علي الزهراني
سجال البلداء
2016-08-23

الذين من حولنا تطوروا رياضيا، تطوروا في كرة القدم وتطوروا في بقية الألعاب، فيما نحن على نقيض ثقافتهم لا نزال في صراع على الألقاب والمسميات وعلى البطولات وتعداد البطولات وهوامش أقل ما يمكن وصفها بأنها طائشة وساذجة.

واقع مرير تعيشه رياضتنا بفضل هذا السجال البليد الذي نحوم حول هوامشه كل يوم.

نسأل كثيرا: لماذا غابت المنتخبات السعودية مع الأندية عن بطولات القارة والفوز بها، وحين نهتم بالسؤال تأتي الإجابة لتدين كل من ينتمي لهذا الوسط، فالكل مدان باعتبار تركيزه على تلك الهوامش ظاهرا لا مخفيا، بل هو بطولة يهرول إليها الجميع تحت بند النادي المفضل الذي يطغى في حضوره الإعلامي والجماهيري على أي شيء آخر يختص بالتطوير الرياضي المنشود وسبل تحقيقه أو المساهمة في صناعته.

لن نستعيد ما في جعبة التاريخ حول هذا الشأن، كون المرحلة لم تعد تحتمل الضغط على جرح الماضي القريب، ولهذا نقول اليوم رياضتنا تحتاج إلى وعي العقلاء ليسيروا دفتها، أما هواة التعصب والأكشنة المحبوكة التي تستهدف صناعة الذات البطولية من خلال الخروج عن النص فيجب ردعها، والردع هنا يكمن في مسؤولية الإعلام بكل وسائله حتى لا نعمق الفجوات بين ما يراودنا ويراود مستقبل هذه الرياضة، وهي بالطبع مسؤولية القائمين على هذه الوسائل، فقد سئمنا من مرارة الطرح العابث والصدام اللفظي الجارح الذي دائما ما يبدأ وينتهي بعيدا عن أعين الرقيب والحسيب.

علينا أن نحاسب أنفسنا وأفعالنا بعد أن رأينا دولاً أقل منا في الإمكانات تحصد الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في ريو 2016 م ونحن في مقابلها غائبون وتائهون بل وعاجزون.

أقول علينا أن نضع حدا للمأساة التي جلبناها بأفعالنا الساذجة لرياضة البلد، فهل نستطيع امتلاك الشجاعة ونبدأ في نفض الغبار المتطاير عن وسائلنا وقناعتنا وأفكارنا المتعصبة ؟ أم أن مثل هذا المطلب سيبقى من ضمن المستحيلات التي يصعب تحقيقها؟ لا أعلم أين هي الإجابة، لكنني أعلم أكثر أننا جميعا نتحمل تبعات ما حدث ويحدث لكل لعبة، لأننا اخترنا العاطفة للنادي المفضل على حساب العاطفة لرياضة الوطن بالدرجة الأولى.

اللاعب في المنتخب وعينه على النادي، حاله حال معظم المسؤولين في الحركة الرياضية يدعون الحيادية في العمل لكن الحقيقة تأتي لتعاكس هذا التصور وتكشف بواطنه الخفية.

التعصب، التعصب، التعصب، هو المشكلة التي طلت برأسها على مجالنا الرياضي فساهمت في إعاقة كل طموح وتصدت لكل رغبة نجاح، ويا خوفي أن تستمر مع المنتخب الذي بدأ مشوار التأهب للمرحلة الثانية، أقول يا خوفي من ذلك ولم أقل شيئاً آخر.. وسلامتكم.