تحولت مهنة الإعلام من مهنة نقل الخبر وتحليله إلى مرحلة الشتم والشتيمة ، وما هو منثور على سطور كاتب يتكرر على لسان بقية تم تقديمهم على وسائل الإعلام المتلفز ليس لكونهم يملكون البراعة في تمثيل هذه المهنة على أكمل وجه بل لكونهم يملكون القدر الوافر من عبارات سوقية ومفردات شتائمية شوهت الإعلام والرياضة وقدمنا في إطار مخجل تتفاقم مأساته دون رقيب أو حسيب أو قانون يردع هواة هذا الإسفاف المبتذل الذي تتكرر مشاهده يوميا وكأنه بضاعة رائجة وسوقها رابح .
ـ تخسى ، لا أنت تخسى هكذا برزت ثقافة بعض برامجنا وبهكذا بدأنا نغرسها في عقول أجيال الرياضة وإذا ما تحدثنا عن التعصب فالحديث فيه لا يختلف عن مادة التعبير الكل يتفنن في نثر المداد ويطيل السطور ويتقن الوصف في حين نبقى جميعا رأسا حية يلتف حولها معصب هذا الداء الخطر الذي مزق الأشياء الجميلة في كرة القدم والإعلام الذي يدور حول أحداثها .
ـ دائما ما نسمع الجميع يتحدث عن الوهن الذي أصاب الرياضة السعودية لكننا لم نسمع بعد من يقول بأن هؤلاء ( الشاتمين ) هم علة الوهن وركيزته .
ـ سنوات والمعاناة قائمة ، ردح هنا وقلة أدب تتجلى في ملامح البعض هناك وعلى الهواء مباشرة وإذا ما سأل سائل عن الحل والعلاج فالمسؤول المعني بهذا يبدو وكأنه من الموالين لمثل هذه السلوكيات وثقافته تجاه الشاتم وشتيمته لا تختلف عن ثقافة أشد المتعصبين في روابط المشجعين .
ـ وصلت إلى مرحلة أخجل فيها من المهنة التي احملها ، حتى مع الأبناء أسمع وصفا يؤلم وتوصيفا يحزن وهذا حال الأغلبية ففي زمن صوت الشتيمة العالي على وسائل إعلام الرياضة لم نعد نستغرب أن تـأتي ردة الفعل الغاضبة من صغار السن وليس من كهول الإعلام ورموز التعصب المقيت في دوائره المختلفة .
ـ مشكلة كهذه ليست بالجديدة وفرد المساحات للحديث عنا هي التكرار الممل الذي نعود إليه إما كمحاولة لننأى بأنفسنا عن أي تهمة تلاحقنا وإما رغبة في أن يصل المعنى لهؤلاء الزملاء الأحبة الذين ابتذلوا الإثارة وساروا بها في الطريق الخاطئ بل واصروا على أن تكون هي العنوان البارز لحضورهم سواء في الصحف المقروءة أم في البرامج المشاهدة فالبعض ينافس البعض الآخر ولكن على أسلوب التجاوز والهمجية وقلة الأدب .
ـ قبل أن نلوم الممتهن لمفردات الشتم في الإعلام علينا أن نسأل عن المسؤول ، عن الرقيب ، عن الحسيب ، فهؤلاء في تصور عقلاء الرياضة والإعلام هم السبب في تفشي الظاهرة واستدامتها لأنهم ببساطة صمتوا عن الخطأ وقبلوا بأصحابه إلى أن أضحى بمثابة المقبول الذي يتم الترويج له جيلا تلو جيل وسلامتكم ..!!