|


عبدالله الضويحي
(الخضر)و(شعرة معاوية)
2009-02-17
في منتصف الأسبوع الماضي، تناولت ما يدور في الساحة الرياضية الآسيوية، انطلاقاً من المنطقة الخليجية حول أوضاع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والانتخابات الآسيوية المقبلة لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم، مشيراً في هذا الصدد إلى تجاوز البعض في النيل من شخص محمد بن همام رئيس الاتحاد.. مؤكداً على أهمية نقد العمل، وما أجراه أيضا ابن همام من حراك في الاتحاد، بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معه في بعض التوجهات، وكذلك علاقة ابن همام بالاتحادات الأهلية وكيفية تعامله معها، وأهمية ذلك خصوصاً ما يمكن وصفه بمراكز القوى في الاتحاد.
كنت قد وضعت مقدمة لذلك الموضوع على شكل تساؤلات مختصرها: هل وصلت العلاقة بين ابن همام وبعض الاتحادات الأهلية إلى طريق مسدود؟ وهل لا زالت شعرة معاوية قائمة؟ أم أنها انقطعت؟ أو مهددة بالقطع؟ ثم عدلت عن ذلك لأسباب ظهرت في حينها.. وجئت بمقدمة أخرى!!
وفي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن الأمور قد هدأت لينصرف كل إلى خططه وتوجهاته وفق استراتيجيته الخاصة به.. تبدلت هذه النظرة فيما يبدو إلى ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة، بل ربما أن العاصفة قد هبت بالفعل.. ليبقى السؤال مطروحاً أكثر من ذي قبل.. والإجابات مفتوحة..!
هنا لن أتطرق إلى الأفعال، وردود الأفعال بين الأطراف، لكن المؤكد أن العملية باتت مكشوفة ولم يعد هناك ما يخفيه كل طرف عن الآخر!! وبلغة أكثر وضوحاً.. وإن كانت قاسية لكنها الواقع.. لم يعد الضرب من تحت الحزام ـ كما يقولون!!
وإذا كان هذا مؤلماً كواقع.. إلا أنه في حقيقته ظاهرة صحية.. وفي ظني أنه أفضل، فالصراحة في مثل هذه المواقف وإن كانت مرة.. ووضوح المواقف أيضا.. خير من الغموض ولغة الدبلوماسية.!
وإذا كنا نؤمن بهذا.. فإن السؤال الأكثر أهمية والذي سيجب طرحه في هذا الوقت:
ـ من المستفيد؟!
والإجابة على هذا التساؤل تأخذ منحيين وفق المقصود من السؤال.. أو بالأحرى ما يبنى عليه السؤال!!
ـ أولهما:
لا شك أن الاتحاد الآسيوي، وبالتالي الكرة الآسيوية هو المستفيد.. إذا ما كان التساؤل مبنياً على فحوى النقاش ومضامينه..!
ـ وثانيهما:
تحوير التساؤل بتحديد هوية الخاسر بدلا من المستفيد إذا ما كان مبنياً على أسباب النقاش وأطرافه.!
وليس خافياً أن كثيرين ـ وأنا أحدهم ـ ظنوا أن زيارة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام للمملكة، واجتماعه بالرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد.. ونائبه الأمير نواف بن فيصل بن فهد وهي الزيارة التي لم يكن مخططاً لها، أو مبرمجة، أن تتم، واستغرقت زمناً لا يتجاوز زمن مباراة في كرة القدم.
إن هذه الزيارة قد أذابت الجليد الذي تراكم على علاقة الاتحاد السعودي لكرة القدم بالاتحاد الآسيوي، وما ترتب عليه من مواقف، أو على الأقل كشف الغطاء عن وجهات النظر.. وأن المواقف باتت أكثر وضوحاً بغض النظر عن التوجهات، وفقاً للبيان الصادر عقب الاجتماع.. لكن ما حدث بعد ذلك خاصة تصريحات محمد بن همام، جعل البعض يرى في ذلك البيان لغة المجاملة والدبلوماسية كما هي العديد من البيانات العربية، وأنه أزال الأقنعة فعلا عن الوجوه، وباتت أكثر وضوحاً في التعبير عن ذاتها، وأعتقد أن هذا في صالح الجميع، وفي صالح القضية، كما أسلفت!
ـ على أن المؤكد.. أن ما حدث هو اختلاف في وجهات نظر.. أكثر مما هو اختلاف على مبادئ.!
وهو اختلاف ليس خلافا.!
بدليل أن اللقاء تم بين الطرفين..
وبدليل حميمية اللقاء..
وما ساده من حفظ للألقاب واحترام للذوات وتقدير للقيم الاجتماعية.
ولو كان هناك خلاف على مبادئ لما تم اللقاء أصلاً.!
مما يؤكد عمق العلاقة والروابط بين الأطراف.
ـ دعونا الآن.. نعود إلى الأصل!!
ولا نقصر الحديث على طرفين فقط.. من أطراف الحدث بقدر ما نتحدث عن شموليته.. وهو الواقع.!
فالقضية ليست قضية طرفين فقط؟! يمكن التعامل معهما بسهولة ويسر..! أو يسهل تحديد الرؤى والتوجهات.. وبالتالي إمكانية توحيدها.. أو على الأقل تفهمها!!
القضية أكبر من هذا بكثير..!
وأبعادها.. أكثر اتساعاً..!
وجذورها.. أكثر عمقاً..!
وأخشى أن يخرج من ركامها بقايا.. تمنع ذوبان أدوات التحريك..!
أو أن تسقط سماؤها.. كسفا يمتد أثره لما هو أبعد من محيط الإسقاط.. وظله.!
وأعتقد بل أنني أجزم أننا جميعاً.. وأطراف القضية متف==قون على مبدأين أساسيين:
الأول:
أن من حق أي إنسان.. كائنا من كان أن يبدي وجهة نظره، ويطرحها، ويتبناها، ويدافع عنها.! مستنداً إلى ثقافة الحوار مع الآخر.. أسسه.. ومبادئه..! متخذاً من الحرية ميداناً فسيحاً للتحرك.. بحيث يعرف حدود التحرك.. ومقدار نصف القطر وقانون الطرد المركزي.. وما يربطه بمركز التحرك.!
الثاني:
أن من حق أي شخص أن يرشح نفسه لأي منصب طالما كان مؤهلاً لذلك، والتأهيل هنا، لا يعني فقط كفاءة الشخص وأهليته لهذا الموقع وقدرته على القيام بأعبائه.. لكنها أيضا تمتد إلى أهليته المحكومة باللوائح والأنظمة.!
إننا إذا اتفقنا على هذا لا من الناحية النظرية فقط.! ولكن أيضا من حيث المضمون.. والقناعات الذاتية بهذا المضمون.. فإن أية نتائج تترتب على ذلك، تصبح إيجابية ـ أياً كانت ـ وستعود بالنفع على الجميع وخطوة أولى نحو ميل النجاح.!
وإذا كانت القضية وصلت لهذه المرحلة.. واتخذ كل إمام موقعه ومكانه.. فمن الصعب أن يتمكن أي منهم من تحديد المسار وإركاب الجميع معه في سفينته.! إذ لابد أن يأوي بعضهم إلى جبل.. وإن لم يعصمه من الغرق.!
وهنا.. لابد من (خضر) جديد.. يقرأ المستقبل.. ويدرك أبعاده.!
(خضر).. يصطحب الجميع معه.! ويعلمهم أن بإمكانهم أن (يستطيعوا).. ما لا (يستطيعون)!!
إن ما يحدث الآن.. أكبر من كونه اختلافا في وجهات نظر بين قيادات تدرك معنى ذلك وأبعاده.!
ويدرك كل منها هدفه وتوجهه.!
ويعرف كل منها خطواته.. وأين تسير به.! إلى ما بعد هذه القيادات مما يحدد واقع هذه المنطقة ويسير به.. ويرسم مستقبلها وأبعاده.!
لقد ظلت هذه المنطقة تبني.. وتعيش على مدى عقود ثلاثة.. وحدة بدأ يتحدد الكثير من علاماتها..!
واعتادت السير خلف قيادة واحدة.. أو رأي واحد..!
رأي لا يأتي فرضاً.!
ولا توجها فردياً..!
بقدر ما هو نتاج رؤى مشتركة.. لا يهمها في النهاية من يقودها بقدر أهمية نتاج هذه القيادة والوقوف معها ودعمها.!
أعود مجدداً للتأكيد على حرية الرأي وحرية اتخاذ القرار.!
لكنني في الوقت ذاته أؤكد أكثر على أن لا يخرج بنا ذلك.. عن وحدة الرأي.. ووحدة القرار.!
وأن لا تنعكس نتائج ذلك أياً كانت على مستقبل المنطقة وأبناء المنطقة.!
وهنا.. لا أعني المستقبل السياسي.. أو الاجتماعي بقدر ما أؤكد على ما يتعلق بشبابها وبرامجه.. وآماله وتطلعاته وسعيه نحو التفوق.. وقيادة الركب.. فالشباب هم الأساس في أي وحدة..
سواء كانت وحدة رأي.
أو وحدة توجه.
أو وحدة رؤى.
أو وحدة جغرافيا..!
فوحدة الأمم.. تتراءى في وحدة شبابها..!
ووحدة الشباب تتراءى في وحدة الأمم.
والله من وراء القصد.

طبعاً
أخطأوا .. وسيخطئون
ـ هل نعاني من نقص الكوادر في أجهزتنا الرياضية؟!
ـ وهل هي موجودة.. لكننا نعاني من الكوادر المؤهلة.!
ـ هل هي اللامبالاة.؟!
ـ وهل غياب الرقيب.. سواء كان ذاتياً أو خارجياً.. أدى لهذا كله.؟!
ـ هل هو غياب المحاسبة.. والمساءلة.. ومحاولة التعتيم على الأخطاء.. لعل وعسى.؟!
ـ هل هو غياب التقنية الحديثة.. وعجزنا عن توظيفها والاعتماد عليها.؟!
ـ هل دمعي.!
أووه.. آسف.!
هذه التساؤلات.. وغيرها الكثير لم تنتج من فراغ، ويطرحها الكثير، بل هي المتداولة حالياً، في ظل كثير من الأخطاء التي يفترض أن لا تقع!
خلال أسبوعين فقط.. تجاوز ملعب جدة التعليمات بحجة الجهل من جهة.. وعدم إبلاغه من جهة أخرى!
وأقيمت مباراة بين الرياض والنصر بدون تذاكر لعدم طباعتها.!
وظلت تقارير بعض الحكام حبيسة الأدراج!!
وصدرت قرارات بنقل مباريات.. ثم أعيد نقضها وتصحيحها.!
هذا.. ما علمنا عنه.!
فماذا.. عما لا نعلم.!
إنني أتساءل..
كم عدد المباريات التي أقيمت في المملكة حتى الآن؟!
هل من المعقول أننا حتى الآن لا نعلم.. ما هي الجهة المسؤولة عن طباعة التذاكر؟!
وهل من المعقول أن يعطي مسؤول في رعاية الشباب معلومات خاطئة حيال ذلك!! ولا يعلم هو من المسؤول رغم ارتباطه المباشر بالحدث؟!
وهل من المعقول أن نطبق لوائح قديمة على أحداث جديدة.؟! والعكس.!!
ويبدو والله أعلم.. أن الأمر وصل إلى أن يصرح البعض ويفتي وفق اجتهاد شخصي دون استناد للوائح.! وربما أنه لا يدرك أن هناك لوائح.!
وإذا كان الخطأ وارد..
وأن الخطأ أيضا مقبول..!
فإنه من غير المقبول.. أن يرد الخطأ من لجان أو جهات تعمل وفق ضوابط..!
ومن غير المقبول.. أن يكون الخطأ مبنيا على تصرفات أو اجتهادات فردية لا تستند على لوائح مكتوبة.. أو قوانين موجودة.!
وإذا كنا نسعى وبقوة لمعالجة الأخطاء الكبيرة.. والتي تمس الأمور الكبرى.!
ونناقش القضايا الكبرى!
فإن مثل هذه الأمور التي نرى عدم أهميتها أو ننظر لها نظرة دونية.. هي في الواقع لا تقل أهمية.. أو خطورة من حيث تأثيرها على الوضع بشكل عام.
ولا بد أن يدرك المخطئ خطأه.. وحجم هذا الخطأ.
وأن تتم محاسبته على الخطأ.. حساباً يدرك من خلاله أبعاد الخطأ.. وأثره.. وبما يضمن عدم تكراره.!!
والله من وراء القصد.