قبل عدة أشهر.. وتحديدا في الموسم الماضي أذكر أنني كتبت مقالاً هنا.. وبنفس المكان تحت عنوان (كلما داويت جرحاً...) في إشارة إلى ظهور حالات معينة من الاحتراف لم تكن موجودة في لائحته.. مما يتطلب تدخل اللجنة.. ودراستها.. ووضع حلول لها..، وعاودت طرح الموضوع بنفس العنوان.. بعد ظهور حالة أخرى..!
وجروح لجنة الاحتراف طبيعية.. بل ظاهرة صحية.. تفيد في تنقية الدم.. وتجديده.. شأنها شأن أي لجنة أخرى كالانضباط.. أو الفنية.. أو المسابقات.. لا تظهر كثير من عيوبها.. والثغرات في لوائحها.. إلا بعد التطبيق على أرض الواقع..!
المشكلة..
عندما تظهر بعض الجروح في الجسد.. وتترك دون معالجة.
ـ ـ إما (إهمالاً..
ـ ـ أو..
رغبة من صاحبها في بقائها سعياً منه لاستدرار العواطف أو تحقيق مكاسب ذاتية عجز عن الوصول إليها أو تحقيقها على أرض الميدان..
ـ أو..
بهدف صرف الأنظار عن جرح أكثر إيلاماً وغوراً.. والانشغال بهذه الجروح.. وإشغال الآخرين بها.. حتى لا يتساءلون عن ذلك الجرح الغائر.!! وأسبابه..!! وأهمية معالجته..!! لأنه يدرك ثمن ذلك..!! ومقداره!!
هنا.. تبرز المشكلة..
وتصبح أبلغ أثراً.. وأكثر إيلاماً..
فإما..
أن تمتد إلى سائر الجسد.. فتنهك قواه.. وتقضي عليه.. تدريجياً دون أن يشعر.!!
وإما:
أن يضطر إلى بتر هذا العضو المريض.. حتى لا يمتد أثره لباقي الجسد.. وحفاظا على ما تبقى منه.!!
رغم أنه يملك القدرة على تلافي هذا كله.. والحفاظ على جسده سليماً معافى.. يساعده على القيام بدوره في هذه الحياة على الوجه الأكمل.
هذا.. هو واقع مجتمعنا الرياضي في الفترة الأخيرة ـ وللأسف الشديدـ مع الاستثناء بطبيعة الحال.!!
مساء السبت الماضي تشرفت بحضور مناسبة اجتماعية ضمت عدداً من وجهاء المجتمع.. وتركزت أحاديث كثير منهم عن ما يجري في الساحة الرياضية.. من طروحات ومناقشات لا ترتقي إلى مستوى فكر.. وذائقة المتلقي سواء ما تقدمه بعض الفضائيات والقنوات الرياضية.. أو عبر الصحافة المقروءة.!!
ومهما حاولنا تبرير ما يحدث على أنه لا يخرج عن طبيعة مجتمع.. وجزء من حراكه.. كما هو شأن أطيافه الأخرى.. إلا أنه لا يمكن إيجاد مبرر لأسلوب الطرح.. ونوعيته.!! والتي ترى في إدارة ظهرها للآخر.. وإقصائه.. والتسفيه به وبآرائه أسلوباً تصل من خلاله إلى ما تريد.. بغض النظر عن مدى صحة ذلك ومصداقيته.. أو عدمه..!! والأخيرة أقرب.!!
إن الذين يديرون ظهورهم للآخرين.. وهم يجلسون معهم على طاولة النقاش بحثا عن الحقيقة.. متعالين في جلستهم.. صامين آذانهم عن سماع الرأي الآخر.. هؤلاء لا يبحثون عن حقيقة.. ربما كانوا يدركونها.. أو هم كذلك بالفعل.. بقدر سعيهم لتمرير رؤى معينة لم تكن مقنعة للمتلقي لأنهم عجزوا في الأساس عن استيعاب الحوار مع (الآخر) لفقدهم أدوات حوار، لم يكونوا مجبرين على الجلوس فيه.. طالما أنهم كذلك.!!
والذين يصرون على السير في الاتجاه المعاكس ظنا منهم أن هذا هو الطريق الأسرع للوصول.. وأن (الآخر).. سيضطر للعودة للوراء.. لفتح الطريق أمامهم.. هم الذين لا يدركون أن الوصول متأخراً.. خير من عدم الوصول..!
وأن (الوصول).. لا يتم عبر كسر الأنظمة.. والاعتداء على حقوق الآخرين!!
وأن (الحقيقة).. سهلة المنال لمن أراد البحث عنها..!!
والذين.. يتطاولون على رموزنا الرياضية بمختلف أطياف هذه الرموز.. ومقاماتهم الاجتماعية.. ومواقعهم الرسمية وانتماءاتهم الرياضية.. هم المتنكرون لتاريخنا الرياضي والخارجون عن أصولنا.. وأعرافنا الاجتماعية.. المنطلقة من مبادئ ديننا الحنيف.. وآدابه.
هذه الرموز.
هي التي أرست قواعد الرياضة في هذا البلد.. ووصلت بها إلى ما وصلت إليه..
هي التي ضحت بجهدها.. ومالها.. وصحتها.. سواء عبر مواقع المسؤولية الرسمية.. أو أعمالها التطوعية في الأندية ووضعت اللبنات الأولى للرياضة من العدم.. أو عبر دعمها المادي..!
هذه الرموز.. هي التي قدمت هذه الأسماء والنوعيات التي بدأت تتطاول عليها.. وهي التي صنعتها.. ووضعتها في واجهة الأحداث.. ومقاعد التنظير.
هذه الرموز.. بتوفيق من الله سبحانه وتعالى.. ثم جهودها.. صنعت هذا التاريخ الرياضي.. وقدمت الرياضة رافدا تنمويا.. من خلاله وجد هؤلاء لهم مكانا في الساحة..!!
وبالتالي فإن التطاول ـ ولا أقول النقد - على هذه الرموز هو إنكار للتاريخ.. ونكران لما قدموه!!
وإذا كانت هذه القيادات الرياضية.. ولا أعني هنا الرسمية.. بقدر ما أعني المنتجة للأندية.. وللإعلام الرياضي تطرح هذه الرؤى.. وتقدم هذا النوع من الفكر فإننا نتساءل عن مستقبل جيلنا الرياضي المتلقي لهذه الرؤى والأفكار.!
هذه النوعية من القياديين.. والمنظرين.. الذين يقتعدون الصفوف الأمامية.. ويقدمون أنفسهم كنماذج موجهة للرأي العام.. وصناع القرار.. عبر تلك الطروحات.. والرؤى في نظري.. أحد أمرين:
ـ إما:
إنهم.. لا يدركون حقيقة موقفهم.. وخطورة ما يطرحونه.. وانعكاسه على المجتمع الرياضي.
ـ أو
إنهم يريدون أدلجة هذا المجتمع.. وتكوين مجتمع يسير وفق رؤاهم.. ومصالحهم الشخصية.
وكلا الحالين خطير..
ويحتاج إلى وقفة.. ومحاسبة للذات..
ـ إن الذين يلجأون لمثل هذه الأساليب.. هم أولئك الذين يعتقدون في قرارة ذاتهم أنها الطريق الأقرب والأسرع للوصول إلى ما يريدون.. وأن الصوت العالي هو الذي يصل ويحقق الهدف..!! ناسين أو متناسين أن الحقيقة ولا غيرها.. هي جواز السفر.. وأن احترام الآخر هو تأشيرة المرور نحو عالمه..! حتى وإن اختلفت الرؤى ووجهات النظر.!!
وأياً.. كان موقف هذه النوعية.. وهدفها من هذا التواجد.. وهذا الطرح... فإن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق القائمين على القنوات الإعلامية بمختلف توجهاتها مقروءة أو مرئية.. بإتاحة الفرصة لهؤلاء أو بالأحرى.. إتاحة الفرصة لهذه الأفكار والآراء بالخروج إلى المتلقي.. أو حتى مجرد السماح بالنيل من الآخرين.. والتقليل من شأنهم!
والدخول من بوابة الإثارة.. أو التسويق غير منطقي..! فالغاية هنا لا تبرر الوسيلة.. و(الميكيافيلية) مرفوضة تماماً.. إذا كانت تؤدي إلى المس بالثوابت.. وحقوق الآخرين.
فالإثارة لها طريقتها..
والتسويق له أساليبه..
وبالإمكان تحقيق هذه المعادلة... دون تأثير على تركيبة المجتمع.. ومبادئه..!
وإذا كانت (النخبة) التي أشرت إليها في البداية.. قد لاحظت ذلك.. وناقشته في لقاء عابر.. فإن المؤكد أنه مطروح بين نخب أخرى وفي مجالس أخرى.
وهذا يعني أيضا.. أن متابعة الرياضة وما يطرح عبر قنواتها.. لم يعد مقصوراً على فئة سنية معينة.. ولا بيولوجية معينة.. وبالتالي فإن لهذه الفئات احترامها.. وتقديرها.. ويجب أن نرتقي بطروحاتنا.. وما نناقشه من قضايا إلى مستوى فكر هؤلاء.. وأن نرتقي أيضا بفكر الآخرين من ذوات الثقافة الأدنى.. بدلا من النزول إليهم.. لنساهم في بناء جيل ننشد من خلاله مستقبلا أفضل لمجتمعنا الرياضي بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة!
والله من وراء القصد
شيخ الرياضيين
وشهادات العصر
"عبدالرحمن بن سعيد".. هو أحد رموز تاريخنا الرياضي.. بل ومن أهمها.. إن لم يكن الأهم!!
عندما يقوم.. أو يجلس.. أو يتحدث.. أو ... فإن الذي يفعل هذا كله.. هو (التاريخ الرياضي).. واحترامنا للشيخ عبدالرحمن.. هو احترام لهذا التاريخ!! فهو والتاريخ الرياضي صنوان.. ووجهان لعملة واحدة!
لا أعتقد.. بل أجزم أن الشيخ عبدالرحمن (أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية).. في حاجة لشهادة من هو في منزلة ابنه سناً.. ومقاما.. وتاريخا أو خبرة.!!
يكفي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد ثلاث شهادات لم ينلها أحد قبله.. ولا أعتقد أنه سينالها أحد بعده.
الأولى:
أنه حظي بثقة ولاة الأمر جميعهم منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز (يرحمه الله).. عندما كان ابن سعيد يضع اللبنات الأولى في صرحنا الرياضي في المنطقة الوسطى ومعه آخرون.. لا يمكن سلبهم حقهم التاريخي، ثم استمرت هذه الثقة مع الملوك (سعود، فيصل، خالد، فهد) يرحمهم الله جميعا.. ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (أمد الله في عمره) وسمو ولي عهده الأمين (يحفظه الله).. حيث تقلد مناصب هامة وحساسة في الدولة.. وفي ديوان رئاسة مجلس الوزراء.. حتى تقاعده.
الثانية:
شهود العصر ممن عايشوا الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وما قدمه للرياضة السعودية عموما.. وللمنطقة الوسطى على وجه الخصوص من جهد.. ومال.. كان على حساب طموحاته الشخصية..! ورأي هؤلاء الشهود فيه في مختلف المناطق.. وبمختلف الميول.!
الثالثة:
تأسيسه لنادي الشباب.. ثم نادي الهلال وأثر هذا التأسيس والرعاية على الرياضة السعودية ودعمه المادي والمعنوي لجميع أندية الرياض.. دون استثناء.. وإنقاذها من كبوات مرت عليها.. حتى عادت شامخة تساهم في التنمية الرياضية في بلدنا الغالي وكذلك رئاسته للنادي الأهلي بجدة فترة من الزمن وتأسيسه لأحد الأندية هناك.. ثم حله فيما بعد واستفادة الأندية الأخرى من لاعبيه.. ومساهماته الكبيرة في دعم الرياضة.
ما دعاني لهذا.. هو ما يتعرض له (أبومساعد) من نقد تجاوز حدود الأدب.. ممن هم في مقام أبنائه وربما أحفاده.. وممن لا يستطيعون أن يرتقوا بفكرهم ومعلوماتهم وخبراتهم إلى ما قدمه للرياضة، وهو الذي لم يذكر عنه أنه أساء للآخرين.. بل إنه في مجلسه اليومي الذي يستقبل فيه كل الرياضيين بمختلف ميولهم وتوجهاتهم يرفض تناول الآخرين بما لا يرضون.. أو التقليل من قيمتهم، وقد شهدت على ذلك بنفسي في أكثر من موقف.
لا أريد أن أضع أبا مساعد في برج عاجي!
ولا أنزهه عن الأخطاء..
ولا.. أخرج به عن طبيعته البشرية.
فهو كغيره معرض للخطأ..
وهو كغيره. راد.. ومردود عليه!!
لكن هذا كله.. يجب أن يكون في حدود النقاش الموضوعي.. ومقارعة الحجة بالحجة.. والمعلومة.. بالمعلومة..!
أما التقليل من قيمة الآخرين..
ووصفهم بالدونية.. لمجرد الاختلاف في الميول.. فهو أمر ترفضه القيم.. وتنبذه الأعراف.. ويؤصل لتنافس غير شريف.. سواء كان هذا (الآخر).. (عبدالرحمن بن سعيد) أو غيره..!
والله من وراء القصد
وجروح لجنة الاحتراف طبيعية.. بل ظاهرة صحية.. تفيد في تنقية الدم.. وتجديده.. شأنها شأن أي لجنة أخرى كالانضباط.. أو الفنية.. أو المسابقات.. لا تظهر كثير من عيوبها.. والثغرات في لوائحها.. إلا بعد التطبيق على أرض الواقع..!
المشكلة..
عندما تظهر بعض الجروح في الجسد.. وتترك دون معالجة.
ـ ـ إما (إهمالاً..
ـ ـ أو..
رغبة من صاحبها في بقائها سعياً منه لاستدرار العواطف أو تحقيق مكاسب ذاتية عجز عن الوصول إليها أو تحقيقها على أرض الميدان..
ـ أو..
بهدف صرف الأنظار عن جرح أكثر إيلاماً وغوراً.. والانشغال بهذه الجروح.. وإشغال الآخرين بها.. حتى لا يتساءلون عن ذلك الجرح الغائر.!! وأسبابه..!! وأهمية معالجته..!! لأنه يدرك ثمن ذلك..!! ومقداره!!
هنا.. تبرز المشكلة..
وتصبح أبلغ أثراً.. وأكثر إيلاماً..
فإما..
أن تمتد إلى سائر الجسد.. فتنهك قواه.. وتقضي عليه.. تدريجياً دون أن يشعر.!!
وإما:
أن يضطر إلى بتر هذا العضو المريض.. حتى لا يمتد أثره لباقي الجسد.. وحفاظا على ما تبقى منه.!!
رغم أنه يملك القدرة على تلافي هذا كله.. والحفاظ على جسده سليماً معافى.. يساعده على القيام بدوره في هذه الحياة على الوجه الأكمل.
هذا.. هو واقع مجتمعنا الرياضي في الفترة الأخيرة ـ وللأسف الشديدـ مع الاستثناء بطبيعة الحال.!!
مساء السبت الماضي تشرفت بحضور مناسبة اجتماعية ضمت عدداً من وجهاء المجتمع.. وتركزت أحاديث كثير منهم عن ما يجري في الساحة الرياضية.. من طروحات ومناقشات لا ترتقي إلى مستوى فكر.. وذائقة المتلقي سواء ما تقدمه بعض الفضائيات والقنوات الرياضية.. أو عبر الصحافة المقروءة.!!
ومهما حاولنا تبرير ما يحدث على أنه لا يخرج عن طبيعة مجتمع.. وجزء من حراكه.. كما هو شأن أطيافه الأخرى.. إلا أنه لا يمكن إيجاد مبرر لأسلوب الطرح.. ونوعيته.!! والتي ترى في إدارة ظهرها للآخر.. وإقصائه.. والتسفيه به وبآرائه أسلوباً تصل من خلاله إلى ما تريد.. بغض النظر عن مدى صحة ذلك ومصداقيته.. أو عدمه..!! والأخيرة أقرب.!!
إن الذين يديرون ظهورهم للآخرين.. وهم يجلسون معهم على طاولة النقاش بحثا عن الحقيقة.. متعالين في جلستهم.. صامين آذانهم عن سماع الرأي الآخر.. هؤلاء لا يبحثون عن حقيقة.. ربما كانوا يدركونها.. أو هم كذلك بالفعل.. بقدر سعيهم لتمرير رؤى معينة لم تكن مقنعة للمتلقي لأنهم عجزوا في الأساس عن استيعاب الحوار مع (الآخر) لفقدهم أدوات حوار، لم يكونوا مجبرين على الجلوس فيه.. طالما أنهم كذلك.!!
والذين يصرون على السير في الاتجاه المعاكس ظنا منهم أن هذا هو الطريق الأسرع للوصول.. وأن (الآخر).. سيضطر للعودة للوراء.. لفتح الطريق أمامهم.. هم الذين لا يدركون أن الوصول متأخراً.. خير من عدم الوصول..!
وأن (الوصول).. لا يتم عبر كسر الأنظمة.. والاعتداء على حقوق الآخرين!!
وأن (الحقيقة).. سهلة المنال لمن أراد البحث عنها..!!
والذين.. يتطاولون على رموزنا الرياضية بمختلف أطياف هذه الرموز.. ومقاماتهم الاجتماعية.. ومواقعهم الرسمية وانتماءاتهم الرياضية.. هم المتنكرون لتاريخنا الرياضي والخارجون عن أصولنا.. وأعرافنا الاجتماعية.. المنطلقة من مبادئ ديننا الحنيف.. وآدابه.
هذه الرموز.
هي التي أرست قواعد الرياضة في هذا البلد.. ووصلت بها إلى ما وصلت إليه..
هي التي ضحت بجهدها.. ومالها.. وصحتها.. سواء عبر مواقع المسؤولية الرسمية.. أو أعمالها التطوعية في الأندية ووضعت اللبنات الأولى للرياضة من العدم.. أو عبر دعمها المادي..!
هذه الرموز.. هي التي قدمت هذه الأسماء والنوعيات التي بدأت تتطاول عليها.. وهي التي صنعتها.. ووضعتها في واجهة الأحداث.. ومقاعد التنظير.
هذه الرموز.. بتوفيق من الله سبحانه وتعالى.. ثم جهودها.. صنعت هذا التاريخ الرياضي.. وقدمت الرياضة رافدا تنمويا.. من خلاله وجد هؤلاء لهم مكانا في الساحة..!!
وبالتالي فإن التطاول ـ ولا أقول النقد - على هذه الرموز هو إنكار للتاريخ.. ونكران لما قدموه!!
وإذا كانت هذه القيادات الرياضية.. ولا أعني هنا الرسمية.. بقدر ما أعني المنتجة للأندية.. وللإعلام الرياضي تطرح هذه الرؤى.. وتقدم هذا النوع من الفكر فإننا نتساءل عن مستقبل جيلنا الرياضي المتلقي لهذه الرؤى والأفكار.!
هذه النوعية من القياديين.. والمنظرين.. الذين يقتعدون الصفوف الأمامية.. ويقدمون أنفسهم كنماذج موجهة للرأي العام.. وصناع القرار.. عبر تلك الطروحات.. والرؤى في نظري.. أحد أمرين:
ـ إما:
إنهم.. لا يدركون حقيقة موقفهم.. وخطورة ما يطرحونه.. وانعكاسه على المجتمع الرياضي.
ـ أو
إنهم يريدون أدلجة هذا المجتمع.. وتكوين مجتمع يسير وفق رؤاهم.. ومصالحهم الشخصية.
وكلا الحالين خطير..
ويحتاج إلى وقفة.. ومحاسبة للذات..
ـ إن الذين يلجأون لمثل هذه الأساليب.. هم أولئك الذين يعتقدون في قرارة ذاتهم أنها الطريق الأقرب والأسرع للوصول إلى ما يريدون.. وأن الصوت العالي هو الذي يصل ويحقق الهدف..!! ناسين أو متناسين أن الحقيقة ولا غيرها.. هي جواز السفر.. وأن احترام الآخر هو تأشيرة المرور نحو عالمه..! حتى وإن اختلفت الرؤى ووجهات النظر.!!
وأياً.. كان موقف هذه النوعية.. وهدفها من هذا التواجد.. وهذا الطرح... فإن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق القائمين على القنوات الإعلامية بمختلف توجهاتها مقروءة أو مرئية.. بإتاحة الفرصة لهؤلاء أو بالأحرى.. إتاحة الفرصة لهذه الأفكار والآراء بالخروج إلى المتلقي.. أو حتى مجرد السماح بالنيل من الآخرين.. والتقليل من شأنهم!
والدخول من بوابة الإثارة.. أو التسويق غير منطقي..! فالغاية هنا لا تبرر الوسيلة.. و(الميكيافيلية) مرفوضة تماماً.. إذا كانت تؤدي إلى المس بالثوابت.. وحقوق الآخرين.
فالإثارة لها طريقتها..
والتسويق له أساليبه..
وبالإمكان تحقيق هذه المعادلة... دون تأثير على تركيبة المجتمع.. ومبادئه..!
وإذا كانت (النخبة) التي أشرت إليها في البداية.. قد لاحظت ذلك.. وناقشته في لقاء عابر.. فإن المؤكد أنه مطروح بين نخب أخرى وفي مجالس أخرى.
وهذا يعني أيضا.. أن متابعة الرياضة وما يطرح عبر قنواتها.. لم يعد مقصوراً على فئة سنية معينة.. ولا بيولوجية معينة.. وبالتالي فإن لهذه الفئات احترامها.. وتقديرها.. ويجب أن نرتقي بطروحاتنا.. وما نناقشه من قضايا إلى مستوى فكر هؤلاء.. وأن نرتقي أيضا بفكر الآخرين من ذوات الثقافة الأدنى.. بدلا من النزول إليهم.. لنساهم في بناء جيل ننشد من خلاله مستقبلا أفضل لمجتمعنا الرياضي بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة!
والله من وراء القصد
شيخ الرياضيين
وشهادات العصر
"عبدالرحمن بن سعيد".. هو أحد رموز تاريخنا الرياضي.. بل ومن أهمها.. إن لم يكن الأهم!!
عندما يقوم.. أو يجلس.. أو يتحدث.. أو ... فإن الذي يفعل هذا كله.. هو (التاريخ الرياضي).. واحترامنا للشيخ عبدالرحمن.. هو احترام لهذا التاريخ!! فهو والتاريخ الرياضي صنوان.. ووجهان لعملة واحدة!
لا أعتقد.. بل أجزم أن الشيخ عبدالرحمن (أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية).. في حاجة لشهادة من هو في منزلة ابنه سناً.. ومقاما.. وتاريخا أو خبرة.!!
يكفي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد ثلاث شهادات لم ينلها أحد قبله.. ولا أعتقد أنه سينالها أحد بعده.
الأولى:
أنه حظي بثقة ولاة الأمر جميعهم منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز (يرحمه الله).. عندما كان ابن سعيد يضع اللبنات الأولى في صرحنا الرياضي في المنطقة الوسطى ومعه آخرون.. لا يمكن سلبهم حقهم التاريخي، ثم استمرت هذه الثقة مع الملوك (سعود، فيصل، خالد، فهد) يرحمهم الله جميعا.. ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (أمد الله في عمره) وسمو ولي عهده الأمين (يحفظه الله).. حيث تقلد مناصب هامة وحساسة في الدولة.. وفي ديوان رئاسة مجلس الوزراء.. حتى تقاعده.
الثانية:
شهود العصر ممن عايشوا الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وما قدمه للرياضة السعودية عموما.. وللمنطقة الوسطى على وجه الخصوص من جهد.. ومال.. كان على حساب طموحاته الشخصية..! ورأي هؤلاء الشهود فيه في مختلف المناطق.. وبمختلف الميول.!
الثالثة:
تأسيسه لنادي الشباب.. ثم نادي الهلال وأثر هذا التأسيس والرعاية على الرياضة السعودية ودعمه المادي والمعنوي لجميع أندية الرياض.. دون استثناء.. وإنقاذها من كبوات مرت عليها.. حتى عادت شامخة تساهم في التنمية الرياضية في بلدنا الغالي وكذلك رئاسته للنادي الأهلي بجدة فترة من الزمن وتأسيسه لأحد الأندية هناك.. ثم حله فيما بعد واستفادة الأندية الأخرى من لاعبيه.. ومساهماته الكبيرة في دعم الرياضة.
ما دعاني لهذا.. هو ما يتعرض له (أبومساعد) من نقد تجاوز حدود الأدب.. ممن هم في مقام أبنائه وربما أحفاده.. وممن لا يستطيعون أن يرتقوا بفكرهم ومعلوماتهم وخبراتهم إلى ما قدمه للرياضة، وهو الذي لم يذكر عنه أنه أساء للآخرين.. بل إنه في مجلسه اليومي الذي يستقبل فيه كل الرياضيين بمختلف ميولهم وتوجهاتهم يرفض تناول الآخرين بما لا يرضون.. أو التقليل من قيمتهم، وقد شهدت على ذلك بنفسي في أكثر من موقف.
لا أريد أن أضع أبا مساعد في برج عاجي!
ولا أنزهه عن الأخطاء..
ولا.. أخرج به عن طبيعته البشرية.
فهو كغيره معرض للخطأ..
وهو كغيره. راد.. ومردود عليه!!
لكن هذا كله.. يجب أن يكون في حدود النقاش الموضوعي.. ومقارعة الحجة بالحجة.. والمعلومة.. بالمعلومة..!
أما التقليل من قيمة الآخرين..
ووصفهم بالدونية.. لمجرد الاختلاف في الميول.. فهو أمر ترفضه القيم.. وتنبذه الأعراف.. ويؤصل لتنافس غير شريف.. سواء كان هذا (الآخر).. (عبدالرحمن بن سعيد) أو غيره..!
والله من وراء القصد