علي الزهراني
الأهلي يأكل الطعم
2016-02-18

ما إن يتعادل الأهلي حتى وتتكالب عليه الأصوات من كل حدب وصوب، بعضها بلسان المحب، أما بعضها الآخر فلسانها الحاد تجاه اللاعب والمدرب تحديداً له غاية وغايته التأثير على وضع الفريق حتى يتعثر ويخفق ويتلاشى حلم تفوقه.
ـ سنوات والأهلي يأكل الطعم، فالغضب في أركانه يطغى على الهدوء والمدرج الذي يحمل عشاقه سرعان ما يهتم بتلك الأصوات ويسير معها في الاتجاه ذاته فتصبح علة الفريق بأكمله (علتين) علة القريب مع علة البعيد.
ـ في آخر جولة خسر الهلال من التعاون لكن التركيز ذهب إلى حيث تعادل الأهلي، البعض تناسى الأولى وركز بجل الاهتمام على الثانية والمؤسف أن البعض من الأهلاويين انجرفوا خلف محاولات (الخبث) الإعلامي التي تستهدف زرع الأشواك في الطريق حتى لا يكمل الفريق الأهلاوي مسيرته.
ـ حالة كهذه ألفناها منذ زمن والغرابة لا تكمن في أن تلك البرامج أو الأقلام التي تنثر مدادها بعاطفة الانتماء لأنديتها المفضلة بل الغرابة تكمن في أغلبية من عشاق الأهلي حيث طاروا في عجة ما يحاك ضد فريقهم إلى أن أصبحوا معاول للهدم لا عوناً على ما يبني لعشقهم واحة للاستقرار أولاً ثم الدوري ثانياً فهم غاضبون تم جذبهم باحترافية إعلامية مبطنة دون أن يشعروا بحقيقة أن ما يثار حول التعادل مع النصر له غاية والغاية أن تصبح كل الأوراق مبعثرة والأهلي لا يقوى على الحراك.
ـ أتألم حين أرى الغضب العارم يجتاح كل مساحة يقطنها أهلاوي ويزداد الألم عندما أرى ملاحقة هؤلاء الذين يهيمون في الأهلي حباً وعشقاً يتسابقون على ما يتم حبكه ضد فريقهم، ذلك أنهم أي المغالين بحدة الغضب شركاء في كل أزمة أو إخفاق يتعرض له الأهلي.
ـ الخصم يلملم أوراقه والأهلاويون يبعثرون أوراقهم وما بين الحالتين وجب التذكير بأن وقفة المدرجات مع تيسير ورفاقه هي قرار حاسم إما أن يتم اعتماده ليكملوا طريقهم صوب المنصات وإما أن يتجاهلوه فتتعثر أقدامهم بفعل أقرب الأقربين لهم.
ـ هنا الخيار للأهلاويين وعليهم اتخاذ ما يناسبهم، إن أرادوا الفرح بالألقاب عليهم دعم فريقهم وتحفيزه وإن أرادوا المضي قدماً نحو عثرة الماضي فعليهم أن يواصلوا الشراكة مع من يثير فيهم الغضب.
ـ عليهم أن يختاروا كما على إدارة الفريق التي لا حس لها ولا خبر أن تستوعب اللعبة وتفيق من سباتها قبل أن تطير الطيور بأرزقها وسلامتكم.