|


عبدالله الضويحي
أووه .. أووه .. أووه .. يا الأزرق
2008-10-29
لا أدري كيف قفز لذهني فجأة.. منظر عدد من المسؤولين الكويتيين في المقصورة الرئيسية لملعب خليفة في الدوحة في مارس 1976، وهم يتمايلون طرباً ويتراقصون متخلين عن وقارهم.. متمردين على هدوئهم وسكونهم بين غمضة عين والتفاتها على أنغام صيحات المعلق الكويتي الشهير خالد الحربان.. قول.. قول.. قول.. وعبدالعزيز العنبري لا زال يشق طريقه نحو المرمى العراقي مغرداً لوحده.. بعد أن انطلق من منتصف الملعب.. ليسجل الهدف الرابع في الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي (2 ـ4)، معلناً فوز الكويت بكأس الخليج للمرة الرابعة على التوالي في واحدة من أقوى مباريات دورات الخليج، وأكثرها إثارة على الإطلاق، والتي شهدت مشاركة العراق لأول مرة.
بعدها تأهل المنتخب الكويتي لأولمبياد موسكو 1980 ثم فاز بكأس أمم آسيا عام 1980 على أرضه في مباراة تاريخية أمام كوريا الجنوبية (0 ـ 3)، وتأهل لمونديال 1982 في أسبانيا كفريق وحيد عن القارة الآسيوية، وتعادل فيها مع منتخب التشيك بهدف لفيصل الدخيل كواحد من أجمل أهداف كأس العالم.
كل هذه الانتصارات تندرج تحت باب الأولويات على مستوى المنطقة.. وتعتبر فتحاً في تاريخها الكروي.
تذكرت هذا.. وغيره.. فعادت بي الذكرى عقوداً من الزمن
(والذكريات صدى السنين الحاكي)..
إنها (ذكريات عبرت أفق خيالي)
ومن خلالها..
(طاف بي ركب الليالي)
وصدى صوت خالد الحربان لا زال يتردد في أذني:
الحوطي.. المرعب (جاسم يعقوب).. أبو حمود.. فيصل الدخيل.. الغزال الأسمر (فتحي كميل).. الطرابلسي.. فاروق إبراهيم، عبدالله معيوف، حمد بو حمد.. العنبري.. فليطح.
تذكرت الشهيد الشيخ فهد الأحمد.. باني مجد الكرة الكويتية.. دون إغفال لجهود من سبقوه.. لكن المتابعين للكرة الكويتية يدركون أن أبا أحمد.. هو (الأب الروحي) للكرة الكويتية.. وصانع تاريخها.. تذكرته.. وترحمت عليه كثيراً..
ما مناسبة الحديث عن ماضٍ في الكرة الكويتية؟!
والترحم على الشيخ فهد الأحمد؟!
تذكرت هذا كله.. وأنا أسمع وأقرأ قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بتجميد نشاط الاتحاد الكويتي لكرة القدم.. وبالتالي.. الكرة الكويتية.
وتساءلت عن هذا القرار:
هل هو رصاصة الرحمة؟
أم أنه.. المسمار الأخير في نعش الكرة الكويتية؟
ورددت مع الشاعر:
رب يوم ضحكت فيه فلما
صرت في غيره بكيت عليه
لكنني تفاءلت بقوله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)..
وإذا كان القرار.. لم يكن مفاجئاً.. أو مستغرباً وفقاً لخلفياته.. ومراحل صدوره.. بل ربما كان متوقعاً للقريبين من الوضع.
فإن مصدر الاستغراب.. أو الصدمة.. وهولها.. أن يصدر قرار كهذا بحق دولة خليجية.. وخاصة دولة بحجم الكويت في تاريخها الرياضي.. وتجربتها الديمقراطية..
ودورها الريادي في كرة القدم.. وما كانت عليه.. ووصلت له.. وما آلت إليه.. وأصبحت فيه!
أذكر في بداية الدوري الممتاز لدينا وتحديداً في النصف الثاني من عصر التسعينيات الهجرية (السبعينيات الميلادية) أي قبل حوالي ثلاثين عاماً.. وفي بداياتي.. الصحفية.. أنني زرت الكويت.. وتقابلت مع جاسم يعقوب.. وفيصل الدخيل.. ومسوؤلين آخرين.. لكن ما لفت نظري في تلك الفترة المنشآت الرياضية.. حيث كان للأندية الكويتية مقراتها.. وملاعبها الخاصة بها.. والمصممة على أحدث الأسس.. في وقت كانت الأندية لدينا مباني مستأجرة.. ولا نملك سوى الملاعب الرياضية الثلاثة المعروفة في مدن جدة، الرياض، الدمام.
ولم تكن باقي دول الخليج بأفضل حال!
كانت الكويت مثلاً تغرد خارج السرب فنياً.. أو من حيث الإمكانات.. والكوادر.. حتى على المستوى الآسيوي!
في السنوات الأخيرة لم تعد كذلك!
وتحولت إلى مقودة من الركب بعد أن كانت قائدة له!
بل إنها تتخلف عنه في بعض الأحيان!
وتحول (الأزرق المرعب).. إلى (أزيرق وديع!)
والعارفون ببواطن الكرة الكويتية.. من الأشقاء هناك يدركون أسباب هذه التحولات ومسبباتها!
وهي شأن داخلي.. وإن أدركت بعضاً منه.. إلا أنه يظل كذلك و(أهل مكة أدرى بشعابها)!
لكن.. من حقي كمواطن خليجي.. أن أسأل.. وأبحث.. عندما أحس.. بتداعي جزء من هذا الجسد!
وأستغرب..
إن من ذاق طعم الانتصار.. وحلاوته!
لا يحس بمرارة الهزيمة.. ومذاقها!
وليس الحديث الآن..
عن سوء الفهم.. أو اختلاف وجهات النظر..
ولا عن.. قالوا.. وقلنا..
لأن حديثاً كهذا.. هو نوع من البكاء على اللبن المسكوب.
وإذا كانت المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الأشقاء في إخراج الكرة الكويتية من غرفة العناية المركزة.. طالما أنهم قادرون على ذلك..
فإن مسؤولية أخرى.. تقع على مجلس التعاون.. وعلى الاتحاد العربي لكرة القدم.. والكويت عضو في الهيئتين.. ويهمها أمر أي عضو من أعضائهم.. بالسعي لمعالجة الوضع.. والمساهمة فيه.. إلا إذا كانت هناك أمور.. لا يدركها.. المتابع عن بعد.
وعندما أتحدث عن الاتحاد العربي.. فإنني أدرك أنه لا يملك صفة رسمية لدى الفيفا.. وليس المطلوب منه ذلك.. لكنني أتحدث عن علاقته بالاتحاد الكويتي.. والأشقاء في الكويت.
لا يمكن أن نتصور دورات الخليج.. بدون الكويت ولا البطولات الخليجية..
وليس من صالح الكرة الخليجية ضعف.. أو هبوط مستوى أي من منتخباتها.. خصوصاً عندما يكون هذا المنتخب بحجم وتاريخ منتخب الكويت..
ومصلحتها.. أن يظل (الأزرق).. (يلعب بالساحة).. كما كان..!
والله من وراء القصد

أتفهم .. أؤكد .. أعتذر
سعدت باتصال من الزميل والصديق صالح الطريقي، وهي صداقة تنبثق من (صديقك من.. لا.. من..).
كان ذلك في منتصف الأسبوع الماضي، ولم أتمكن من الرد، لكنني حظيت بمحادثته بعدها ببضعة أيام.
والحديث مع أبي إبراهيم لا بد أن يطوف بك أرجاء الفكر والثقافة، وهو وإن كان هلالي الجذور إلا أن فروعه تتمدد، حاملة أغصانا وارفة يتفيأ ظلالها مختلفو الميول، منيخين ركابهم فيها.
المحادثة تركزت على ما طرحته في منتصف الأسبوع الماضي حول الزميل الإعلامي محمد نجيب من قناة أبو ظبي الرياضية ومقولة (في السعودية أندية أمراء وأندية فقراء).
وأكد لي الأخ صالح أن الزميل محمد نجيب لم يقل هذه العبارة نهائيا، ويستغرب كيف تمت نسبتها إليه، وتبنيها من قبل البعض حتى أصبحت حقيقة، مشيرا أيضا أن الأخ محمد نجيب يؤكد على عدم قناعته، واعترافه بهذا المصطلح، وأن الأندية هي أندية رياضية، وهو ما تأكدت منه عبر أطراف أخرى.. ومن هنا فإنني أود أن أؤكد على بعض الأمور:
أولا:
إنني استندت في مقالي، وما تم نسبته للزميل محمد نجيب على آراء أناس لهم قيمتهم واعتبارهم، وصحف أيضا، وأن عدم نفي ذلك من قبل قناة أبو ظبي، أو من الزميل نجيب نفسه أو عبر البرنامج، وبقاء الاتهام والطرح من قبل أكثر من مصدر، وجهة لمدة أسبوع، يعني قربه من الحقيقة، أكثر من بعده عنها، خاصة أن موضوعا كهذا يستحق فعلا النفي والإثبات، لأن المقولة ليست مقولة عادية.
ثانيا:
أيا كان مصدر المقولة، فإنني لا زلت وسأظل عند رأيي الذي طرحته في منتصف الأسبوع الماضي حول المصطلح وأبعاده.
نعم.. أتفق مع من يقول (أندية غنية.. وأندية فقيرة) وهذا طبيعي، وربما كنت أول من أطلقه في مقالة سابقة تحت عنوان (أندية الشمال والجنوب)، على طريقة دول الشمال ودول الجنوب.
ثالثا:
إنني تناولت في موضوعي العبارة نفسها بمدلولاتها وتداعياتها وأبعادها فقط.. ولم أتطرق بأي حال من قريب أو بعيد للأخ محمد نجيب وذاته، ولا للزملاء الآخرين ولا للبرنامج وما يطرح فيه، بغض النظر عن وجهة نظري تجاه ذلك كله، لأنني أؤمن أن (كل نفس بما كسبت رهينة) وأن كل إنسان يعبر عن ذاته من خلال آرائه وطروحاته ولست وصيا على أي كيان ولا مصادرا لآراء الآخرين.
لكن حديثي السابق صدر من منطلق المواطنة فقط، لأنني لمست في تلك المقولة أيا كان مصدرها مساً لذاتي الوطنية وللذات السعودية.
رابعا:
إنني أقدر الأخ محمد نجيب وأعزه كزميل ومنتم للأسرة الإعلامية، رغم أنني لم أتشرف بمعرفته شخصيا ولم ألتقِ به.
ومن هذا المنطلق فإنني لا أجد مراء من الاعتذار إليه إن كان فيما قلته مس لذاته أو تقليل من شأنه أو اتهامه بما ليس فيه.
والله من وراء القصد،

معهم .. أم عليهم
لاعب غير سعودي في أحد الأندية الكبيرة (الغنية) دأب على الاحتفاظ بفواتير مقهى يتردد عليه أحيانا مثل الشاي، القهوة وغيرها، رغم دفعه قيمتها.. سأله صاحب المقهى وبجانبه زميل له (لاعب في ناد آخر منافس)، عن سبب تجميعه لهذه الفواتير.. فقال: إنه يقدمها لمحاسب النادي أو أمين الصندوق ويتم صرفها له.
اللاعب الآخر استغرب ذلك وأنهم في ناديهم لا يعاملونهم كذلك.
اللاعب الأول استغرب أكثر وطالب زميله بأن يحذو حذوه وتساءل لماذا لا يقوم بذلك؟
اللاعب الآخر، عموما انتهى عقده وسافر لبلاده، ولعل هذا ما يطرح إشكالية تصرفات بعض اللاعبين، أو لا مبالاتهم وانعكاس مثل هذا التعامل على اللاعبين الآخرين وتعاملهم مع أنديتهم.
أعتقد أن مثل هذا التعامل يمثل هدرا ماليا لموارد النادي، إذ أن المصاريف الشخصية كما هو معروف في كل الأمور والأعراف والعقود لا علاقة للجهة المستفيدة بها والتي تتحمل الراتب وما يشمله من بدلات أو مكافآت، أما أن تصل الأمور إلى المصاريف الشخصية فهذا ما يطرح علامة استفهام كبرى حول الرقابة المالية والإدارية على الأندية.
إن مثل هذا التعامل يجعل هؤلاء لا ينظرون إلينا بعين الكرم وحسن التعامل بقدر نظرتهم من جوانب أخرى، ويطرح تساؤلا هاما: هل هؤلاء اللاعبون يلعبون مع الأندية؟ أم يلعبون عليهم؟
والله من وراء القصد،