علي الزهراني
ثقافة الإقصاء
2015-04-28
حين يصبح المشجع البسيط أكثر وعياً من بعض (كهول) الصحافة والإعلام وعندما يتسم اللاعب الناشئ بالفكر الناضج في سلوكه وتصريحاته بالدرجة التي يتفوق فيها على بعض الإداريين ورؤساء الأندية فهذه من المدلولات التي تقودنا إلى معرفة سر الإنفلات المزمن في مجال الرياضة.
ـ زمن مضى وآخر قد يأتي وقضيتنا مع التعصب لم تجد من يحلها والسبب ليس في عاطفة الميول بل السبب يكمن دائما في ثقافة الإقصاء التي أضحت هي السائد المألوف فيما يحيد بلعبة كرة القدم، فالكل يمارس ثقافة الإقصاء، مرة نجد من يصر على الخطأ وأخرى نلحظ من يبرر لمساحته وثالثة الأثافي نتفق على أن قبول الرأي والرأي الآخر بات من المعجزات.
ـ مشكلتنا في هذا المجال الصاخب أننا نكرر سلبيات أفعالنا بما هو أكثر فداحة منها حتى أن هذا التماهي مع زلة اللسان ومفردة القلم تحولت لتكون المرفوض الذي ألفناه وقبلناه وبتنا نصدره لأجيالنا الناشئة دون أي مسؤولية لا من أفكارنا ولا من أدبيات هذه المهنة التي ننتمي إليها، وأزمتنا ليست في اختلاف الميول بل في أن الكل يبحث عن الشهرة والشهرة التي أعنيها هي تلك التي يخرج بها ضيف هنا وآخر هناك ليتجاوز حتى الخطوط الحمراء وبالتالي يصبح هذا التجاوز على كل لسان وبالتالي اختصر الطريق ووصل إلى حيث يريد.
ـ اليوم وبعد أن تفاقمت المعاناة وأدخلنا الرياضة في نفق التعنصر والعنصرية والشتيمة والقذف فلابد وأن نبدأ سوياً في ضبط أفكارنا بما ينسجم والمصلحة العامة على أن نرى في مقابل ذلك حضورا للقانون الرادع الذي يسهم في صناعة الوعي المطلوب إلى أن يعيدنا إلى بناء ثقافة رياضية نحترم فيها كل رأي ونلغي من خلاله تلك الإقصائية الفجة التي هزمت فينا كل شيء جميل.
ـ بالطبع هناك الكثير الكثير من الكوارث التي حلت على أجيالنا تحت مفهوم حرية الرأي في الرياضة لن أفتح ملفاتها الكبيرة لكنني أتمنى هذه المرة أن يكون لدينا القدرة الكافية على تعديل المسار ومعالجته حتى نضمن التعايش مع مستقبل رياضي يسوده الوعي والاحترام، فهذه سهلة ولن تكون من الصعاب لكن هل نتفق على أن نبدأ؟
ـ سؤال كهذا يجب أن نكرره ألف مرة حتى يصبح الجواب له مشروعا لبناء رياضة خالية من التعنصر والشتيمة والإقصائية.. وسلامتكم.