علي الزهراني
تكريم الأخلاق
2015-01-19

ـ حين قرر الهلال الاحتفاء باللاعب عبداللطيف الغنام فهو بذلك قرر أن يحتفي ويكرم (الأخلاق).

ـ الغنام قد لا يكون ( حريفا ) في اللعبة التي ينتمي لها لكنه (عملاق) في الأهم (عملاق) في الأدب والرقي والخلق الرفيع الذي تفرد به طيلة مشواره مع كرة القدم فنال به الحب والإعجاب والثناء.

ـ كم من الأسماء التي نثرت كل شيء في ميادين هذه المجنونة وعندما توقف بهم الركض توقف الاهتمام والسبب أنها حضرت بمهارة اللاعب وغابت بأخلاق الإنسان.

ـ بالأمس الأول رأيت المشهد جميلا.. رأيت مجمعا على عبداللطيف الغنام.. على مثاليته.. انضباطيته.. سلوكه.. أدبه.. أخلاقه ، فالكل اتفق عليه، اتفق عليه النصراوي والأهلاوي والاتحادي والشبابي ولن أقول اتفق عليه الهلاليون لكون هؤلاء يجيدون بالفعل معرفة من يستحق أن يكرم ومن سيتحق أن يبقى بين تاريخ كيانهم بياضا ناصعا يحمل كل تلك المعاني الحضارية والأخلاقية.

ـ كرة القدم ليست مهارة واللاعب مهما كانت موهبته ونجوميته إلا أنه سيبقى خارج نطاق الاتفاق عليه والقبول به إذا لم يحسن في دمج مهارته ونجوميته بمهارة أخلاقه وسلوكه ففي الأولى هنالك كثر أما في الثانية فمن هم من صنف عبداللطيف الغنام هم (القلة) التي يجب أن نهتم بها وندعمها لأنها الأساس الأجمل الذي يعكس مباديء الأخلاق ونقاء القلب وصفاء السريرة وحسن السلوك الرياضي والاجتماعي في مياديننا الرياضية.

ـ بالتوفيق للغنام في مشواره القادم والشكر هنا كذلك يجب أن يصل إلى إدارة الهلال ممثلة في الأمير عبدالرحمن بن مساعد التي بذلت الكثير لا سيما في تكريم مثل هؤلاء الرائعين حتى يكونوا قدوة حسنة للبقية وبالتحديد لجيل رياضة اليوم الذي يعيش بين كماشة العداء المقيت وبين فك التعصف المزمن.

ـ علينا أن نهتم كثيرا بكل من يرسخ الصورة المثالية لمباديء الأخلاق في مياديننا الرياضية.. نحفزه ونشجعه وإذا ما توقف به الركض سارعنا لتكريمه والاحتفاء بتاريخه لكون تاريخ الأخلاق هو الذي يجب أن يصان ويحفظ.

ـ خسر الهلال من المنشن الألماني برباعية لكن هذه الخسارة كشفت لنا عن مستقبل الزعيم ومستقبل قاعدته القوية.

ـ الهلال نازل أفضل فرق العالم وهو يفتقد لأغلب عناصره وبرغم ذلك قدم شوطا ثانيا فيه من الدلالات ما يكفيه فنيا وعناصريا وجماهيريا وحتى إداريا وسلامتكم..