فاز الأهلي في لقاء وتعادل في آخر فتحولت لغة لسان ومفردة القلم من خانة المديح إلى خانة الردح، ففي الأولى مديح وفي الثانية هجاء وما بين الحالتين لايزال المشهد المحيط بهذا الفريق العريق يكرر نفسه، فالأهلي علته في بيئته ومحيطه قبل أن تكون في خصمه وغريمه ومنافسه.
ـ نتفق على ما وقع فيه المدرب جروس ولاعبيه من أخطاء في نزال نجران لكن هذا الاتفاق لا يجب أن يكون ذريعة لإبراز الساقط من القول بحق الفريق ولاعبيه، فالمهمة في بدايتها وبالتالي ليس من المنطق ولا من العدل أن نتناسى الحظ العاثر الذي ساير الأهلي في تلك المباراة ونتجه مع هؤلاء (الغاضبين) إلى زعزعة الاستقرار ومعالجة الخطأ بالخطأ هكذا لمجرد أن كل صاحب صوت صاخب يريد أن يقول (أنا البطل).
ـ في الموسم الماضي فاز النصر في مباراة وتعادل في الثانية لكنه في نهاية المطاف حاز على الدوري فلماذا لا يستوعب بعض الأحبة في الأهلي من هذا الدرس النصراوي البليغ في قيمته والبليغ في معناه؟
ـ يملك الأهلي كل أدوات التفوق الفنية فهو يمتلك قائمة زاخرة بالنجوم وإذا ما تعادل مع نجران فهو قادر على أن يكسب الهلال وبقية الفرق التي تنافسه ولكن شريطة أن أرى بيئة واعية تحيطه تنظر بنظرة العقل لا بنظرة الغضب والعاطفة كون الغضب لا يجلب الحلول ولكون العاطفة لا تصنع النجاح.
ـ أكثر من فرصة كانت سانحة لإعلان تفوق الأهلي على نجران لكن الحظ وقف حائلا أمام لاعبيه، أقول الحظ ليس من باب العزف على التبريرات التي تجرد الإدارة والمدرب واللاعبين من أخطائهم بل من باب توضيح الحقيقة أمام الانفعاليين الذين تتبدل قناعاتهم من لقاء الى لقاء، مرة يجعلون الأهلي في عنان السماء وتارة يجعلونه في أسفل السافلين، وكل ذلك من أجل تأكيد أهلاويتهم وكأن الإنتماء للأهلي لا يتم إلا من خلال مثل هذه القسوة والعبارات الخارجة عن الصواب.
ـ بعقلانية أقول لا للانفعال .. لا للغضب .. لا للقسوة فالأهلي لايزال في منعطف الطريق الأول ولديه القدرة على تعويض نقطي نجران بأضعافها المهم أولا هو الدعم والمساندة فهؤلاء اللاعبون الذين يمثلونه اليوم في أمس الحاجة لمن يغرس في نفوسهم الثقة والحماس لا لمن يقتلها في مهدها.
ـ أما عن جروس فعليه أن يستوعب جيدا من أخطاء نجران لا سيما في الجانب المتعلق بتوظيف اللاعبين والعودة الى المنطق الصحيح هو الاستفادة من سلمان المؤشر بديلا عن السوادي فهذا الأخير لا يمكن أن يصبح ورقة رابحة للفريق بقدرما يصبح عبئاً عليه... وسلامتكم.