علي الزهراني
الحزم في الرياضة
2016-02-28

يتعامل البعض مع مجال الرياضة على أنه (كلام فاضي) فيما نتعامل معه على أنه واجهة للأوطان وصناعة تضيف لمكتسباتها.
- هذا المجال الذي يثير الجمال مرة والتعصب مرات يحتاج اليوم إلى (تنقية) للكثير من المفاهيم الخطأ بداية من رؤية المسؤول وفكره مرورا بمن يهتم به إعلاميا وإلى أن نقف على الذين منحوا فرصة العمل له ومن أجله .
- فالمرحلة مختلفة والظروف مغايرة وأي قفز على هذا المجال الذي تشكله الشريحة الأكبر في المجتمع يعني ارتكاب المجازفة والتنصل من المسؤولية .
- قد نتفق على أن هذا الصخب والضجيج يختص بجلد منفوخ لكننا في الوقت نفسه يجب أن نتفق على أن هذا الجلد المنفوخ قد يكون هدفا لكل من يحاول اختراق (اللحمة الوطنية) واستغلال صغار السن فيه وزرع المخل الذي يشتت هذا الجيل ويزرع فيه ثقافة غير تلك التي نبحث عنها والتي تعنى بالتقارب والمحبة وترسيخ النسيج الرياضي الوطني في المقام الأول.
- من هنا تحديدا لابد أن نرى تغييرا في منهجية التعامل مع كل من يخل بالرياضة ومنافساتها وثقافتها البسيطة وكل من يحاول بث السموم بذريعة النادي المفضل وبطروحات مسيئة من الضرورة أن يعاقب ويردع، أما أن يترك العنان للمتهورين في كل وسيلة دونما مساءلة أو عقاب فهذا هو الخطأ الفادح الذي قد يحفز الكثيرين من أصحاب الأفق الضيق كي يغرسوا الشوائب في هذا المجال وبالتالي نجد جيلنا الشاب وقد خرج من إطار التشجيع الرياضي إلى حيث إطار المرفوض، فالقوة هنا يجب أن تكن حاضرة سواء في الصحف أو البرامج أو في من يتولى شؤون مسؤولياتها أو حتى جهات الاختصاص المرتبطة بوزارة الثقافة والإعلام التي لاتزال بعيدة كل البعد عن أدوارها الفاعلة أمام ما نراه اليوم من البعض وليس من الكل .
- أكثر من مرة طالبت بأن تكون هناك صرامة مسؤولة تجاه ما يحدث في وسائل التواصل وبالتحديد تويتر، حيث إن من نراهم في ثوب الإعلامي تحولوا إلى افتعال الهمجية والاتهام والقذف، لدرجة أن بعضهم بات يرمي في قناة المسؤولين عن هذا المجال بأشياء هي أبعد ما تكون عن الانتقاد، وبرغم جرم ما فعلوه لم نجد من يحاسبهم بل رأينا من يسارع على استقطابهم في القنوات والصحف والبرامج وكأن هذه الوسائل تكافئهم وتجعل من عباراتهم (السوقية) قيمة غالية الثمن لها ولكل من يتابعها .
- باختصار ضبط المجال الرياضي يبدأ بضبط الإعلام (المتهور) ومن ضبط تطبيق اللوائح واختيار أهل المسؤولية والحكمة، أما نقيض كل ذلك فيعني المزيد من الألم والمزيد من المأساة.. وسلامتكم.