علي الزهراني
الأخلاق مهارة الكبار
2015-01-03

ـ تذكرت ماجد عبدالله وتوقفت طويلاً أمام مشوار تاريخه الحافل فخرجت وبين يدي ما يشير إلى أن أخلاق هذا الأسطورة كانت ولا تزال بمثابة العربون الذي قدمه ليكسب به محبة الناس وقبولهم.

ـ هذا النجم الكبير سيبقى حالة فردية يصعب تكرارها.. بدأ نجما واستمر نجما وترجل عن مهنته مع كرة القدم ولكن بسجل حافل.. حافل بالرقي ومثالية التعامل وبسمة الخلق الرفيع التي حضرت معه وغابت مع البقية.

ـ في كل مرة ننتقد نجماً على سوء تصرفه وتجاوزه فنذهب دون مقدمات إلى ماجد لكي نتذكر كيف كان وماذا فعل ولكي نعلم سر تلك الأخلاق التي أضحت جزءا من تركيبته في الحياة.

ـ بالأمس القريب أنتقدنا حسين عبدالغني واليوم ننتقد ناصر الشمراني وما بين ما دون بالأمس وبين ما يقال اليوم لابد للاعب (النجم) أن يدرك بأنه مهما بلغ من الموهبة والمهارة فلن يصل قلوب الناس إلا من خلال أخلاقه وحسن أدبه أما أن يبدع في الميدان ويغادر (لضرب) هذا و(يلعن) ذاك فالنتيجة ستقدمه لنا ولكن في إطار الهمجية وسوء الأخلاق.

ـ بالطبع نحن ندرك بأن اللاعب أي لاعب بشر يؤثر ويتأثر.. قد يصيب مرات وقد يخفق مرات لكن هذا الإدراك لا يلغي حقيقة أن قيمة اللاعب تختلف عن قيمة المشجع على إعتبار أن اللاعب (شخصية عامة) ومعروفة وبالتالي فعليها أي هذه الشخصية العامة المعروفة أن تتحمل تبعات ما تفرزه المدرجات، تسمع و(تطنش) وتتفرغ لتقديم مهارتها ونجوميتها وأخلاقها بالشكل الذي يجعلها في قلوب الناس وعلى طريقة ماجد عبدالله الذي كما أسلفت سيبقى هو الظاهرة الحية والمثال والنموذج الرائع الذي دمج موهبته برقي خلقه فنال من الحب والثناء والتقدير ما كان له سببا في أن يكون دائما في القلوب والعقول.

ـ ركزوا على بناء أخلاقكم قبل مهاراتكم يا نجوم كرة القدم وتعاملوا مع الذين يهتفون لكم في المدرجات بنوع من التسامح، تجاوزا كلمة البذاءة وقدموا لنا صورة مختلفة ترسخ حقيقة الوعي وحقيقة الأخلاق وحقيقة أنكم من خلال كرة القدم النماذج التي نفخر بها ونفاخر.

ـ ختاما أضحكني مغرد حين غرد قائلا.. ناصر الشمراني تعامل مع الحادثة بطريقة الذهاب والإياب.

ـ شتم الأسترالي في السعودية وشتم السعودي في أستراليا وفي الحالتين خسر ولم يكسب وسلامتكم..