ليست هي المرة التي نرى فيها مدرجات الاتحاد أمام الفتح وهي ترمي بالروح الرياضية والأخلاق عرض الحائط لتقذف وتشتم وتشوه المشهد ، فما حدث منها في تلك المواجهة سبق وأن حدث في الكثير من اللقاءات ولعل حرمان فريقها من حضور الجمهور في إحدى منازلاته الآسيوية للتأكيد على أن هذا المدرج يحتاج لضبط وردع وبالقانون ، ذلك أن من يفرغ تعصبه واحتقانه وغضبه بطريقة مخجلة كتلك التي رأيناها تجاه الحكم خالد السناني ولاعبي الفتح يعد تجاوزا على كل القيم ، وتحد صارخ لكل المبادئ التي تنشد الروح الرياضية والأخلاق الحميدة .
رجم وقذف بالعبوات الفارغة و(المليانة) سلوك همجي وأسلوب غير أخلاقي يتنافى مع أعراف الرياضة والمنافسة في ميادينها .
صورة تسيء لرياضتنا وتسيء لكيان الاتحاد ، وإذا ما كان المتجاوزون فئة محصورة في قالب تعصبها فهذه الفئة تحتاج لملاحقة قانونية يطال أصحابها والمتسببين فيها العقاب قبل أن يطال العقاب المالي خزينة الاتحاد الخاوية والتي دائما ما تتضرر من مثل هذه الممارسات المشينة والتي تنبع من عمق مدرجاته المتعصبة لمجرد أن رأي الحكم وقراره وصافرته لم ينسجم مع رأي هؤلاء المتعصبين وقناعاتهم .
لن نبرر للحكم السناني فقد ارتكب الكثير من الأخطاء المؤثرة والتي كادت أن تحرم الاتحاد من الصدارة ومن بطولة الشتاء لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال القبول بتلك الصورة الهمجية التي حولت أرضية ملعب الجوهرة المشعة إلى ما يشبه بمرمى النفايات إلى جانب ما سمعته آذاننا من عبارات فيها من قلة الأدب ما لا يقبله عاقل .
أتمنى ويتمنى معي الكثير من الرياضيين أن يتم اتخاذ تعديلات على لوائح هذه الحالات بحيث يصبح القرار تجاهها قاسيا ولا يتوقف على الغرامات المالية فالمدرجات وجدت لمتابعة متعة كرة القدم ونجومها وليس لتفريغ الشحن العدائية واللا أخلاقية وهذه بالتأكيد مسؤولية لجنة الانضباط التي يجب أن تكون أكثر حزما وعزما على معاقبة هذه السلوكيات والتجاوزات التي أصبحت من طبع وطابع الاتحاديين للأسف.
كرة القدم جميلة بأخلاقها ، قبيحة بتعصبها وأعني بالتعصب القبيح ذاك الذي يرسخ للعداء والغضب والاحتقان والشتيمة.
أيا كان الخطأ، أيا كانت قرارات التحكيم هذا كله لا يعني اتخاذها مبررا لمثل ما أقدم عليه جمهور الاتحاد ولكون هذا هو المرفوض فالأمل في أن نسمع عاجلا عقوبات حاسمة تكون علاجا لهؤلاء وردعا قويا لمن تسول لهم أنفسهم تكرار ذلك ولكي لا تكون ظاهرة مألوفة في ملاعبنا ، فالأخلاق أولا ولا مساومة عليها مهما كانت الأخطاء والهفوات وكوارث التحكيم.
ختامًا ماذا لو لم يكسب الاتحاد الفتح في ظل تلك الجدليات التي برزت في صافرة السناني ورايات مساعديه؟
التحكيم الذي نتعايش معه اليوم يعطي الانطباع العام على أنه اللاعب المؤثر الذي يصنع الفارق في دورينا وسلامتكم.