علي الزهراني
(بورصة المحترفين)
2016-01-10
تهاوت أسعار النفط وما كان بالأمس القريب يلامس حاجز المائة دولار ها هو اليوم يلامس حاجز العشرينات.
ـ الأسهم، السندات، المتاجرة بالعملات كل هذه وتلك تأثرت من وقع المتغيرات التي طرأت على النفط وأسواقه وبما أن الكل تأثر فمن الطبيعي أن يكون ذلك شاملاً بورصة المحترفين واللاعب المحترف مهما كانت موهبته إلا أن عملية تقييمه المالي يندرج تحت هذه المتغيرات والتحولات الاقتصادية لا أن تصبح هذه البورصة تغرد خارج السرب دون أن تجد من الأندية وصناع القرار فيها وقفة صائبة تساير الواقع ولا تخالفه.
ـ فاللاعب الذي كان يتقاضى عشرات الملايين بجرة قلم يجب أن يعي بأن عملية تجديد عقده تنسجم مع الواقع الاقتصادي والمالي العالمي فالأثر والتأثير شامل وليس فيه نوع من الاستثناء ولو كانت هناك استثناءات فيما يحدث للنفط اليوم لرأيناه في أمريكا والصين وغيرهما من تلك البلدان الكبيرة والمؤثرة في العملية الاقتصادية العالمية.
ـ قد يتمرد اللاعب أي لاعب على هذا الواقع وهذا من حقه لكن ذلك يجب أن يكون معلوماً لدى الأندية التي حان الوقت لها كي تقوم بعمليات إصلاح مالي يقنن المصروفات ويقلص من تأثيرات المبالغة في صرفها ولا سيما أن هذه الأندية قد دخلت فعلياً في نطاق الخطر المالي وبدأت الأقنعة تتكشف عن خزائنها المثقلة بالمديونيات.
ـ اربطوا الأحزمة حتى لا تستفيق أعينكم على كارثة مالية جراء المبالغة في تقييم لاعب كرة القدم وبقيمة تتجاوز ما تستحقه موهبته فالتجارب أثبتت أن الأغلبية في الأندية يتقاضون الكثير من الملايين ولو قيست هذه القيمة بقيمة ما يقدمونه على ميادين كرة القدم لوجدنا أن كبار هذه الأندية والداعمين لها يمثلون النقطة السلبية لمستقبل كرتنا ونجومها والسبب في مبالغاتهم غير المبررة في تحديد السقف الأعلى وما قد يتم دفعه من تحت الطاولة دون أي اعتبار للمراكز المالية ومداخيل الأندية التي هي في الأصل أقل مما يتصوره أبسط عضو في قائمتها.
ـ بالطبع لست على خلاف مع اللاعب السعودي المحترف بل إنني أتمنى لها التوفيق والرزق الوفير لكن قراءاتي للمشهد المالي والاحترافي في ظل تفاقم الأزمة النفطية وانخفاض الأسعار يجعلني أشير إلى أهمية تعاطي الواقع والمتغير بنوع من العلمية في اتخاذ القرار أما القفز على مثل هذه الأمور المؤثرة في تركيبة الاقتصاد العالمي التي تعاني منه الدول فذلك دليل القصور في الفهم وإذا ما قررت الأندية المكابرة على ذلك ورضخت للمبالغة في مطالب اللاعبين المحترفين فالضحية هي خزائنها وهذا بالتأكيد مالا نتمناه وسلامتكم.