ـ مسألة أن يخسر المنتخب في حدث هنا ومناسبة هناك دون أن نرى تفاعلا مسؤولا تجاه الخسارة تعد مسألة مرفوضة على اعتبار أن الصمت عنها وتمريرها يشكل نقطة خلل تعمق الجراح وتضاعف من حجم الإحباط وترسم في واقع هذا الأخضر صورة أخرى غير تلك التي عرف بها.
ـ خرجنا من كأس الخليج واتبعناها بخسارة أخرى عنوانها كأس الأمم الآسيوية فيما ردة فعل (المسؤول) لاتزال صامتة وباردة وإن قلت ضعيفة ففي معطيات المشهد الذي نراه ماثلا أمامنا ما يشير إلى أن هذا المسؤول في اتحاد الكرة مجرد (كرسي).
ـ اليوم واليوم بالتحديد لابد أن نتعايش مع حراك حقيقي يأتي إلينا بما يحقق غاية انتشال كرتنا ومنتخبنا من حالة الوهن التي وصل إليها، حراك يستهدف البحث في مسببات الوضع المتأزم في النتائج والمستويات وفي طبيعة هذا الاحتراف الذي لم نخرج منه بعد بما يتوازى مع تلك الملايين بل المليارات التي ضخت من أجله خلال عقدين من الزمان.
ـ هذه وتلك متطلبات مرحلة تحتاج من المسؤولين الحاليين في اتحاد الكرة توفيرها أما انتهاج الصمت والتركيز على (كبسلة) الأخطاء الناتجة من دوائر مسؤولياتهم فهذه طريقة لايمكن لها أن تجد القبول لامن الإعلام ولامن شرائح الرياضيين بكافة مشاربهم.
ـ علينا ولكي نبني منتخبا قويا قادرا على المنافسة أن نبدأ في فتح ملفات السنوات والمراحل الماضية حتى نعي ونعرف لماذا برز الخلل ولماذا تفاقم؟
ـ فهذا في تصوري يمثل الباب الأول الذي حان فتحه على أن نجد في المقابل تفهما وتنسيقا نوعيا بين من يعملون في اتحاد الكرة وبين من يعملون في الأندية كون ذلك هو السبيل الأوحد الذي من شأنه الإسهام في تعديل المسار من خانة العشوائية إلى خانة الاحترافية.
ـ منتخبنا خسر الكثير وتشوهت صورة التاريخ المجيد التي كان يحملها وطالما أنه وصل إلى هذه الدرجة من الوهن والضعف فالضرورة هنا تحتم علينا المطالبة بمحاسبة كل المقصرين أولا على أن تأتي الضرورة الأخرى في صيغة الإحلال أعني إحلال الإدارة الجيدة والفاعلة لتحل محل تلك المترهلة والضعيفة.. وسلامتكم.