علي الزهراني
الرقي خالد
2014-10-22

نختلف حول كرة القدم فسرعان ما يقودنا هذا الاختلاف إلى التجاوز.. فالبعض يستغله وسيلة لمعاداة المنافس والبعض الآخر يفرح بقدومه لكي يفرز ما في جعبته من ثقافة الشتم والسباب ويغادر ببطولته (الوهمية) التي دائما ما تجد لها رواجا في عقول هؤلاء المتعصبين الذين باتوا بالنسبة للرياضة داء وليس دواء.

ـ خرجت كرة القدم ومنافساتها من مفهوم الرقي إلى نقيضه، ففي واقعها اليوم أضحى التعصب والمتعصبين وهواة العدائية والشتم وقلة الأدب بمثابة الكفة التي تطغى، من يشتم في إعلامها بطل ومن يردح بأبشع عبارات القبح أستاذ وقدوة ونجم بارع تتهافت عليه البرامج لكونه (النموذج) المطلوب.

ـ لن أستشهد بما قيل بالأمس أو بما يقال اليوم بقدر ما أقف هنا مستشهدا بتجربة رياضية ثرية صاغها لنا رمز الأهلي وكبيره الأمير الواعي والحكيم خالد بن عبدالله فخرجت منها ومعي كثر بما كان كافياً لتغدية المدارك برقي الفعل والقول والتعامل.

ـ تجربة (خالدة) علمتنا كيف يكون الانتماء للأهلي مثلما علمتنا كيف يكون الرقي مع منافسيه.

ـ تجربة كانت ولا تزال هي الشاهد على رقي هذا البرنس الواعي الذي لم يجمع على محبته المجتمع الرياضي برمته لولم يجد في شخصيته ومثاليته أسبابا لهذا الحب.

ـ هكذا تعلمت وهكذا أيقنت بأن الدروس التي قدمها لنا خالد بن عبدالله تحتاج لم يذكر بها لا سيما في هذا التوقيت الذي نرى فيه الخروج عن نص الأخلاق واحترام المنافسين وقد بات شعارات يرفعها ضعاف النفوس من أجل إشباع رغبة العداء التي تشربوها إلى أن غدت الماء والغذاء.

ـ ليس من المقبول ولا من الموضوعية أن يصبح (الإعلامي) فخورا بشتيمته، نعم نحب وننتمي لكننا لا نقبل بأن نكون في قائمة من يبعثرون الجمال في الرياضة لمجرد أن هنالك (متهور) لا يقبل إلا أن تسيء لهذا وذاك وتجعل من كرة القدم رصاصة تصيب بها (أهل بيتك) وأركز هنا على ما بين الأقواس لقناعتي بأن في كل بيت أشقاء يشتركون في الدم ويختلفون في الانتماء الرياضي فهل يعقل أن نرسخ في أعماقهم ثقافة العدائية والشتيمة وقلة الأدب؟

ـ أسأل فقط أما الإجابة فهي متروكة أمام كل حكيم في الرياضة لعل وعسى أن يقدم ولو حتى عبارة رافضة يستوعبها المتجاوزون على الأخلاق فلربما كانت هي العلاج.

ـ ختاما.. هنالك متعصبون هم من باتوا يؤججون المدرجات كما هم من باتوا يرسخون في أذهان البقية مفاهيم الكراهية للأندية التي ينتمون إليها وهنا قمة المأساة..

وسلامتكم.