى في دقائق المباراة الأخيرة.. لم تكن نتيجة أخطاء لاعبين.. بقدر ما كانت أخطاء منهجية هو راسمها.. وأساسها.
وحتى تصرفه مع الحكم بعد المباراة.. لا يمكن أن يعيد ضربة الجزاء أو يحتسبها.. وبيسيرو كمدرب محترف وعالمي يدرك أن أخطاء الحكام واردة وهي جزء من اللعبة وقد يخطئ يوماً لصالحك.. كما أخطأ عليك.. وهي ضربة جزاء حتى وإن احتسبت فليس شرطاً أن تنفذ بالصورة الصحيحة ـ كما أشرت قبل قليل.
إن تصرفات المدرب تنعكس على أداء اللاعبين وعلى عطائهم داخل الملعب.. وبالتالي على الفريق ككل.
ومن هنا يجب أن يكون أكثر هدوءاً وحذراً وإدراكاً لتصرفاته وحدود مسؤوليته.
نجومية وليد.. والجائزة
لا يختلف اثنان على أن وليد عبدالله حارس المنتخب السعودي.. كان نجم المباراة وكان الأحق بالجائزة من زميله محمد سيد جعفر حارس المرمى البحريني الذي كان هو الآخر.. نجماً كبيراً ساهم في إنقاذ مرمى فريقه من العديد من الكرات.
كثيرون تحفظوا على ذهاب الجائزة لجعفر على حساب وليد.. وفوجئوا بذلك.
المشكلة أن مثل هذه الجوائز تخضع لأمرين:
الأول :
الأسس التي تنظر إليها لجنة التقييم في أداء اللاعب وانضباطه وقلة أخطائه وكيفية تعامله مع المواقف وخطورة الكرات التي تصل إليه (إذا كان حارس مرمى).
ـ الثاني :
وإذا أدركنا أو رأينا أن وليد لا يقل عن جعفر إن لم يتفوق عليه خاصة ما حصل في الدقائق الأخيرة. فإن المشكلة في التقييم تخضع للأمر الثاني وهو أن اللجنة تقرر اسم اللاعب النجم قبل نهاية المباراة بدقائق قد تصل إلى العشر في بعض الأحيان.. أو خمس (باعتبار الوقت الأصلي).. بهدف ترتيبات معينة للتسليم.
ما بعد القرار لا يدخل للأسف ضمن التقييم وهذا – في ظني – ما منح الأفضلية لجعفر.. حيث تفوق وليد في الدقائق الأخيرة بشكل لافت للنظر.. وإن كنت أرى أنه تفوق طوال المباراة.
وعلى العموم .. الجائزة الحقيقية لوليد هي في إنقاذ منتخب بلاده.. ومحافظته على مرماه.. وفي قناعته.. وقناعة جماهيره به.. ومحبتهم له.. ولا زال المستقبل أمامه طويلاً لحصد المزيد من الجوائز والألقاب.
والله من وراء القصد