علي الزهراني
المنتخب أولاً
2016-10-03
نكتب الفكرة ونحلل الخبر، نهتم بالنادي الذي نفضله، نثير التعصب ونصدره وإذا ما سألنا سائل عن المنتخب بين الفكرة والتحليل والاهتمام نخرج من بعد علامة الاستفهام التي تذيل مؤخرة السؤال بما يكفي لإدانة الأقلام والأوراق وكل البرامج.
ـ الأندية المفضلة أولاً والمنتخب ثانياً، واقع معايشة نؤكده ولا ننكره ومن يتمعن في المشهد العام لكل ما يطرح على الصحف والفضائيات وكل وسائل الإعلام الجديد سيدرك بأن صيغة الإعلامي المشجع باتت تطغى على صيغة الإعلامي المهني الذي يجيد التفريق بين ما يجب أن يقال عن الأندية وبين ما يجب أن يقال عن المنتخب من منطلق الحدث والمناسبة والتوقيت.
ـ لسنا في مرحلة تستوجب فتح ملفات الماضي لكننا في المقابل نعيش مرحلة مختلفة تستوجب أن نعيد لهذا الإعلام هيبته وأي رغبة في هذا الجانب لن تتم إلا حين نرى من يملك القدرة على تنقية هذا المناخ من فئة المشجعين المتعصبين الذين نالوا الفرصة لتكون أسماؤهم مذيلة بلقب إعلامي رياضي في حين هم بمتن التعريف الصحيح مجرد مشجعين تم انتدابهم لهذه الوسائل للإساءة والاستفزاز وإثارة الاحتقان ولكي يلوحوا أيضاً أمام القارئ والمشاهد بشعار الفريق المفضل ولونه دون أي اكتراث لا بقيمة المهنة ولا حتى بموضوعية ما يتم طرحه من ثقافة إعلامية مقززة شكلت ولا تزال تشكل الوجه الأكثر قبحاً في هذه الوسائل.
ـ سئمنا وسئم المجال من سجال البلداء، حتى والمنتخب بات على مقربة من تحقيق الحلم المفقود نجد الواقع الإعلامي المحيط مؤلماً للأنظار، محبطاً للمسامع، فالحديث والنقاش ليس في كيف نحفز ونؤازر ونشجع الأخضر السعودي بل في كيف نثبت أن كرة القدم مؤامرة واتهام وتحريض وقلة أدب.
ـ علينا أن نتوقف ولو حتى بالقليل من الوقت من أجل بناء صف إعلامي متحد يهتم بالمنتخب الوطني ويسانده، فهذا الأخضر الغالي يحتاج إلينا جميعاً، يحتاج إلى صحافتنا، إلى برامجنا، إلى نقاشنا، إلى وعينا، فالنجاح يتبلور من عمق كل هذه المقومات التي تبقى هي الوسيلة الأهم في هذه المرحلة، فهل نستطيع بالفعل كبح جماح العاطفة الجياشة للأندية المفضلة ونعمل بمقتضيات اللحظة ونبرز القلم والورقة والبرنامج والمذيع والضعيف بجوار القاطنين في المدرجات تحت بند (المنتخب السعودي أولاً)؟
ـ بالطبع هي أمنية تراودني كما تراود الأغلبية في هذا المجال الصاخب والأمل في أن نرى لها وقعاً وتأثيراً وحضوراً يجدد في عروق الأخضر نزعة القوة والانتصار والفرح فنشاهده وقد فاز على أستراليا وتجاوز الإمارات وكسب اليابان وكرر بداياته مع تايلاند والعراق وحجز له مقعداً في قائمة من ستنقلهم طائرات الأيرباص إلى حيث بلاد الروس وسلامتكم.