علي الزهراني
كذبة التاريخ والأسماء
2014-07-17

لا يمكن لمحلل أو ناقد أو مختص بشؤون كرة القدم أن يلغي أهمية التاريخ أو يقفز عليه، كما لا يمكن لمهتم بقراءة جوانب هذه المجنونة أن يختزل كل شيء في الاسم الذي يركلها داخل الميدان أو في لونه أو في جنسيته أو حتى خبرته على اعتبار أن هنالك أشياء أخرى هي من تحدد الفوز والتفوق كما هي من يمكن لها أن تصنع حدود الفوارق في المستويات والنتائج وحصيلة المنجز.

ـ من المؤكد أن التاريخ والخبرة وموهبة اللاعب وطبيعة الاحتراف مهمة لكن هذه الأهمية لا تعني بالضرورة تحجيم الطرف الأضعف وكبح جماحه، ففي لعبة كرة القدم (العبرة) بمدى ما تفرزه الأقدام وليس بمدى ما تفرزه الأوراق.

ـ هذه هي البرازيل صاحبة الرقم الأكبر من حيث الفوز بكأس العالم تخسر من الألمان بالسبعة في وقت لم تستطع فيه حاملة اللقب أن تتجاوز الجزائر إلا (بشق الأنفس) وبعد معاناة وقس الحال كذلك على ما فعلته كوستاريكا التي برغم ضعف الاحتراف والتاريخ والأسماء لكرتها إلا أنها نجحت في أن تقول كلمتها بقوة الإرادة والتصميم والتحدي والثقة بالنفس وهذه المقومات جميعا هي التي تحدد المواقع في ميادين كرة القدم وفي عمق منصاتها.

ـ ما أعنيه هنا أن اللعبة لعبة (حرب) جماعية تستمر طيلة التسعين دقيقة ومن يمتلك هذا النهج ويؤمن بأهميته ويجعله نبراساً يضيء طريقه فمهما كانت الظروف ومهما كانت الصعاب ومهما كانت قوة الخصوم هو من خلال ذلك سيتفوق وسينال الاعجاب حتى وإن خسر.

ـ في مونديال أمريكا عام 1994م كانت المشاركة الأولى لمنتخبنا الوطني.. حضرنا بجماعية الروح والحماس والإصرار والقتالية العالية داخل الميدان فجاءت النتائج مشرفة أدهشت كل العالم قبل أن تدهشنا نحن المتيمين حباً وعشقاً بالأخضر ولاعبيه.. أحرجنا هولندا وكسبنا بلجيكا والمغرب وتأهلنا لدور الستة عشر بروعة الأداء وبجمالية الثقة بقوة الإصرار.

ـ هنا أختصر المقدمة بمقولة تهم اللاعب السعودي اليوم ألا وهي بناء ثقته بموازاة بنائه لموهبته ومتى ما نجح اللاعب أو بالأحرى متى ما نجحنا في (ترسيخ) مثل هكذا ثقافة في أنديتنا وفي إعلامنا فمن البديهي أن يأتي القادم مشابهاً لما قدمناه في مونديال أمريكا 94 ومماثلا لما ظهرت به كوستاريكا والجزائر مؤخرا في البرازيل، فكرة القدم ليست تاريخ وليست مهارة لاعب وليست).

ـ أين الأهلي من ملف الرعاية؟

ـ ها هو الهلال بدأ في إعلان عقود الرعاة وهذا هو النصر في حين لم نجد تحركاً مماثلا في البقية لاسيما الأهلي الذي يمتلك قوة الجماهيرية وقوة المقومات التي تشجع بل تغري الشركات الكبيرة على الاستثمار فيه.

ـ عموماً.. أتمنى أن يتحول الصمت الإداري الأهلاوي إلى قرارات وأخبار تسعد جماهيره.. أقول أتمنى ولم أقل غيرها.. وسلامتكم.