علي الزهراني
السوبر للأهلي السوبر
2016-08-10

الأهلي كالحليم إذا غضب.

غاب وغاب لكنه حين عاد، عاد ليلتهم كل شيء. يلتهم الأخضر ويترك لمنافسيه اليابس.

لن نتحدث كيف عشق الأهلاويون كيانهم.

ولا عن كيف تولدت جماهيريته من الخليج إلى البحر ومن البحر إلى المحيط.

فالتاريخ هنا يكفل الإجابة عن كل الاستفسارات عن كيف وعن ماذا وعن ما بعد علامات الاستفهامات التي تذيل السؤال ورديفه.

أقول لن نتحدث عن أشياء هي محفوظة في سجلات التاريخ لكننا سنتحدث حتما عن فريق بطل عاد إلى حيث موقعه ليس ليكسب ود البطولة بل عاد ليضاعف من أرقام أولوياته والأولويات لمن لا يجيد معرفتها هي بصمة أهلاوية خاصة ، هي منه وله.

هذا هو السوبر ، ذهب الأهلي إلى عاصمة الضباب وعاد به إلى جدة ليعانق الدوري ويحتضن الكأس بل ويقدمه لكل هواة الاستفزاز الذين حاولوا التأثير عليه فخسروا وتاهوا في طريق هذا البطل الكبير الذي هزم الصعب وتحدى الخصم وتربع بشموخ الكبار على القمة.

ماذا تفعل يا أهلي.. الدوري والكأس والسوبر والنجوم والهيبة والمتعة والرقي والاحترافية.

نسأل ليس بحثا عن فضول الإجابة بل كي ننصف بطلا هماما فرد المساحات ونثر من خلالها كل أنواع الجمال والروعة في عالم كرة القدم ولعل ما رأيناه بالأمس الأول في لندن ليس إلا الامتداد الطبيعي والصحيح لما سبق وأن كان عليه طيلة المواسم الماضية.

السوبر للفريق السوبر والأهلي هو السوبر الذي لم يعد ينافس إلا نفسه فالكل أمامه رسب وخرج مكسورا فالمكان أخضر والبقاء فيه أهلي.

مبروك للأبطال الذين أفرحوا جماهيرهم العريضة ، مبروك لهم اللقب الثالث على التوالي ومبروك لرئيسهم الذهبي ونقولها بكل تجرد قدم النية الصادقة فنال على غرارها مبتغاه وأصبح الرقم الصعب في تاريخ الكيان برمته.

لم يكن الهلال بالخصم الأضعف لكن الأهلي كان هو الأقوى والبطولة دائما تذهب للأقوى.

منطق وليس مبالغة ، حقيقة لا وهم ، انصاف لا عاطفة انتماء وأي عاقل يحلل الأشياء بمسمياتها الصحيحة حتما سينثر عبر سطوره ما يتوافق مع ذلك قولا وفكرا ورؤية.

السوبر ليس بطولة عابرة بل هو تاريخ يضاف لتاريخ والأهلي اساس التاريخ البطولي في رياضة كرة القدم السعودية ويكفي تأكيدا على هكذا عبارة أنه بثلاثية الموسم سجل أولوية جديدة لم يسبقه عليها أي فريق آخر ومن يحقق الأولويات ويكررها ويضاعف أرقامها سيبقى هو الاستثناء الأجمل في كل حدث أو مناسبة وسلامتكم.