علي الزهراني
أنجوس والمنتخب
2016-04-17

من يشاهد هذا التحول الفني الكبير الذي برز من خلاله فريق نجران مع البرازيلي أنجوس يتبادر إلى ذهنه السؤال عن كيف تم إلغاء عقده مع المنتخب سابقاً ولماذا لم يتم التجديد معه برغم أن المنتخب السعودي وصل معه إلى نهائي كأس الأمم الآسيوية 2007م وقدم مستويات رائعة.
ـ مشكلتنا ليست مشكلة نقص الخامات الفنية؛ ففي الأندية الكبير منها والمتوسط هناك نجوم ومواهب قادرة على أن تفرض تفوقها على كل منافس، بل مشكلتنا الحقيقية تكمن في (القرار) وصناع القرار بل وفي سرعة تغيير المدربين بالعشوائية ذلك أنه وما إن يبرز مدرب مع المنتخب حتى يجيء قرار الاستغناء عن خدماته وإلغاء عقده لنعود بعد مغادرته لنقطة الصفر من جديد.
ـ هذه الفلسفة أو هذه الطريقة المتبعة التي سئمت منها كرة القدم السعودية أصبحت وللأسف ثقافة إدارية سائدة في الأندية وفي المنتخبات فالكل لم يعد لديه نفس طويل، الكل يفكر في المنجز المؤقت، أما الإستراتيجية الفنية التي تهتم بالبناء السليم فهي مفقودة ولا تزال كذلك، ولهذا فالمنتخبات السعودية مع الأندية عندما فقدت هيبتها وقوتها فهذا نتاج متوقع لعشوائية العمل الذي يحيط بها.
ـ تخيلوا على سبيل المثال أن أنجوس الذي وصل معه المنتخب 2007 إلى نهائي كأس الأمم الآسيوية هو الذي يتولى شؤون الأخضر طيلة تلك الفترة؟
ـ صدقوني لو كان هو من يتولى ذلك لما حل بالمنتخب الوهن ولما غاب عن كأس العالم ولظهر معه أكثر متانة وأكثر قوة وأكثر تفوقاً.
ـ التجارب يا سادة تعلمنا الصح من الخطأ وطالما أن كل تجاربنا خاطئة فالوقت حان لكي نعدل مسارها بالشكل الذي يسهم في صناعة الاستقرار الفني، أما مسألة تغيير المدربين تحت وقع الخسارة في مباراة أو أخرى واعتماد ذلك بتوصيات ورغبات جمهور وإعلام العاكفة فهذا هو الخطأ الأكبر الذي يجب التصدي له بالهدوء والحكمة والقرار الصائب.
ـ فكر المدرب وموهبة اللاعب أساس النجاح لأي فريق ولأي منتخب ولهذا أقول كم سيكون هذا الأساس متيناً وقوياً ومنتجاً لو قررنا منح فرصة تدريب المنتخب السعودي للبرازيلي أنجوس، فعودته تعني عودة قوة الأخضر ولاسيما أن علاقته بأغلبية نجوم المرحلة اليوم قائمة وقد تنعكس بالإيجاب على مستقبل المنتخب.
ـ أنجوس أسهل من غيره بل هو بلغة التقييم السليم أفضل من أي خيار.
ـ صدقوني سينجح إن تولى مهمة المنتخب فهل من مجيب وهل من صاحب رؤية ثاقبة تصنع القرار الجيد لا نقيضه؟
ـ نتمنى ذلك وسلامتكم.