علي الزهراني
صناعة الأبطال
2016-08-18

في كل مرة نبحث عن حضور يشرفنا في الأولمبياد فلا نجد أكثر من الإحباط ومن أرقام سالبة تأتي لتعكس حقيقة كيف نفكر وكيف نخطط وكيف نعمل.

في البرازيل خرجنا بخفي حنين، فالمشاركة في هذا الحدث العالمي جاءت مواكبة لسابقة، فلم نتجاوز منذ عقود مقولة (المشاركة بحد ذاتها إنجاز).

يا ترى من يتحمل السبب؟ هل نحن بالفعل بلا مواهب أم أن المواهب تتوافر لكن المشكلة في من يهتم بها أو يصقلها أو يمنحها المناخ الملائم للإبداع؟

أظن الإجابة ماثلة في أن من يتناوبون على قياداتنا الرياضية هم السبب المباشر كون الفكر هو الفكر يتكرر في إطار الترويج إعلاميا على طبيعة عمل في ظاهرها كبيرة وفي حقيقتها لا تتجاوز حدود الورق.

اتحادات الألعاب المختلفة لا تعمل، وقبل أن نهتم بصناعة الموهبة علينا أن نهتم بصناعة الكفاءة المسؤولة التي تأتي إلى هذه الاتحادات لتكسر الرتابة وتستوعب وسائل النجاح من عمق تلك المراحل الزمنية الماضية والتي لم تسعفنا في إنجاب المنجز أو حتى المنافسة عليه أولمبيا.

بالأمس استوقفني الخبر الذي يشير عبر مضمونه المكتوب أن رؤساء الاتحادات الرياضية عقدوا اجتماعا لهم في البرازيل.

هكذا جاء الخبر، أما حين نسأل عن طبيعة هذا الاجتماع وعن ما تم فيه فلا يمكن لنا معرفة المخرجات لكننا بكل تأكيد سنعلم لاحقا أن هذه الفكرة مجرد (تسلية).

سئمنا من هذه الاجتماعات التي لم تسمن في الماضي، وسئمنا من العودة إليها، فنحن كرياضيين نريد من يهتم بصناعة الموهبة الأولمبية ويقدمها لنا عربونا لفكره وعمله وهذا ليس بالمعجزة التي يصعب تحقيقها المهم أن نعود للوراء ونبحث في كيف برز سعد شداد وهادي صوعان، هل برزا من الأندية الكبيرة أم من أندية متواضعة في إمكاناتها لكنها كبيرة في مواهبها؟ فقليل من الاهتمام بضمك والوديعة والنخيل وعكاظ ووج وغيرها من تلك الأندية التي تميزت في إفراز المواهب في الألعاب الفردية كفيل بأن يغير المعادلة من خانة (الفشل) إلى خانة (النجاح).

أي منجز يتحقق بحجم الطموح الذي يراود أصحابه وفي هذا نقول دائما نحن نخسر كون المفهوم السائد لدينا هو عبارة (مشاركتنا في المحافل الدولية إنجاز)، هذا هو رأس المشكلة، نغذي مواهبنا بثقافة الانكسار ومن ثم نبحث من خلالهم على الميداليات.

علينا أن نشطب هذه العبارة ونستبدلها بعبارة نشارك كي ننافس ونحضر من أجل أن نسجل أسماء الرياضيين السعوديين في قائمة المتوجين لا في قائمة من يكملون جدول الترتيب.. وسلامتكم.