علي الزهراني
منتخب الحلم
2016-10-29
منتخبنا الشاب أبدع وتألق، تأهل لنهائيات كأس العالم وتأهل لنهائي كأس آسيا، واختصر بروح لاعبيه كل مسافات الغياب، ليعيد لنا بعضا من أمجاد الماضي ويعيد لكرة القدم السعودية هيبتها وشموخ مواهبها وقمتها المفقودة.
ـ أولادنا خسروا في البداية فعكسوا وتيرة الأداء الفني من اتجاه الإحباط والخوف والانكسار إلى اتجاه الثقة والإصرار والعزيمة، خسروا من البحرين فجيروا الخسارة لتحقيق فوز كاسح على تايلاند، وأكملوها بنصر رائع على الكوريين، وواصلوا السير بخطوة الواثق حتى تجاوزا العراق وحملوا بطاقة التأهل فتضاعف الطموح وأصبح الفوز بكأس آسيا هو الغاية المنتظرة والهدف المنشود، فهزموا إيران بنصف درزن في ملحمة كروية لا يمكن لها أن تسقط من أوراق كل من يهتم بسرد التاريخ ونتائج هذه المجنونة التي تعشقها القلوب.
ـ جيل كهذا يحتاج إلى من يرفع به سقف الطموح، جيل موهوب، واثق، وثاب، بل إنه جيل تم تأسيسه كرويا على طريقة المحترفين، سبق عمره والزمن ونجح بكوادره الوطنية الخالصة والخالية من الشوائب في رسم خارطة أمل لمستقبل سيأتي بما يحقق لنا الكثير من الآمال والأفراح معا.
ـ لم نكن نعرف أمين بخاري ولا عبدالإله العمري ولا أيمن الخليف ولا سامي النجعي ولا عبدالرحمن اليامي، لا مع أنديتهم ولا مع المنتخب، فنحن كالعادة محصورون في نفق التعصب والنظرة القاصرة التي لا تتجاوز خانة الكبار الأربعة وبرامج الثرثرة وزوايا المسخرة اللفظية التي نتسابق عليها وكأنها وسم الانتصار والنجومية والبطولة.
ـ نصف درزن قادت منتخبنا الشباب للنهائي الآسيوي كل هدف منها يدرس، مهارة ، جماعية ، تحدي ، إبداع ، وكرة القدم في أقدام هؤلاء الأبطال رأيناها وكأنها مضرب أوعصا البلياردو بين أيادي اللاعب الموهوب على طاولتها.
ـ غدا النهائي واليابان هي المحطة الختامية، نريدها ليلة تتويج لبطل تعثر في البداية ونجح في النهاية.
ـ هكذا نريدها وليس ذلك ببعيد عن تركيبة روح وطاقة متجددة فيها روح المواطنة الصالحة والمخلصة ما يكفي لأن نقتبس منها الكثير.
ـ ليس من العدل ولا من المنطق ولا من المهنية أن نطمس اسم أحمد عيد بين سطور الثناء والإشادة بما تحقق لمنتخبنا الشاب.
ـ قد نقبل ذلك ونتفهمه حين يكون من المشجع المتعصب الذي لا يرى أكثر من أرنبة أنفه، لكننا لا نقبلها حين تبرز بين ثنايا تغريدات رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد الذي نكن له كل التقدير.
ـ أحمد عيد واتحاد الكرة اختلفنا عليهما كثيرا، لكن ذلك لا يجيز لنا طمس النجاحات التي تتحقق اليوم مع منتخباتنا الوطنية، شكرا عيد، شكرا اتحاد الكرة ولاعزاء للمكابرين.. وسلامتكم.