ـ يتعاطى بعض المتعصبين الحديث حول كرة القدم والمنتمين لها بمفردة الشتم والإساءة دونما حسيب أو رقيب أو قانون يردع حالة الإنفلات التي حاصرت هذا المجال ولاتزال تحاصره.
ـ هذا التجاوز المشين لم يكن ليبقى لو أن جهات الاختصاص مارست دورها المسؤول، لكن المؤلم أن تلك الجهات ظلت غائبة ومغيبة عن رقابة المشهد الشتائمي الذي تضرر منه الكثير اليوم وربما سيتضرر منه الأكثر غدا.
ـ لم يعد أمر الشتم مقتصرا على ما يكتب في الصحف أو يقل في الفضاء بل تجاوزه إلى أن وصل نافذة (تويتر)، ليأتي السؤال الكبير: هل هذه النافذة غير قابلة لمن يهتم بمخرجاتها المسيئة؟ وهل هي بالفعل خارج نطاق الرقابة والقانون والعقاب ؟
ـ بالأمس أحد (المنفلتين) وصم الهلال السعودي بالنادي الليلي، في تجاوزات سافرة ومقززة، فهل يعقل أن تمرر مثل هذه العبارات المشينة دونما عقاب يطال صاحبها ؟
ـ المحزن أن تعداد هؤلاء المتعصبين الذين رسخوا بيننا العداء لفظا وأسلوبا ومفردة يتفاقم يوما بعد الآخر، وإذا ما حاولنا البحث عن دور القانون وأهميته وحضوره نجد الدور مغيبا والأهمية مفقودة والحضور ميتا، ومن هذا المنطلق استمر الوضع كما هو عليه، هذا يسيء وذاك يشتم والثالث بعدهما يتحول إلى (ناقم) على كل شيء يتعارض مع تعصبه ومع مفهومه الخاطيء للانتماء الرياضي.
ـ اليوم ونقولها بوضوح على وزير الثقافة والإعلام مسؤولية كبيرة، فهذه المعاناة المؤلمة في ذاك البرنامج الذي يؤسس التعصب ويصدره وفي تويتر تمثل أبرز التحديات أمامه، فهل نرى ما يجعلنا أكثر تفاؤلا برؤية المستقبل المثالي والحضارية الذي تنتفي بداخله كل تلك التجاوزات؟
ـ بالطبع نحن كرياضيين نتمنى أن نشاهد حراكا مسؤولا سريعا يقضي بروح القانون ونصه على كل تلك الحالات الشاذة التي شوهت الرياضة وأساءت للقائمين عليها. ويسهم في بناء مرحلة وعي مختلفة لا تقبل بأن يلوثها شاتم أو يتطاول على مضمونها متعصب يقدح بعباراته السوقية ويرمي بها كيف شاء.
ـ علينا جميعا ضرورة التعاون لمحاربة المرفوض الذي يسيء للرياضة.. الأندية.. الإعلام وحتى الجماهير بكافة مشاربها تمثل جزءاً مشروع القضاء على هذه الشوائب وكل من يمارسها أو يسعى لتأسيسها كثقافة بين أجيالنا..
وسلامتكم.