نهتم بكرة القدم .. نناقش أوضاعها ونتحدث عن أدوارها ونركض صوب أي محاولة تستهدف تحليل قوة هذا الفريق وضعف ذاك الآخر .. فئة ترتكز على معطيات الخطة والتكتيك وثلة تختزل كل ما يتعلق بهذه المجنونة في جوانب المال والإدارة في حين تبقى حقيقة التألق والتميز مرهونة بمدى ما يحيط اللاعب الذي يمارسها كمهنة من الثقة والحماس وسمة التحدي .. فهذه تحديدا هي التي تصنع كل الفوارق كما هي التي تأتي دائما لتمهد الطريق صوب البطولات ومنصاتها، من يحوز عليها فكرا وعملا ينجح ويبدع أما من يقفز عليها فالنتيجة ستصل اليه ولكن بأرقم سالبة لا تلغي أحزانها الملايين .
ـ كرة القدم هي حصيلة حماس بالدرجة الأولي وأي فريق يرغب في أن يضع أقدامه على أعتاب المنصات عليه أولا أن يوجد في قائمته لاعبا حماسيا قبل أن يوجد لاعبا مهاريا فالأولى هي المطلب أما الثانية فستبقى بلا نتاج طالما ظلت تسير بالبرود والانهزامية والكسل.
ـ محلياً لم أجد فريقا سعوديا أسس لهذه المقومات وجعلها من ثوابته سوى الاتحاد، فمنذ سنوات ونحن نرى ونشاهد الروح الحماسية تتفوق .. تنتصر وتكسب ومهما كانت الصعاب حاضرة الا انها سرعان ما تتكسر بقوة تلك الروح الحماسية التي باتت بالنسبة للاتحاديين علامة فارقة وحالة تفرد بها وجعل منها كل الأسثتناء.
ـ مباريات كرة القدم .. منافساتها .. بطولاتها .. قمتها تحتاج الى اللاعب المقاتل والمحارب وهذا المقاتل والمحارب هو اللاعب وليس المال وليس الادارة وليس الخطة التي يعتمد عليها المدرب .. صحيح أن لهؤلاء جميعا أدوارا مهمة إلا أن الدور المهم يبقى مرهونا بقتالية اللاعب وحماسه وإصراره على التحدي وهذا اللاعب وفق تلك المعاني لايزال (اتحاديا).
ـ انظروا كيف كان مشوار العميد طيلة السنوات الماضية وقارنوا حالة الماضي القريب بحالة الحاضر عندها فقط ستجدون أمامكم وضعا حماسيا أوجده الاتحاديون لفريقهم فنجحوا.
ـ ديون .. مشاكل .. عدم استقرار .. ضعف في خانة اللاعبين الأجانب .. مدرب وطني وبرغم كل هذه التحولات هاهو (اللاعب) الاتحادي يثبت لنا من جديد بأن لديه من الحماس والثقة والتحدي ما قد يكون كافيا وافيا لبلوغ كل الغايات.
ـ حتى اللاعب (الشاب) ما أن يرتدي شعار الاتحاد إلا وتجده (يحرث) الميدان طولا وعرضا والسبب إلمامه التام بأهمية الشعار الذي يرتديه .
ـ باختصار .. الاتحاد أو بالأحرى (حماس) لاعبيه بات هو الدرس البليغ الذي يجب أن يستوعب من كل فريق يبحث عن (غلة) البطولات .. هذا هو الدرس الثمين البسيط الذي تحتاج إليه أغلبية الفرق السعودية إن لم يكن جميعها.
ـ ختاماً .. مختار فلاته (مخ) بلا مجهود وفهد فلاته (مجهود) بلا مخ .. بمعنى الأول يستخدم عقليته أكثر من استخدامه المجهود أما الثاني فالعكس مجهوده يعيق كثيرا مخرجات عقليته الصحيحة.. وسلامتكم.