علي الزهراني
فروسية الكبار
2015-12-26
فاز الهلال وخسر النصر وانتصرت الروح الرياضية.
ـ عنوان اختزل الكثير وفتح لنا مساحة مختلفة للتنافس وأثبت لنا روعة كبار العملاقين الكبيرين الهلال والنصر الذين برهنوا في أعقاب نهاية الديربي أن كرة القدم (فروسية) وشهامة وأخلاق عالية وما تلك الصورة التي أبرزت عناق الإدارتين والنجوم إلا رسالة حية لكل من يحاول أن يخرج التنافس الرياضي عن سياقه الصحيح.
ـ بعض المحتقنين بداء التعصب قد لا يعجبهم مثل ذاك المشهد، أما نحن وكل من يحمل الفهم السليم لمعاني الرياضة وكرة القدم فهو في المقابل يحتفي بهكذا رقي، فهذه اللعبة المجنونة مهما كانت مثيرة في أحداثها ونزالاتها وغاياتها إلا أنها مجرد لعبة لا تصل حد العداء والتصادم والاحتقان وبالتالي فإن ما فعلته إدارة النصر وإدارة الهلال مع نجوم الفريقين يعد تحولاً إيجابياً في رسم خارطة الإخاء الحضاري بين من يهتم بكرة القدم ونزالاتها.
ـ قد نطالب الإعلام بأن يكون مهتماً بثقافة الوعي الجماهيري وقد نذهب إلى حيث الرغبة في اعتماد البرامج والمحاضرات المكثفة التي تستعرض مخاطر التعب والمتعصبين لكن ذلك لن يصل في أهميته رؤساء الأندية وإداراتها ونجومها كون هؤلاء هم الحلقة الأقوى في هذا الجانب وإذا ما تكررت تلك الصورة وبرزت مضامين ذاك المشهد الجميل الذي تجلى في ديربي الهلال والنصر فإن التعصب سيتلاشى تدريجياً وسنجد في قادم الأيام مدرجات تستوعب من الرسالة وتعمل لتنقية الأجواء، تستمتع بكرة القدم، تفرح لمن ينتصر وتواسي من يخسر ويكون المانشيت العريض (الروح الرياضية تهزم المتعصبين).
ـ برافو لهؤلاء الذين قفزوا عن ثقافة الاحتقان الرياضي وقدموا لنا النموذج الحضاري، أقول برافو لهؤلاء والأمل في أن نرى صورة مكررة من ذلك تحضر بوضوح في ديربي الأهلي والاتحاد فالكل ولا سيما في هذه المرحلة يجب أن يضطلع بدوره المسؤول ويكون عضواً بارزاً في قائمة المحاربين للتعصب.
ـ انتصار الأهلي على القادسية وفوز الهلال على النصر ساهما في إثارة الدوري.
ـ هذه الاستمرارية بين المتصدر ووصيفة تجعل الأنظار تترقب الجولات المقبلة لما فيها من القوة والندية.
ـ مهند عسيري كعادته يمتلك (رأس الحسم) ويثبت في كل نزال يخوضه الأهلي أنه الرهان الرابح.
ـ الأهلي كتيبة متطورة تجيد فنون المواجهة تباغت الخصم ولا تهابه.. تعشق الفوز ولا تقبل الهزيمة.
ـ حتى في خضم استمرارية أخطاء التحكيم يظل الأهلي صامداً وقوياً حاله حال الفرق الكبرى التي تحمل من المواصفات ما يمكنها من انتزاع النصر في أجزاء من الثانية.
ـ بالتوفيق لكتيبة جروس وبالتوفيق لدورينا الذي بدأ يقدم أروع صور التشويق في نزالاته وسلامتكم.