الإعلام الذي يتسم بالحياد والإنصاف والتنوير بات اليوم على الهامش، وإن قلت بات مشوهاً فهذا هو الصحيح الذي نتفق عليه، هذا يردح وذاك يتهم والثالث لا يزال (مندوباً) لفريقه المفضل لكن على طريقة المشجع المتعصب الذي يقطن عمق المدرجات.
قلتها سابقاً ولا زلت على قناعتي بأن إعلامنا الرياضي (مختطف) تديره أنامل المتعصبين الذين عبثوا بقمة هذه المهنة السامية دونما نجد من يقول لهم إلى هذا الحد وكفى.
لن أعمم هنا لكنني أنقل صورة سوداء عن إعلام تجرد من الحياد والموضوعية والإنصاف وتحول إلى دائرة (الغوغاء) والسبب تلك الفئة التي لم تعد ترى في كرة القدم سوى الكراهية والعداء.
في الماضي كان التعصب المرفوض محصوراً في المدرج أما في واقع اليوم فالوضع التغيير وأصبح نذير شؤم على الرياضة ومستقبلها طالما أن دخلاء الإعلام باتوا بمثابة (البضاعة) الأكثر رواجاً في الصحف والبرامج والفضائيات.
المتلقي يعيش أزمة مع ما يقرأ ويشاهد ويستمع فالحرية الإعلامية التي ارتفع سقفها أضحت معرية لكل من هب ودب والقاعدة الثابتة تقول إن كنت تريد (الشهرة) وبلوغ قمة مجد الجماهيرية فما عليك إلا أن تجعل من كلمات السطور رصاصاً والعبارات على اللسان ناراً وهكذا، فالرقيب (نائم) والحسيب في (غيبوبة).
نحزن ونحن نتعايش مع مثل تلك الأساليب التعصبية المقيتة ونتألم أكثر ونحن ندرك بأننا غير آبهين بمخاطرها على أجيالنا ودون أن يكون لنا القدرة على تصحيحها.
سؤال ولد بالأمس القريب وترعرع اليوم وسيكبر غداً وإذا لم نستوعب خطورته فلربما أخرج لنا ولرياضتنا إرثاً كبيراً من المعاناة.
كرة القدم والرياضة عموماً هي حضارة ورقي لكن القلة الدخيلة عليها حولتها صراع لفظي وسلوكي ممقوت فهل يعقل أن يتم تشويهها على أيادي هؤلاء دون تدخل؟
هنا ولكي أختصر وجب تذكير الرئيس العام لرعاية الشباب ووزير الثقافة والإعلام ومسؤولي تلك البرامج الرياضية الإسراع في وضع الحلول حتى لا يصبح الشتم بطولة والاتهام مجداً، أقول على هؤلاء ضرورة الإسراع في وضع الحلول وإن كنت كغيري على كامل الاعتقاد بأن شيئاً من هذا لن يحدث وسلامتكم..!!