علي الزهراني
المهنا يعميها دائما
2016-08-06

حين تصبح مسؤولا عليك أن تكون مؤهلا بالرأي وبالقرار ، تعمل ما تراه الأنسب للعمل وتتعامل بالحنكة والهدوء والقدرة على اختيار المفردات هذا إذا ما أرغمتك المواقف كي تبين للناس ما هو خاف عليهم ، أما أن تستفز سريعا فتحرق كل تلك المقومات المطلوبة للقائد المسؤول فأنت بهذا ترسب وتقدم نفسك على أنك الشخص غير المناسب الذي وضع في المكان غير المناسب .

 

 

حقيقة اركز على تدوينها اليوم مستشهدا بردة الفعل الشتائمية التي ظهر بها رئيس لجنة الحكام عمر المهنا تجاه المنتقدين لزي الحكام الأزرق .

 

 

صورة تم تداولها بقرار المتعصبين بعضهم تعامل معها بميوله الفاضح وبعضهم الآخر تعاطى الحديث عنها بنظرة المحتقن فيما اكتملت مهازلها بتصريحات المهنا الإعلامية والتي لم تصف القصة بوعي المسؤول بل بمفردات لا تليق برئيس لجنة تنبثق من اتحاد الكرة ومن عمق وصايته على كرة القدم السعودية .

 

 

قبل مدة تحدث اتحاد الكرة في بيان تجاه الأهلي فأشار في مضمون بيانه الرسمي بعبارة ( القذارة ) وما أن توسمنا الخير في تصحيح هذا التجاوز إلا ويظهر لنا المهنا ليكرر على مسامعنا وأعيننا ذات الفعل ليقدم الإشارة الضمنية على طبيعة هذا الاتحاد وعلى الكيفية التي يسلك طريقها برفض الانتقاد واعتماد الشتمية كحالة رد رسمية تنثر حروفها على الأوراق الرسمية وعلى صفحات وواجهات الإعلام .

 

 

مسألة أن يتجاوز إعلامي منفلت بعباراته السوقية من هنا وهناك يعد أمرا مألوفا قد لا يعيره الأغلبية أي اهتمام أما أن تأتي المسألة في سياق صوت المسؤول الشاتم فهذه نقلة نوعية فيها من الخطر على سلوكيات المنتمين للرياضة الشيء الكثير .

 

 

لماذا ينفعل المهنا بهذه الطريقة ولماذا جاء رده وتوضيحه بتلك الصورة المهزوزة ؟ هل رد البضاعة الرديئة بمثلها هو الحل لديه أم أن الحقيقة قد أصابته في مقتل فلم يجد أكثر من هذه العبارات الشتائمية لتكون هي الحل والعلاج .

 

 

سئم الوسط الرياضي برمته من هذه النوعية من القائمين على شئون كرة القدم السعودية والذين أصبحوا من السهولة بمكان استفزازهم وإخراجهم عن طور العقل والمنطق وعن إطار الموضوعية والحنكة والهدوء والحكمة وبالتالي فإن مستقبلنا الرياضي سيبقى يسير في الاتجاهات الغامضة طالما ظل مثل هؤلاء في هرم المسؤولية تغريدة في تويتر تستفزهم وحرف من مقالة صحافية تغضبهم وسلامتكم ..