علي الزهراني
رياضة العرب كسياساتهم
2014-06-02

لا يختلف الوضع في ميادين كرة القدم العربية عن الوضع في منهج سياساتهم وهن وضعف وقلة حيلة.

ـ هاهو مونديال البرازيل أوشك على الانطلاق دونما نجد بين المتحفزين لخوض غماره سوى الجزائر، أما بقية العرب فالنتيجة على حالها الكل نائم في سبات ضعفه وتخبطه وعشوائية عمله.

ـ لماذا غابت الرياضة العربية وتحديدا كرة القدم فيها عن اللحاق بركب التطور والفاعلية والإنتاج .. هل السبب في ندرة المواهب التي تجديد (ركل) هذا الجلد المنفوخ بالطريقة الصحيحة أم أن الخلل يتجاوز ندرة المواهب فيشمل التخطيط والتنظيم والعقلية التي تفكر وتبتكر وتنفذ؟

ـ أسئلة يطرحها البعض من باب (التسلية) والبعض الآخر من باب (السخرية)، أما البعض الثالث فهو على طول الخط يتفق معي بأن معضلة العرب كل العرب في مخرجات عقولهم تلك العقول التي باتت قاصرة عن صناعة المفيد وإذا ما قلت مع هؤلاء عقلية العرب (بليدة) فكرة القدم التي غابت عن مونديال البرازيل ليست سوى الامتداد الطبيعي لبقية مجالاتهم التي يحيط بها الكثير من الإحباط.

ـ لن أستشهد بمنتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية لكي لا أسمع من يقول هؤلاء سبقونا فعلا وعملا وإنتاجاً وخبرة لهذا سأركز على تلك المنتخبات الأفريقية التي لا تملك ما يملكه العرب من النفط والمال لكنها تفوقت وتميزت، فالعبرة ليست فيما تملك بل العبرة فيما تفكر وتخطط وتعمل، وهذه الأخيرة ستبقى برهاناً ودليلا شاهدا على قصور ما يحدث للكرة العربية التي لاتزال في محيط البحث عن المخارج دونما تجد الحلول فالعرب براعتهم في ملاحقة إبداع ميسي وكرستيانو رونالدو وروبن مثلما سبق وأن لاحقوا بيليه وزيكو ومارادونا والنتيجة مجدر مضيعة وقت لا هم تعلموا ولا هم استفادوا بقدر ما ظلوا على ذات الحال إخفاق يتبع الإخفاق.

ـ عموماً متعة كرة القدم وروعتها وجمالها تحتم علينا هذه المرة القفز على ما يدور في مياديننا والاتجاه إلى حيث ما ستشهده الأراضي البرازيلية من إبداع تلك الأقدام الموهوبة .. نقفز حيث هناك لكي نصبح سعداء جدا بكرة القدم الحقيقية ونزالاتها القوية وإثارتها الرائعة التي مهما تعالت فيها المنافسة إلا أنها كالعادة ستفرز روحاً رياضية خلاقة طالما افتقدناها كثيرا .. افتقدناها في الميدان وافتقدناها في المدرج وافتقدناها في لغة الخطاب.

ـ البرازيل .. ألمانيا مع حامل اللقب أسبانيا .. هذه المنتخبات تأتي في قائمة الأبرز للفوز بكأس العالم، أما في المرتبة الثانية فتأتي الأرجنتين وهولندا وبلجيكا في المرتبة الثانية.

ـ هكذا يتفق الخبراء وهكذا يراهن أصحاب التوقعات المبكرة، أما واقع هذه المجنونة فلربما جاء مخالفاً عن كل ذلك... وسلامتكم.