ربما يساعد قصر الفترة القادمة (أربعة أشهر) التي سيعمل فيها المدرب البرتغالي خوزيه بسيرو مع المنتخب السعودي مكملاً مشواره في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم من خلال أربع مباريات تبقت له وهي المرحلة الثانية.. أقول: ربما يساعده ذلك على النجاح، أو على الأقل يخفف عنه بعض الأعباء.. مما يساعده على ذلك!!
وأعني بهذه الأعباء.. (سياط) الإعلام وتحديداً بعض ما يطرح من بعض الكتاب والنقاد.!
فقد جاء مدعوماً من الجميع.. وهي فترة لا تسمح للبعض بتبدل قناعاته لأسباب جوهرية كانت أو غير ذلك.!
وجاء بديلا للجوهر الذي كان هذا الإعلام أحد الأسباب الرئيسة في ابتعاده.. ذلك أن التعامل معه من قبل البعض أفقده القدرة على التركيز في عمله.. وخلق نوعاً من عدم الثقة بينه وبين أطراف أخرى من جهة.. وبينه وبين الجماهير من جهة أخرى.. وقد أحسن أبو خالد صنعاً وهو يبتعد بعد أن أدرك أن الوقت ليس في صالحه.. في ظل هذه الظروف مهما كانت ثقته في نفسه بالنجاح.!
لكن السؤال المهم:
هل بسيرو هو المدرب المناسب للمنتخب السعودي.؟!
قبل الإجابة على هذا التساؤل والدخول في تفاصيله دعونا نطرح سؤالاً أكثر أهمية:
هل أخطأنا في تكليف ناصر الجوهر من البداية بقيادة المنتخب في التصفيات.؟!
مكمن الخطأ والإجابة عليه تأتي من خلال تساؤل آخر.
لو نجح الجوهر في قيادة المنتخب وتأهل هل كان سيستمر معه في المونديال؟!
أم سنبحث عن مدرب عالمي يناسب طموحاتنا.. ويتماشى مع المرحلة.؟!
أعتقد أن التساؤل الآخر.. هو الأقرب!
وهو أمر يترجمه الواقع والتاريخ!!
دعونا نتحدث بكل صراحة ووضوح ومن منطلق الحرص على الكرة السعودية ومستقبلها.. والاستفادة من الأخطاء حتى لا تتكرر، فإذا كان الواقع يقول ذلك.. فإن تساؤلاً آخر يبرز بكل وضوح:
هل أخطأنا في تقييمنا للتصفيات وموقعنا منها.؟!
بمعنى..
هل كنا نعتقد أن التأهل مفروغ منه وهو مسألة وقت..؟! عطفا على تأهلنا أربع مرات ونظرتنا لفرق المجموعة..!! وبالتالي فإننا لا نريد التعاقد مع مدرب عالمي قد نلجأ لتغييره بعد التأهل لسبب أو لآخر.. كما حصل مع كالديرون في مونديال 2006 عندما تأهلنا تحت إشرافه.. ثم تم الاستغناء عنه والتعاقد مع باكيتا.!
أو..
على الأقل سيظل هذا المدرب بعد التأهل بعيداً عن بطولات أو استحقاقات كبيرة.. على اعتبار أن المونديال يأتي بعد عام من نهاية التصفيات!!
وهل المدرب الوطني مؤهل لقيادة المنتخب.. والدخول به في معترك البطولات.. والتصفيات الكبرى.. أمام منتخبات لا تقل عنا طموحاً وقوة.. إن لم تتفوق ولها تاريخها في عالم الكرة؟!
وبعيداً عن هذا كل..
وعن مدى قناعتنا بالجوهر.. من عدمه..
ومهما اختلفنا مع (أبو خالد) أو اختلفنا حوله..
فإن المؤكد أننا لم نساعده على النجاح ولم نهيئ له البيئة المناسبة التي تساعده على ذلك!!
أتحدث خاصة عن بعض الأطروحات الإعلامية التي أخرجت الجوهر عن طوره في بعض الأحيان.. متهماً الإعلام صراحة ومختلفاً معهم.. مما أثر على نفسيته وبالتالي عمله!! من تساؤل عن قيادة المنتخب أو استمرار في نقده.. ونقد أداء المنتخب وتجريده من كل الإيجابيات حتى وهو يكسب ويصل للنهائي..! أو وضعه في الواجهة مع الإعلام وغيره في الإجابة على كل التساؤلات التي تخص الفريق.. حتى وإن لم يكن لها شأن بالأمور الفنية.!
لا أبرئ ناصر..
ولا أطالب بعدم نقده..!
لكن..
للنقد أصول..!
وللمناقشة أسلوب..!
والذين جردوا ناصر من كل شيء هم الذين حملوه على الأعناق.. وصفقوا له ذات يوم في كأس أمم آسيا 2000 في لبنان.. وفي دورة الخليج الخامسة عشرة بالرياض.. وغيرها من المناسبات وهم الذين يتغنون دوما.. بأنه الوحيد الذي لم يخسر مع المنتخب.. من منتخب خليجي!!
ويبدو أن (بسيرو) قد أدرك ذلك أو أنه يدركه تماماً بحكم خبرته.. لذلك كانت رسالته الأولى موجهة للإعلام عندما قال:
(فلتتحد الأصوات إذا رغبنا في تحقيق الهدف وهو الوصول لكأس العالم)!
لنعد إلى التساؤل الذي طرحناه في البداية حول بسيرو.. وهل هو المدرب المناسب للمنتخب.!
أم إنه خيار وحيد.. فرضته ظروف المرحلة وأهمية التغيير.؟!
من خلال العقد الذي تم توقيعه معه وصيغة الاتفاق.. فإنني أميل إلى التساؤل الثاني.. واعتباره مدرب مرحلة.! وقد يأخذ صفة الديمومة.. وفقاً لمعطيات المرحلة القادمة.!
فالتغيير كان لابد منه..!
والبحث عن مدرب عالمي يصنع منتخباً.. قوياً.. غير مجد في هذا الوقت.. لأن المرحلة ـ كما أشرت ـ لا تحتمل ذلك.
ثم إن جميع المدربين العالميين الذين يمكن وضعهم تحت المجهر مرتبطون بعقود مع منتخباتهم.. في رحلة التأهل لكأس العالم.!
وكان أمام اتحاد كرة القدم خياران:
ـ إما..
التعاقد مع أحد مدربي الأندية في الدوري المحلي وثم صرف النظر عن ذلك.. وهي نظرة صائبة.. لفشل هذه التجربة أربع مرات.. ناهيك عن قرب حسم الموسم.. واستعدادات الأندية لبطولات خارجية.. تفرض بقاء أجهزتها الفنية معها لمنحها المزيد من الاستقرار!!
ـ أو..
البحث عن مدرب عالمي غير مرتبط بعقود.. وكان الخيار مطروحاً بين سكولاري.. الذي لم تسمح الظروف بالتعاقد معه.. وبسيرو الذي وافق على ذلك!!
والحقيقة أن السجل التدريبي لهذا المدرب بالنسبة لي شخصياً.. غير مقنع كمدرب يرضي طموحاتنا.. ويتناسب مع متطلبات المنتخب.!
فسجله يخلو من تدريب أي منتخب..! كما أنه يخلو حتى من أي نجاح مع الأندية التي دربها.. ناهيك عن كثرة تنقلاته.. وعدم استقراره.!
لكن..
دعونا ننظر إلى نصف الكوب المملوء.. فالمرحلة تتطلب ذلك.. وأقول.. ربما أن عدم نجاح المدرب مع الأندية يعني أنه يملك إمكانات قيادة المنتخبات.!
لنترك هذا كله جانبا.. ونبدأ العمل مع بوسيرو.!
في ظني أنه بدأ العمل.. وأبان عن برنامجه منذ توقيعه العقد.. وفي مؤتمره الصحفي عندما أوجز ذلك في عبارتين هامتين:
أولاهما..
دعوته للإعلام.. وتوحيد الأصوات.
وثانيهما قوله:
(ليس لدي أي أعذار أو حجج لتبرير الخطأ).
هاتان العبارتان.. تؤكدان إدراك الرجل لأهمية الإعلام وانعكاسه على العمل.. وما يدور فيه ثم ثقته بنفسه وصدقه في الاعتراف بالخطأ لو حدث.. بعيداً عن المبررات أو الحجج.!
لكن المشكلة أن الإعلام لم يبدأ معه وفق متطلباته.. وأكد أن البعض لازال عاجزاً عن مسايرة المرحلة.. وفهم طبيعتها، وبدلاً من سؤاله عن المرحلة القادمة.. وطبيعة التنافس.. والمنتخبات الأخرى.. وبرنامج عمله ـ جاء ـ من يسأله عن ضم اللاعب الفلاني.. وعن من سيشجع الهلال أم النصر في مباراة الأمس.؟!
وهي أسئلة معروفة إجاباتها سلفاً لكل حصيف أو حتى غير حصيف..!
على العموم..
لنبدأ العمل.. ونضع أيدينا في أيدي اتحاد كرة القدم.. وأيدي بوسيرو..
دعونا.. نتفاءل كثيراً..
والتأهل.. ليس بذلك الأمر الصعب.. الذي يتصوره البعض..!
صحيح أن الطريق غير ممهد.. لكن هذا لا يعني عدم القدرة بالسير فيه نحو الهدف.!
أعتقد أن علينا التركيز على ناحيتين مهمتين:
الأولى :
أن المرحلة لا تحتمل المزيد من الأخطاء وأعني هنا.. الأخطاء الفنية داخل المباراة سواء من قبل المدرب.. أو اللاعبين أنفسهم.
واللاعبون هنا أيضا سواء في أدائهم الفني.. أو الحصول على الإنذارات حيث لاحظنا حصولهم عليها لأسباب غير مبررة.. مما أدى لغياب البعض من النجوم المؤثرين عن مباريات هامة.. وسيغيب البعض عن مباراة إيران للسبب ذاته.! وأخشى أن يغيب آخرون.. في مرحلة هامة.. من التصفيات..!
الثاني :
التعامل مع كل مباراة على أنها (مرحلة مستقلة) بذاتها بعيداً عن تأثير المباريات الأخرى عليها سواء السابقة أو اللاحقة..! ووفق ظروفها.. ومعطياتها.. وما تتطلبه.!
والقارئ لموقف الفرق بعد نهاية المرحلة الأولى يدرك أن التأهل ـ بإذن الله ـ ليس صعباً سواء من الناحية النظرية أو العملية، وعلينا أن ننظر إليه من باب التأهل الطبيعي.. أو المباشر.. بعيداً عن الملحق!
كوريا الجنوبية تتصدر بـ(8) نقاط تليها كوريا الشمالية (7) ثم إيران (6)، ثم السعودية (4) ثم الإمارات (1) وتبقى لكل فريق أربع مباريات.!
وإذا ما تمكنا من جمع (8) نقاط من أصل (12) (فوزين وتعادلين).. أعتقد أننا سنتأهل أو نلامس التأهل على الأقل.. على اعتبار أن الفرق الأخرى ستلعب لمصلحة بعضها البعض.
وإذا ما تمكنا بإذن الله من تجاوز عقبة إيران.. فلاشك أننا سنقطع ثلثي المشوار.. على اعتبار أنها تعطينا دافعاً قوياً بالمضي نحو المقدمة.. وهي إحدى العقبات الكبيرة.. والمنافسة على التأهل أو ملامسة التأهل!
وأعتقد أن بسيرو.. يملك من الفكر والخبرة ما يجعله يشعر بأن المرحلة القادمة.. لا تقبل التغيير الجذري بقدر ما تتطلب التعامل بفن الممكن!
وفن الممكن.. بالحرص على عدم الخسارة مع الفرق الكبيرة وخارج أرضنا والمنافسة مثل كوريا الجنوبية وإيران ـ على الأقل ـ إن لم نفز.
وأن نحرص بالفوز على الإمارات وكوريا الشمالية.. خاصة وأن الفرصة متاحة سواء من الناحية الفنية.. أو لكونها على أرضنا وبين جماهيرنا.
وإذا ما راجعنا لقاءاتنا السابقة.. نجد أن خسارتنا من كوريا ج.. وتعادلنا مع إيران.. وخسارتنا من كوريا الشمالية.. كانت نتيجة أخطاء فردية.. كان بالإمكان تلافيها.. مما يعني أننا نملك إمكانات التفوق على هذه المنتخبات.!
هذه الخطوة الأولى التي يجب أن ننطلق منها ويجب أن يدركها اللاعبون أيضا.. مما يمنحهم المزيد من الثقة بأنفسهم.. ويشعرهم بقدرتهم على التفوق وصناعة النجاح.
والله من وراء القصد
(يسطيعوا).. مالا (يستطيعون)!!
(في منتصف الأسبوع) الماضي.. والذي عنونته بـ(الخضر وشعرة معاوية) وتحدثت فيه عن الأوضاع في الاتحاد الآسيوي.. ومجلس التعاون.. عقب التحركات الأخيرة.. والأفعال وردود الأفعال بين محمد بن همام رئيس الاتحاد.. وآخرين وما يجري على الساحة.. قلت:
وهنا لابد من (خضر) جديد.. يقرأ المستقبل ويدرك أبعاده.
(خضر) يصطحب الجميع معه..!
ويعلمهم أن بإمكانهم أن (يسطيعوا) مالا (يستطيعون).
هذا ما قلته.. وكنت أعنيه وأعني (يسطيعوا).. إلا أن أستاذنا المصحح اللغوي صحح الأولى.. (يسطيعوا) أو بالأحرى خطأها.. فجعلها (يستطيعوا) وهذا ما أخل بالمعنى الذي قصدته.!
فهناك فرق كبير في اللغة بين (يسطيع).. و(يستطيع) وبالتالي فرق في دلالته.. ومعناه.. وأعتقد أن المصحح وهو الضليع في اللغة.. وبلاغتها يدرك ذلك.. والتمس له العذر.. إذ ربما فاتت عليه.. نتيجة كثرة المواد التحريرية.. وضغط الوقت والمادة.!
والله من وراء القصد
وأعني بهذه الأعباء.. (سياط) الإعلام وتحديداً بعض ما يطرح من بعض الكتاب والنقاد.!
فقد جاء مدعوماً من الجميع.. وهي فترة لا تسمح للبعض بتبدل قناعاته لأسباب جوهرية كانت أو غير ذلك.!
وجاء بديلا للجوهر الذي كان هذا الإعلام أحد الأسباب الرئيسة في ابتعاده.. ذلك أن التعامل معه من قبل البعض أفقده القدرة على التركيز في عمله.. وخلق نوعاً من عدم الثقة بينه وبين أطراف أخرى من جهة.. وبينه وبين الجماهير من جهة أخرى.. وقد أحسن أبو خالد صنعاً وهو يبتعد بعد أن أدرك أن الوقت ليس في صالحه.. في ظل هذه الظروف مهما كانت ثقته في نفسه بالنجاح.!
لكن السؤال المهم:
هل بسيرو هو المدرب المناسب للمنتخب السعودي.؟!
قبل الإجابة على هذا التساؤل والدخول في تفاصيله دعونا نطرح سؤالاً أكثر أهمية:
هل أخطأنا في تكليف ناصر الجوهر من البداية بقيادة المنتخب في التصفيات.؟!
مكمن الخطأ والإجابة عليه تأتي من خلال تساؤل آخر.
لو نجح الجوهر في قيادة المنتخب وتأهل هل كان سيستمر معه في المونديال؟!
أم سنبحث عن مدرب عالمي يناسب طموحاتنا.. ويتماشى مع المرحلة.؟!
أعتقد أن التساؤل الآخر.. هو الأقرب!
وهو أمر يترجمه الواقع والتاريخ!!
دعونا نتحدث بكل صراحة ووضوح ومن منطلق الحرص على الكرة السعودية ومستقبلها.. والاستفادة من الأخطاء حتى لا تتكرر، فإذا كان الواقع يقول ذلك.. فإن تساؤلاً آخر يبرز بكل وضوح:
هل أخطأنا في تقييمنا للتصفيات وموقعنا منها.؟!
بمعنى..
هل كنا نعتقد أن التأهل مفروغ منه وهو مسألة وقت..؟! عطفا على تأهلنا أربع مرات ونظرتنا لفرق المجموعة..!! وبالتالي فإننا لا نريد التعاقد مع مدرب عالمي قد نلجأ لتغييره بعد التأهل لسبب أو لآخر.. كما حصل مع كالديرون في مونديال 2006 عندما تأهلنا تحت إشرافه.. ثم تم الاستغناء عنه والتعاقد مع باكيتا.!
أو..
على الأقل سيظل هذا المدرب بعد التأهل بعيداً عن بطولات أو استحقاقات كبيرة.. على اعتبار أن المونديال يأتي بعد عام من نهاية التصفيات!!
وهل المدرب الوطني مؤهل لقيادة المنتخب.. والدخول به في معترك البطولات.. والتصفيات الكبرى.. أمام منتخبات لا تقل عنا طموحاً وقوة.. إن لم تتفوق ولها تاريخها في عالم الكرة؟!
وبعيداً عن هذا كل..
وعن مدى قناعتنا بالجوهر.. من عدمه..
ومهما اختلفنا مع (أبو خالد) أو اختلفنا حوله..
فإن المؤكد أننا لم نساعده على النجاح ولم نهيئ له البيئة المناسبة التي تساعده على ذلك!!
أتحدث خاصة عن بعض الأطروحات الإعلامية التي أخرجت الجوهر عن طوره في بعض الأحيان.. متهماً الإعلام صراحة ومختلفاً معهم.. مما أثر على نفسيته وبالتالي عمله!! من تساؤل عن قيادة المنتخب أو استمرار في نقده.. ونقد أداء المنتخب وتجريده من كل الإيجابيات حتى وهو يكسب ويصل للنهائي..! أو وضعه في الواجهة مع الإعلام وغيره في الإجابة على كل التساؤلات التي تخص الفريق.. حتى وإن لم يكن لها شأن بالأمور الفنية.!
لا أبرئ ناصر..
ولا أطالب بعدم نقده..!
لكن..
للنقد أصول..!
وللمناقشة أسلوب..!
والذين جردوا ناصر من كل شيء هم الذين حملوه على الأعناق.. وصفقوا له ذات يوم في كأس أمم آسيا 2000 في لبنان.. وفي دورة الخليج الخامسة عشرة بالرياض.. وغيرها من المناسبات وهم الذين يتغنون دوما.. بأنه الوحيد الذي لم يخسر مع المنتخب.. من منتخب خليجي!!
ويبدو أن (بسيرو) قد أدرك ذلك أو أنه يدركه تماماً بحكم خبرته.. لذلك كانت رسالته الأولى موجهة للإعلام عندما قال:
(فلتتحد الأصوات إذا رغبنا في تحقيق الهدف وهو الوصول لكأس العالم)!
لنعد إلى التساؤل الذي طرحناه في البداية حول بسيرو.. وهل هو المدرب المناسب للمنتخب.!
أم إنه خيار وحيد.. فرضته ظروف المرحلة وأهمية التغيير.؟!
من خلال العقد الذي تم توقيعه معه وصيغة الاتفاق.. فإنني أميل إلى التساؤل الثاني.. واعتباره مدرب مرحلة.! وقد يأخذ صفة الديمومة.. وفقاً لمعطيات المرحلة القادمة.!
فالتغيير كان لابد منه..!
والبحث عن مدرب عالمي يصنع منتخباً.. قوياً.. غير مجد في هذا الوقت.. لأن المرحلة ـ كما أشرت ـ لا تحتمل ذلك.
ثم إن جميع المدربين العالميين الذين يمكن وضعهم تحت المجهر مرتبطون بعقود مع منتخباتهم.. في رحلة التأهل لكأس العالم.!
وكان أمام اتحاد كرة القدم خياران:
ـ إما..
التعاقد مع أحد مدربي الأندية في الدوري المحلي وثم صرف النظر عن ذلك.. وهي نظرة صائبة.. لفشل هذه التجربة أربع مرات.. ناهيك عن قرب حسم الموسم.. واستعدادات الأندية لبطولات خارجية.. تفرض بقاء أجهزتها الفنية معها لمنحها المزيد من الاستقرار!!
ـ أو..
البحث عن مدرب عالمي غير مرتبط بعقود.. وكان الخيار مطروحاً بين سكولاري.. الذي لم تسمح الظروف بالتعاقد معه.. وبسيرو الذي وافق على ذلك!!
والحقيقة أن السجل التدريبي لهذا المدرب بالنسبة لي شخصياً.. غير مقنع كمدرب يرضي طموحاتنا.. ويتناسب مع متطلبات المنتخب.!
فسجله يخلو من تدريب أي منتخب..! كما أنه يخلو حتى من أي نجاح مع الأندية التي دربها.. ناهيك عن كثرة تنقلاته.. وعدم استقراره.!
لكن..
دعونا ننظر إلى نصف الكوب المملوء.. فالمرحلة تتطلب ذلك.. وأقول.. ربما أن عدم نجاح المدرب مع الأندية يعني أنه يملك إمكانات قيادة المنتخبات.!
لنترك هذا كله جانبا.. ونبدأ العمل مع بوسيرو.!
في ظني أنه بدأ العمل.. وأبان عن برنامجه منذ توقيعه العقد.. وفي مؤتمره الصحفي عندما أوجز ذلك في عبارتين هامتين:
أولاهما..
دعوته للإعلام.. وتوحيد الأصوات.
وثانيهما قوله:
(ليس لدي أي أعذار أو حجج لتبرير الخطأ).
هاتان العبارتان.. تؤكدان إدراك الرجل لأهمية الإعلام وانعكاسه على العمل.. وما يدور فيه ثم ثقته بنفسه وصدقه في الاعتراف بالخطأ لو حدث.. بعيداً عن المبررات أو الحجج.!
لكن المشكلة أن الإعلام لم يبدأ معه وفق متطلباته.. وأكد أن البعض لازال عاجزاً عن مسايرة المرحلة.. وفهم طبيعتها، وبدلاً من سؤاله عن المرحلة القادمة.. وطبيعة التنافس.. والمنتخبات الأخرى.. وبرنامج عمله ـ جاء ـ من يسأله عن ضم اللاعب الفلاني.. وعن من سيشجع الهلال أم النصر في مباراة الأمس.؟!
وهي أسئلة معروفة إجاباتها سلفاً لكل حصيف أو حتى غير حصيف..!
على العموم..
لنبدأ العمل.. ونضع أيدينا في أيدي اتحاد كرة القدم.. وأيدي بوسيرو..
دعونا.. نتفاءل كثيراً..
والتأهل.. ليس بذلك الأمر الصعب.. الذي يتصوره البعض..!
صحيح أن الطريق غير ممهد.. لكن هذا لا يعني عدم القدرة بالسير فيه نحو الهدف.!
أعتقد أن علينا التركيز على ناحيتين مهمتين:
الأولى :
أن المرحلة لا تحتمل المزيد من الأخطاء وأعني هنا.. الأخطاء الفنية داخل المباراة سواء من قبل المدرب.. أو اللاعبين أنفسهم.
واللاعبون هنا أيضا سواء في أدائهم الفني.. أو الحصول على الإنذارات حيث لاحظنا حصولهم عليها لأسباب غير مبررة.. مما أدى لغياب البعض من النجوم المؤثرين عن مباريات هامة.. وسيغيب البعض عن مباراة إيران للسبب ذاته.! وأخشى أن يغيب آخرون.. في مرحلة هامة.. من التصفيات..!
الثاني :
التعامل مع كل مباراة على أنها (مرحلة مستقلة) بذاتها بعيداً عن تأثير المباريات الأخرى عليها سواء السابقة أو اللاحقة..! ووفق ظروفها.. ومعطياتها.. وما تتطلبه.!
والقارئ لموقف الفرق بعد نهاية المرحلة الأولى يدرك أن التأهل ـ بإذن الله ـ ليس صعباً سواء من الناحية النظرية أو العملية، وعلينا أن ننظر إليه من باب التأهل الطبيعي.. أو المباشر.. بعيداً عن الملحق!
كوريا الجنوبية تتصدر بـ(8) نقاط تليها كوريا الشمالية (7) ثم إيران (6)، ثم السعودية (4) ثم الإمارات (1) وتبقى لكل فريق أربع مباريات.!
وإذا ما تمكنا من جمع (8) نقاط من أصل (12) (فوزين وتعادلين).. أعتقد أننا سنتأهل أو نلامس التأهل على الأقل.. على اعتبار أن الفرق الأخرى ستلعب لمصلحة بعضها البعض.
وإذا ما تمكنا بإذن الله من تجاوز عقبة إيران.. فلاشك أننا سنقطع ثلثي المشوار.. على اعتبار أنها تعطينا دافعاً قوياً بالمضي نحو المقدمة.. وهي إحدى العقبات الكبيرة.. والمنافسة على التأهل أو ملامسة التأهل!
وأعتقد أن بسيرو.. يملك من الفكر والخبرة ما يجعله يشعر بأن المرحلة القادمة.. لا تقبل التغيير الجذري بقدر ما تتطلب التعامل بفن الممكن!
وفن الممكن.. بالحرص على عدم الخسارة مع الفرق الكبيرة وخارج أرضنا والمنافسة مثل كوريا الجنوبية وإيران ـ على الأقل ـ إن لم نفز.
وأن نحرص بالفوز على الإمارات وكوريا الشمالية.. خاصة وأن الفرصة متاحة سواء من الناحية الفنية.. أو لكونها على أرضنا وبين جماهيرنا.
وإذا ما راجعنا لقاءاتنا السابقة.. نجد أن خسارتنا من كوريا ج.. وتعادلنا مع إيران.. وخسارتنا من كوريا الشمالية.. كانت نتيجة أخطاء فردية.. كان بالإمكان تلافيها.. مما يعني أننا نملك إمكانات التفوق على هذه المنتخبات.!
هذه الخطوة الأولى التي يجب أن ننطلق منها ويجب أن يدركها اللاعبون أيضا.. مما يمنحهم المزيد من الثقة بأنفسهم.. ويشعرهم بقدرتهم على التفوق وصناعة النجاح.
والله من وراء القصد
(يسطيعوا).. مالا (يستطيعون)!!
(في منتصف الأسبوع) الماضي.. والذي عنونته بـ(الخضر وشعرة معاوية) وتحدثت فيه عن الأوضاع في الاتحاد الآسيوي.. ومجلس التعاون.. عقب التحركات الأخيرة.. والأفعال وردود الأفعال بين محمد بن همام رئيس الاتحاد.. وآخرين وما يجري على الساحة.. قلت:
وهنا لابد من (خضر) جديد.. يقرأ المستقبل ويدرك أبعاده.
(خضر) يصطحب الجميع معه..!
ويعلمهم أن بإمكانهم أن (يسطيعوا) مالا (يستطيعون).
هذا ما قلته.. وكنت أعنيه وأعني (يسطيعوا).. إلا أن أستاذنا المصحح اللغوي صحح الأولى.. (يسطيعوا) أو بالأحرى خطأها.. فجعلها (يستطيعوا) وهذا ما أخل بالمعنى الذي قصدته.!
فهناك فرق كبير في اللغة بين (يسطيع).. و(يستطيع) وبالتالي فرق في دلالته.. ومعناه.. وأعتقد أن المصحح وهو الضليع في اللغة.. وبلاغتها يدرك ذلك.. والتمس له العذر.. إذ ربما فاتت عليه.. نتيجة كثرة المواد التحريرية.. وضغط الوقت والمادة.!
والله من وراء القصد