حقيقة لم أقرأ حوار أبومساعد.. أو ردود الأفعال عليها بصورة دقيقة وبحرص تام، لأنني شخصيا لا أهتم كثيرا بمواضيع كهذه.. هي في الأساس تعبر عن رؤى شخصية يسأل عنها أصحابها.. لكنني ضد النيل من الآخرين في شخوصهم وذواتهم.. أو حتى الكيانات!!
من حق كل شخص أن يعبر عن وجهة نظره.. طالما أنه لم يتجاوز حدوده إلى حدود الآخرين.. (كل نفس بما كسبت رهينة).. (قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا).. وعلى الآخر التعامل معها بصورة حضارية إما بمناقشتها نقاشا موضوعيا.. أو تقبلها واحترامها كوجهات نظر شخصية تعبر عن رؤى أصحابها.. وتندرج تحت مسؤولياتهم!!
والمشكلة عندما يتناول الأمر أناس (عليهم الشرهة) ممن يفترض فيهم توعية العامة بخطورة النيل من أعراض الآخرين وذممهم.. وإذا بهم يقعون في الخطأ ذاته.. وبصورة أكبر.. وعلى رؤوس الأشهاد.. كما حصل مع خطيب الجمعة الذي تناول الشيخ عبدالرحمن بن سعيد في خطبته.. متعرضا لشخصه ووصفه بأنه (يهرف بما لا يعرف).. وأنه (مخرّف ـ بتشديد الراء) ويجب الأخذ عليه ومعاقبته (بما معناه)... إلخ من أوصاف يؤاخذ عليها شرعا..!!
مثل هذا الخطيب ألا يدرك أن معظم ـ إن لم يكن كل ـ الذين يتحدث إليهم لا يعرفون ابن سعيد.. ولا يهمهم ابن سعيد وما يقول..!!
هؤلاء.. سيخرجون بعد صلاتهم بنظرة معينة تجاه رجل.. ربما كان عند الله أتقاهم (التقوى ها هنا)!!
وسيتحدثون.. وسيكون المجال خصبا لنشر شائعات.. لا مبرر لها.. والنيل من عرضه..!!
ثم..
لو افترضنا جدلا.. أن الخطيب أراد مناقشة التعصب. والهوس الكروي.. فهل هذا هو الأسلوب المناسب..؟! وهل المكان مناسب..؟!
إن مناقشة مثل هذه المواضيع إذا كان المراد منها التوعية.. هو مقرات الأندية.. والمدارس لأنهم هم الجمهور المستهدف!! أما المساجد وخطب الجمعة فيجب أن تخصص لما يهم العامة من الحضور.!!
هذه مقدمة.. كان لا بد منها للدخول إلى منتصف هذا الأسبوع.. على هامش ما حدث.. لكنني قبل ذلك أتوقف عند نقطتين هامتين:
الأولى:
أن الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وهو الذي يبحر في الثمانين من عمره أمده الله بالصحة.. ومتعه بالطاعة وبحكم خبرته الطويلة في الحياة العامة والرياضية يعي ما يقول ويدرك أبعاده.. وهو مسؤول عن ذلك..!
والسؤال المطروح..
لماذا ظل أبومساعد.. صامتاً طوال هذه السنوات..؟!
ولماذا تحدث الآن..؟!
لا بد أن ثمة أسبابا أدت إلى ذلك.. هو أدرى بها..!! وربما لا تخفى على البعض.!!
هذه ناحية..
والأخرى..
وحسبما سمعت... وما صرح به الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب في مقابلة معه لقناة العربية... بما معناه (إن التصريحات كانت ناقصة أو مبتورة).. وإن لم يكن التصريح بهذا النص!!
وهذا يعني أن المحرر ربما تعامل مع حوار الشيخ عبدالرحمن بن سعيد على طريقة (لا تقربوا الصلاة!!) وبأسلوب الإثارة الصحفية.!
ثانيا:
إننا ـ وللأسف الشديد ـ لا نتعامل مع المفردة كمفهوم بلاغي.. ولا مع اللغة من هذا المنطلق.. بقدر ما نتعامل معها كمصطلح.. أو دلالة حرفية في بعض الأحيان!!
فكلمة (أذبحه) معروفة لدى المجتمع السعودي بصورة عامة.. ونجد بصورة خاصة على أنها تعني العقاب الغليظ أو التهديد دون عقاب.. إلخ!! فأنت تقول لابنك.. أو أخيك الأصغر عندما تريد نهيه وزجره عن فعل ما.. (والله لاذبحك).. فيرتدع..!! وأنت لا تعني الذبح بالسكين.. وهو بالرغم من صغر سنه يدرك أن المقصود التهديد بعقاب بدني.. أو معنوي.. وليس الذبح بمعناه الاصطلاحي!! و(تراك ذبحتني).. تقولها لمن أثقل عليك.. أو أكثر من الإلحاح حول موضوع معين.. أو أرهقك في العمل!! (انذبحت من كثر الشغل)!!
ولعل الزميل الأستاذ عبدالله بن بخيت خير من تناول هذه القضية عبر زاويته (يارا) في جريدة الرياض الأسبوع الماضي.. عندما تحدث عن الموضوع!!
ولعلي ـ هنا ـ وبالمناسبة.. أذكر كيف ثارت ضجة عالمية.. ولم تحرك لدينا ساكنا عندما قال ابن همام قبل حملته الانتخابية (سأقطع رأس الكوري الجنوبي)..! والمشكلة نتجت عن الترجمة الحرفية للعبارة وليس المعنى أو المضمون!! وقطع الرأس لدينا في المنطقة له معناه ودلالته.. وكما يقول إخواننا المصريون (أسيح دمك) أو (أشرب من دمك).. أو كما نقول في العامة (اتوطاك) (أدعس على رقبتك).. (أكسر يدك).. إلخ من مصطلحات!!
لنترك هذا جانبا..
ونعود إلى صلب الموضوع..
الرياضة بطبيعتها التنافسية خصوصا كرة القدم تحتاج إلى إثارة.. والإثارة هذه تحتاج إلى نوع من الضبط.. أو الذكاء والقدرة في طرحها والتعامل معها.. وهي فن لا يجيده كثيرون.. وهي في الواقع (ملح الكرة)!!
ولعل الجميع يتفق معي في أن وفاة الأمير عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته) أفقدت الرياضة هذا النوع من الإثارة، والنسخ الموجودة حاليا على الساحة معظمها (مقلد).. وأخرى (تايوانية)... أو.. من (محلات أبو ريالين)!!
ولم يعد مبدأ الرأي والرأي الآخر ساري المفعول بمفهومه الصحيح.. وأساسا نعتمد عليه في تعاملاتنا.!!
رحم الله الأمير عبدالرحمن.. فالحديث عنه لا يمل ولا عن مواقفه.. فقد كان فاكهة الكرة.. وكان كثيرا ما يردد (الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية).
لكن البعض من جيل اليوم وللأسف جعل الاختلاف في وجهات النظر هو أساس القضية.!!
وأنا هنا.. أملك بعض المواقف المشابهة لما قاله ابن سعيد يمكن إدراجها في بند التعصب والتحريض على الكراهية من قياديين في كافة الأندية.
لكنني لست هنا في مجال الدفاع عن أحد..! أو التعرض لآخر.. بقدر ما أسعى لتوصيل رسالة لجيل اليوم!!
والذين جعلوا الاختلاف أساس القضية لا يمثلون انتماءً معيناً.. ولا.. توجها واحداً!!
إنها ميول مختلفة!!
وتوجهات متعددة!!
إن جيل الأمس.. بمختلف ميوله.. وتوجهاته.. وبالرغم من حدة المنافسة.. لكنه كان يمثل جيل المنافسة الشريفة.. وعنوانها السامي!!
علينا.. أن نسمو بتفكيرنا بعيداً عن اتهام الآخرين في ذممهم!!
وأن نرتقي بثقافتنا بعيدا عن التشكيك في ضمائر الآخرين..!!
وأن نعتمد حسن النوايا.. في القول والعمل.!!
أن نفهم معنى الحرية.. وأن ندرك أبعادها.!!
وإن بقي مفهوم الرأي والرأي الآخر ودلالاته.!!
وإذا كان جيل اليوم سواء من الجمهور الرياضي.. أو من المنتمين للإعلام.. يتلقى ثقافته وتتبلور شخصيته وفق هذه المفاهيم ويتعلم وفق هذه الآلية.. فإن جيل المستقبل ربما كان أكثر إيلاما.!!
جيل الأمس.. لا يختلف عن جيل اليوم من حيث تركيبته الفسيولوجية.. لكنه يختلف في ثقافته!!
الميول.. والانتماء.. موجودة في كل جيل!
والتعصب مولود مع البشرية!!
واختلاف الآراء.. كذلك!!
الفرق بين الأجيال.. في كيفية التعامل مع الأحداث..!!
وفي كيفية النظرة إلى الأمور؟!!
وفي كيفية التعامل مع بعضهم البعض... واحترام الرأي والرأي الآخر.!!
إنها ثقافة الأجيال..!!
وهو ما نبحث عنه.. ونطالب جيلنا اليوم بأن يكون عليه..
ثقافة ترتقي به.. وتسمو بعقله.. إلى مستوى تعاليم دينه.. وتقاليد مجتمعه.. وتطلعات أمته.!!
والله من وراء القصد
من حق كل شخص أن يعبر عن وجهة نظره.. طالما أنه لم يتجاوز حدوده إلى حدود الآخرين.. (كل نفس بما كسبت رهينة).. (قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا).. وعلى الآخر التعامل معها بصورة حضارية إما بمناقشتها نقاشا موضوعيا.. أو تقبلها واحترامها كوجهات نظر شخصية تعبر عن رؤى أصحابها.. وتندرج تحت مسؤولياتهم!!
والمشكلة عندما يتناول الأمر أناس (عليهم الشرهة) ممن يفترض فيهم توعية العامة بخطورة النيل من أعراض الآخرين وذممهم.. وإذا بهم يقعون في الخطأ ذاته.. وبصورة أكبر.. وعلى رؤوس الأشهاد.. كما حصل مع خطيب الجمعة الذي تناول الشيخ عبدالرحمن بن سعيد في خطبته.. متعرضا لشخصه ووصفه بأنه (يهرف بما لا يعرف).. وأنه (مخرّف ـ بتشديد الراء) ويجب الأخذ عليه ومعاقبته (بما معناه)... إلخ من أوصاف يؤاخذ عليها شرعا..!!
مثل هذا الخطيب ألا يدرك أن معظم ـ إن لم يكن كل ـ الذين يتحدث إليهم لا يعرفون ابن سعيد.. ولا يهمهم ابن سعيد وما يقول..!!
هؤلاء.. سيخرجون بعد صلاتهم بنظرة معينة تجاه رجل.. ربما كان عند الله أتقاهم (التقوى ها هنا)!!
وسيتحدثون.. وسيكون المجال خصبا لنشر شائعات.. لا مبرر لها.. والنيل من عرضه..!!
ثم..
لو افترضنا جدلا.. أن الخطيب أراد مناقشة التعصب. والهوس الكروي.. فهل هذا هو الأسلوب المناسب..؟! وهل المكان مناسب..؟!
إن مناقشة مثل هذه المواضيع إذا كان المراد منها التوعية.. هو مقرات الأندية.. والمدارس لأنهم هم الجمهور المستهدف!! أما المساجد وخطب الجمعة فيجب أن تخصص لما يهم العامة من الحضور.!!
هذه مقدمة.. كان لا بد منها للدخول إلى منتصف هذا الأسبوع.. على هامش ما حدث.. لكنني قبل ذلك أتوقف عند نقطتين هامتين:
الأولى:
أن الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وهو الذي يبحر في الثمانين من عمره أمده الله بالصحة.. ومتعه بالطاعة وبحكم خبرته الطويلة في الحياة العامة والرياضية يعي ما يقول ويدرك أبعاده.. وهو مسؤول عن ذلك..!
والسؤال المطروح..
لماذا ظل أبومساعد.. صامتاً طوال هذه السنوات..؟!
ولماذا تحدث الآن..؟!
لا بد أن ثمة أسبابا أدت إلى ذلك.. هو أدرى بها..!! وربما لا تخفى على البعض.!!
هذه ناحية..
والأخرى..
وحسبما سمعت... وما صرح به الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب في مقابلة معه لقناة العربية... بما معناه (إن التصريحات كانت ناقصة أو مبتورة).. وإن لم يكن التصريح بهذا النص!!
وهذا يعني أن المحرر ربما تعامل مع حوار الشيخ عبدالرحمن بن سعيد على طريقة (لا تقربوا الصلاة!!) وبأسلوب الإثارة الصحفية.!
ثانيا:
إننا ـ وللأسف الشديد ـ لا نتعامل مع المفردة كمفهوم بلاغي.. ولا مع اللغة من هذا المنطلق.. بقدر ما نتعامل معها كمصطلح.. أو دلالة حرفية في بعض الأحيان!!
فكلمة (أذبحه) معروفة لدى المجتمع السعودي بصورة عامة.. ونجد بصورة خاصة على أنها تعني العقاب الغليظ أو التهديد دون عقاب.. إلخ!! فأنت تقول لابنك.. أو أخيك الأصغر عندما تريد نهيه وزجره عن فعل ما.. (والله لاذبحك).. فيرتدع..!! وأنت لا تعني الذبح بالسكين.. وهو بالرغم من صغر سنه يدرك أن المقصود التهديد بعقاب بدني.. أو معنوي.. وليس الذبح بمعناه الاصطلاحي!! و(تراك ذبحتني).. تقولها لمن أثقل عليك.. أو أكثر من الإلحاح حول موضوع معين.. أو أرهقك في العمل!! (انذبحت من كثر الشغل)!!
ولعل الزميل الأستاذ عبدالله بن بخيت خير من تناول هذه القضية عبر زاويته (يارا) في جريدة الرياض الأسبوع الماضي.. عندما تحدث عن الموضوع!!
ولعلي ـ هنا ـ وبالمناسبة.. أذكر كيف ثارت ضجة عالمية.. ولم تحرك لدينا ساكنا عندما قال ابن همام قبل حملته الانتخابية (سأقطع رأس الكوري الجنوبي)..! والمشكلة نتجت عن الترجمة الحرفية للعبارة وليس المعنى أو المضمون!! وقطع الرأس لدينا في المنطقة له معناه ودلالته.. وكما يقول إخواننا المصريون (أسيح دمك) أو (أشرب من دمك).. أو كما نقول في العامة (اتوطاك) (أدعس على رقبتك).. (أكسر يدك).. إلخ من مصطلحات!!
لنترك هذا جانبا..
ونعود إلى صلب الموضوع..
الرياضة بطبيعتها التنافسية خصوصا كرة القدم تحتاج إلى إثارة.. والإثارة هذه تحتاج إلى نوع من الضبط.. أو الذكاء والقدرة في طرحها والتعامل معها.. وهي فن لا يجيده كثيرون.. وهي في الواقع (ملح الكرة)!!
ولعل الجميع يتفق معي في أن وفاة الأمير عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته) أفقدت الرياضة هذا النوع من الإثارة، والنسخ الموجودة حاليا على الساحة معظمها (مقلد).. وأخرى (تايوانية)... أو.. من (محلات أبو ريالين)!!
ولم يعد مبدأ الرأي والرأي الآخر ساري المفعول بمفهومه الصحيح.. وأساسا نعتمد عليه في تعاملاتنا.!!
رحم الله الأمير عبدالرحمن.. فالحديث عنه لا يمل ولا عن مواقفه.. فقد كان فاكهة الكرة.. وكان كثيرا ما يردد (الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية).
لكن البعض من جيل اليوم وللأسف جعل الاختلاف في وجهات النظر هو أساس القضية.!!
وأنا هنا.. أملك بعض المواقف المشابهة لما قاله ابن سعيد يمكن إدراجها في بند التعصب والتحريض على الكراهية من قياديين في كافة الأندية.
لكنني لست هنا في مجال الدفاع عن أحد..! أو التعرض لآخر.. بقدر ما أسعى لتوصيل رسالة لجيل اليوم!!
والذين جعلوا الاختلاف أساس القضية لا يمثلون انتماءً معيناً.. ولا.. توجها واحداً!!
إنها ميول مختلفة!!
وتوجهات متعددة!!
إن جيل الأمس.. بمختلف ميوله.. وتوجهاته.. وبالرغم من حدة المنافسة.. لكنه كان يمثل جيل المنافسة الشريفة.. وعنوانها السامي!!
علينا.. أن نسمو بتفكيرنا بعيداً عن اتهام الآخرين في ذممهم!!
وأن نرتقي بثقافتنا بعيدا عن التشكيك في ضمائر الآخرين..!!
وأن نعتمد حسن النوايا.. في القول والعمل.!!
أن نفهم معنى الحرية.. وأن ندرك أبعادها.!!
وإن بقي مفهوم الرأي والرأي الآخر ودلالاته.!!
وإذا كان جيل اليوم سواء من الجمهور الرياضي.. أو من المنتمين للإعلام.. يتلقى ثقافته وتتبلور شخصيته وفق هذه المفاهيم ويتعلم وفق هذه الآلية.. فإن جيل المستقبل ربما كان أكثر إيلاما.!!
جيل الأمس.. لا يختلف عن جيل اليوم من حيث تركيبته الفسيولوجية.. لكنه يختلف في ثقافته!!
الميول.. والانتماء.. موجودة في كل جيل!
والتعصب مولود مع البشرية!!
واختلاف الآراء.. كذلك!!
الفرق بين الأجيال.. في كيفية التعامل مع الأحداث..!!
وفي كيفية النظرة إلى الأمور؟!!
وفي كيفية التعامل مع بعضهم البعض... واحترام الرأي والرأي الآخر.!!
إنها ثقافة الأجيال..!!
وهو ما نبحث عنه.. ونطالب جيلنا اليوم بأن يكون عليه..
ثقافة ترتقي به.. وتسمو بعقله.. إلى مستوى تعاليم دينه.. وتقاليد مجتمعه.. وتطلعات أمته.!!
والله من وراء القصد