علي الزهراني
الرقابة المفقودة
2016-12-26

الأندية تفتقد رقابة المسؤول، وإن قلت هي المرتع الخصيب لكل من يرغب في أن يكتسب بريق الأضواء من وهم الوعود والزيف والخداع والتحايل على عواطف الجمهور فهذه حقيقة سادت لكنها غير قابلة لكي تباد.

 

ـ هذا هو أعرق الأندية السعودية وعميدها بات يدفع الثمن، أعني ثمن تلك الأساليب التي بدأت مع (المطانيخ) وتعمقت مع (المتاريس)، فهؤلاء وعدوا ولم ينفذوا، قالوا فتحايلوا، صفقاتهم على الورق وصفعاتهم على (خد الاتحاد).

 

ـ غابت الرقابة فتعرت كل المشاهد وتحول هذا الاتحاد الكبير إلى ضحية مرحلة وضحية مستقبل، وإذا ما تم سحب النقاط من رصيده فهذه نقطة في بحر قضايا كثر توالت عليه في وقت كان فيه بعض إن لم يكن أغلب الاتحاديين في شراكة حب ووله وعشق ليس للكيان، بل لأشخاص وصلوا إلى كيانهم وتولوا شئون رئاسته ولكن فقط للبهرجة والأضواء وحين تحصلوا على ما أرادوا تركوه ينزف الهم والضياع.

 

ـ في المرحلة التي بدأت فيها قضايا الاتحاد، كان الاتحاديون أنفسهم مشغولين في ملاحقة صور منصور البلوي مع لابورتا وفيجو والكاميروني إيتو، بل إنهم كانوا حينها ينتظرون منتج ناديهم (itti8)، وهذا المنتج لمن لا يعرفه عطر وعد به مؤثر الاتحاد أبو ثامر مثلما وعد باعتزال أحمد جميل ومحمد نور وغير تلك التي لم تبرح سطور الورق المكتوب.

 

ـ ما حدث للاتحاد الكبير والعميد الوقور هو نتاج (هوس) إعلامي تغلل بعد أن غازل قلوب الجماهير العاطفية في أركانه، ولكون الرقابة لم تحضر، ولكون الخداع والغش والتحايل بطولة مرحلة، فمن البديهي أن يستفيق النادي التسعيني على هول الفاجعة فاجعة خصم نقاط، وفاجعة هبوط لم يعلن عنها لكنها وكما يبدو باتت وشيكة.

 

ـ ما حدث للاتحاد الكبير جرس إنذار للبقية ورسالة مدوية لكل جهة مسؤولة عن رياضة كرة القدم السعودية تكشف حجم الخلل الذي برز في خضم غياب الرقابة الصارمة على الأندية التي يسهل على أي رئيس أن يدفع من جيبه كم مليون في مقابل أن يعتمد وينفذ ما يروق لفكره دون أي اكتراث بما سيجنيه النادي بعد رحيله.

 

ـ الإدارة هي فكر وتخطيط وتنظيم ورقابة إلا في رياضتنا، الفكر متكلس، التخطيط عقيم، التنظيم عشوائي، والرقابة ميتة.

 

ـ أعيدوا حساباتكم تجاه رياضتنا وأنديتنا وإلا فإن القادم القريب سيأتي بما قد ينسف كل أمل وينهي كل طموح ويقصيها من جعبة "فيفا" ويجعل منها رياضة يقال عنها (مع نفسك).. وسلامتكم.