علي الزهراني
منتخب المستقبل
2015-09-13
بين الماضي والحاضر لانزال نبحث عن الوسائل التي تعيد الكرة السعودية إلى سابق عهدها .. غيرنا المدربين والإداريين والنتيجة تأتي على غرار أختها مجرد تغييرات هامشية تؤول إلى المزيد من الوهن .
- بالطبع لن نستبق الأحداث لنحكم على مرحلة اليوم لكننا في ذات السياق نلحظ أن المنتخب يحتاج الكثير من العمل حتى يصبح بالنسبة لنا مقنعا في مستوياته ومقنعا في نتائجه والحاجة قد لا تكون مرهونة بخطة المدرب بقدر ما تكون مرهونة بمخرجات الوضع الرياضي العام الذي نراه السبب المباشر والرئيس في حصيلة غياب المنتخبات الوطنية عن مكانتها المعروفة .
- فالمنتخب هو النتاج الفعلي للأندية والمسابقات والنظام الاحترافي وإذا ما كان العمل في دائرة هذه الأجزاء متينا وقويا وصحيحا فمن الطبيعي أن نجد الانعكسات إيجابية في أي مشاركة وفي أي حدث يكون للأخضر السعودي تواجد فيه كما هو العكس من ذلك فمتى ما كان الوهن والضعف والعشوائية هي السائد في القرار والمنهج والتوجه فلا يمكن لنا رؤية القوة ولا رؤية النتائج المقنعة ولا رؤية المستويات التي تبهر كل محب وعاشق لهذه الكرة الخضراء التي كان لها تميز في الزمن الجميل وسواد قائم في زمن الحاضر التي تعيشه .
- سئمنا من هذا الوضع الرياضي بعموميته ولعل أكبر دليل يؤكد لنا ذلك هو أن الكل وليس البعض باتوا يركزون على الأندية بالدرجة التي تفوق الاهتمام والتركيز بالمنتخب والمشاركة فيه فأغلبية اللاعبين يشاركون مع المنتخب منذ سنوات من باب (تأدية الواجب) بمعنى أنهم يشاركون ويتأهبون ويحاولون ويجتهدون لكن عقلياتهم وأفكارهم لا تختلف عن عقليات المشجع المتعصب فالكل همه النادي المفضل أما المنتخب فيأتي تاليا وهذه للأسف ثقافة رياضية نحن جميعا نتحمل السبب في ترسيخها.
- علينا ونحن نتعايش مع لحظة مشاركة الأخضر السعودي في تصفياته المزدوجة أن نفكر في الطريقة التي نصحح بها المفاهيم الخاطئة التي ترتكز مقوماتها على الأندية ونفكر في صياغة العمل المنظم والنهج القويم والدعم المتعقل حتى نخرج من سوداوية النظرة إلى بياضها وهذا بكل تأكيد لن يتحقق إلا حين نعقد العزم جميعا على ضرورة التصدي لأفكارنا القديمة البالية وتعويضها بأفكار احترافية وحضارية يكون المنتخب الوطني في طياتها هو الأساس وهو الركيزة .
- منتخبات كثر أضحت هي الأفضل وبعد أن كانت تخسر من الأخضر السعودي بالستة والسبعة والدرزن هاهي اليوم تتفوق عليه أما لماذا فليس الإجابة في أنهم الأفضل بل لكون أفكارنا (جادة) وجل هذه الأفكار ينصب في كيف نتعصب للاعب النادي على حساب لاعب المنتخب وكيف لمسؤولية القرار في أن ترضي أصحاب النفوذ في الأندية على حساب تلبية قانونية الاحتراف وحضارية العمل.
- توقفوا قليلا عن تكرار ما آلت إليه وسائل التعصب وضعف المسؤولية وعندها ستصلون إلى زاوية التفوق والنجاح، وكلنا بلا أدنى شك نحن وهؤلاء الذين نتحمل تبعات ما يحدث لرياضتنا من الضعف والوهن والضياع .. وسلامتكم.