ـ حاولت وكررت المحاولة مرة ومرتين وثلاث علني أجد في تلك الحقبة الزمنية التي قضاها الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد ما يمكن الاستناد عليه كحالة ( تجاوز ) تخل بالمنافسة الشريفة فلم أجد أكثر من ( الرقي ) .
ـ نتفق وربما نختلف على بعض الأخطاء الإدارية في الهلال لكننا نتفق بالإجماع على أن هذا الرائع كان النموذج الأمثل لكل قيمة إنسانية ورياضية ومسؤولة .
ـ فاز الهلال معه وخسر معه لكنه لم ينحز لصيغة ( النفوذ ) لكي ( يهدد ) هنا و ( يتوعد ) هناك بقدر ما كان الإنحياز في فكره الخلاق لإيصال لغته المهذبة لتكون منطلقا للارتقاء بالعقلية الرياضية .
ـ أدرك بأن للأمير عبدالرحمن بن مساعد من القدرة على استغلال الخارج عن المألوف الشيء الكثير لكنه لم يفعل أما لماذا فلكونه الاسم الذي ارتبط حبا بقلوب الناس قبل أن يصل لهذا المجال فثقافته وحكمته ووعيه ثوابت راسخة تعلمناها في كل شطر لقصيدة انثالت من لسانه كما تعلمناها في كل موقف صعب ( خذل ) فيه و ( هوجم ) فيه و ( ظلم ) فيه لكنها أي تلك الثوابت ظلت صامدة كالجبال لا تهتز .
ـ خسرت الرياضة رجلا حكيما بذل فيها الكثير وأسس لها الكثير ولعل تلك المبادرات الإنسانية التي فعل أدوار الهلال تجاهها للمرضى والمعاقين وشهداء الواجب لهي الدليل على تنوع الفكر وتميزه وعلى نظرته الثاقبة التي أسست لنا مفهوما خاصا عن كيف تكون المنافسة وعن كيف يجب التعاطي مع نتائجها .
ـ الأمير عبدالرحمن خسر الكثير بفعل التحكيم لكنه برغم مرارة الخسارة لم يخسر أخلاقه .
ـ وهكذا هي الصورة الجميلة التي عرف بها فالكبير كبير.
ـ أما على صعيد الإنجازات فتلك البطولات السبع كانت وثيقة إنصاف قدمته على أنه الأفضل من بين البقية ولولا عوامل خارجه عن ( إرادة المنطق ) لتضاعف هذا الرقم ، أقول لولا تلك العوامل جازما بأن ما طاله في البطولة الآسيوية تحديدا لهو البرهان على كامل الحقيقة .
ـ شكرا نقولها من منبر الحيادية لعبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز هذا الرمز الكبير الذي قدم الكثير لرياضة وطنه من خلال الهلال وشكرا نقولها نيابة عن كل من رسم في مخيلته الصورة الناصعة عن شاعر ورياضي ومثقف وأمير غادر منصبه وظل وسيظل في قلوب تعشقه .
ـ كلمة إنصاف أنثر حروفها وكلمة حق أدونها ومحبة في عقول الناس رسموها عن شخصية قيادية شامخة مهما اختلف البعض عليها إلا أنها ستبقى خالدة في سجلات التاريخ الرياضي تحديدا ولن تنسى وسلامتكم..
