علي الزهراني
للإخفاقات بقية
2016-08-05

لم نعد بقوة الماضي لا من حيث العمل ولا من حيث النتيجة، وما فات من الزمن الجميل مع جيل المنتخبات والأندية يصعب تكراره، أقول يصعب تكراره ليس من باب التشاؤم بل أقول ذلك من باب واقع نتعايشه مع كل مراحلة فتأتي ارجات محبطة فلا هي أفكارنا أفرزت وسائل النجاح ولا هي نتائجنا أثمرت بطولات. غابت منتخباتنا طويلاً عن آسيا والتأهل لنهائيات كأس العالم ولحقت بركبها الأندية التي هي الأخرى أصبحت عاجزة حتى عن تحقيق المنجز المطلوب في التجارب والدورات الودية ولعل دورة تبوك التي خسر فيها الاتحاد من الإنتاج الحربي المصري والنصر من الوداد المغربي لهي الدليل والبرهان على هكذا حقيقة. أين تسير كرتنا وإلى أي اتجاه؟ هل حققت مرادها من الاحتراف أم أن الاحتراف ساهم في انكسار الحلم وغيابه؟ هل مواهب الأندية جديرة بأن تحفظ للتاريخ والماضي هيبته أو أن القضية برمتها أكبر بكثير من هذا الجيل الذي تعبنا ونحن نحمله تبعات الهزائم والمراكز المذلة التي لا ترقى إلى ما كانت عليه كرة القدم السعودية؟ أسئلة تطرح من هنا وهناك والواقع المرير يأتي ليصادق على كل الأجوبة فكرتنا للأسف تحولت من قمة مجد وأضحت في مؤخرة قاع ضائع لا نعرف نهايته. وضع كرتنا الحالي يخوف وإذا لم نفكر جدياً في بحث الوسائل الممكنة التي قد تعيد له نضارته وزهوه وقوته فالقادم ربما سيأتي بما هو أكثر إيلاماً من كل ما حدث في السنوات الماضي. نقول ربما سيأتي القادم ليعمق المعاناة لكننا بكل تأكيد نتأمل في عدم حدوث هذا الشيء كما نتأمل في أن نرى فكراً احترافياً مختلفاً عن سابقه يحيط بالأندية ويمتد إلى المنتخبات وإلى المنظومة العاملة في مجالنا الرياضي كون هذه الخطوات التطويرية التي تبدأ بمعالجة الخلل السابق وبناء إستراتيجيات فنية محترفة تستوعب سلبيات الماضي وترجح كفتها الأخرى للإيجابيات تبقى هي مطلب المرحلة فهل نرى ذلك؟ تابعت لقاء النصر والوداد لكنني لم أجد أي متغير من شأنه أن يحدث الفارق لفارس نجد وتحديداً الجانب المتعلق باللاعبين المحترفين القادمين من خارج أروقته. قد يكون الحكم على وضع النصر مبكراً لكن هذا لا يعني القول إن ما رأيناه في تبوك يدلل على فريق يمتلك القوة وقادر على أن يقارع على قمة الدوري والحال الذي يمثل النصر هو كذلك يمثل الاتحاد فهذا الثنائي خيبا أمل جماهيرهما العريضة في تبوك واختارا اللعب على المركز الثالث والرابع بعد أن تركا القمة والتتويج والبطولة الودية للأشقاء المصريين والمغاربة وسلامتكم.