علي الزهراني
إعلام الحياد والتعصب
2014-05-15

من أبرز السمات التي تمتاز بها المهنة الإعلامية هي سمة الحياد والإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه .. هكذا يفترض أن يكون عليه الحال في مهنة المتاعب لكن هذا الافتراض بات مغيبا والسبب في أن كل من يبحث عن الخبر والرأي والمعلومة لايزال يفتقد كثيرا لأبسط مقومات التعريف الحقيقي لمهنته فالغالبية إلا من رحم الله يمكن تصنيفهم على أنهم أقرب (للمشجع) المتعصب منه (للإعلامي) الحقيقي الذي يؤدي رسالته على أكمل وجه.

ـ نعاني وتعاني معنا الرياضة بل إن نظرة الذين يلاحقون ما تخطه أقلامنا لاتزال نظرة مخالفة للصواب لكون أصحاب هذه النظرة لا يقبلون إلا أن تكون حقا (حصريا) للنادي الذي ينتمون إليه وإلا فأنت هنا (مندس) و(متلون) وإلى ما شاء الله من تلك التوصيفات التي أضحى البعض بارع في تقديمها للناس عبر كل وسيلة.

ـ الإعلام هو الإعلام لم يختلف ولم يتغير بقدر ما تغيرت بعض أدواتها اليوم فالذي يحلل هنا (متعصب) والذي يكتب الرأي هناك (مشجع) والذي يسابق المنافسين على الخبر همه الوحيد أن يكون (مندوبا) للنادي المفضل وهكذا.

ـ من المحزن والمؤلم أن يصبح الإعلام الرياضي منحازا لعاطفة الانتماء لا منحازا لرسالته العادلة التي تقدم في إطار ما عرف عنها، حيادية وموضوعية وإنصاف ونقد للعمل لا تقريعا لمن يقوم بالعمل.

ـ بالطبع لا يمكن لصفة الانتماء العاطفي للأندية أن تنتفي من أي إعلامي لكن هذا التأكيد عليها وعلى وجودها لا يعني القفز على قيمة المهنة ذاتها على اعتبار أن كل من يكتب ويحلل ويقدم فكره للناس يجب أن يكون حياديا وأركز على أهمية الحيادية لأنها المطلب الذي لايزال غائبا في أغلبية وسائلنا اليوم فالكل يهتم بما يخدم فريقه المفضل صوتا وكتابة بل إن وجوده في الأصل لا يقاس بمدى ما يحمله فكر الحياد والإنصاف بقدر ما يقاس بمدى تعصبه وغلوه و(مشاغباته) التي غالبا ما يخرج بها عن النص لكي يجذب إليها المتعصبين معتقدا بذلك أنها الوسيلة المثلى التي تصنع له النجومية وبريق الأضواء.

ـ اكتب .. حلل .. ناقش .. قل ما لديك ولكن عليك أولا أن تعي ماذا تعني المهنة الإعلامية وماذا تمثل من ثقل في نظر المتلقين لها.

ـ من حقي وحقك أن ننثر ما نراه لكن ليس من حقي وحقك أن نصبح مجرد (مشجعين) أو (متعصبين) أو (مندوبين) ندافع عن من نحبه ونقفز ونسيء لم هو على نقيض هذا الحب، فالإعلام رسالة يجب أن تصان بالكلمة المنصفة والتحليل الواعي فهذه مسؤولينا جميعا طالما أننا نسير في ركب تلك المهنة.. وسلامتكم.