نتفق كرياضيين على أي دعوة تقود إلى التسامح والإخاء والمحبة في هذا المجال الصاخب لكننا في المقابل من ذلك نتفق أكثر على أن رياضتنا لن ترقى إلا بالقانون والقانون فقط ما عداه فأي محاولة تستهدف ترسيخ القفز أو التحايل أو حتى ممارسة السطوة عليه فهذه تبقى مشكلة تفرز الإخفاق ولا يمكن لها أن تؤسس لا لاحترافية العمل المسؤول ولا للنتائج المرجوة والتي ينشد ودها الجميع.
ـ بالأمس الأول تجاوز الرئيس الشبابي على اتحاد الكرة وعلى من يتولى قيادة المسؤولية في أركانه وهو الأمر الذي دفع لجنة الانضباط لتطبيق اللائحة العقابية بحقه لكننا بعد أن استبشرنا خيرا في ولادة القانون الصارم من جديد هاهي المعطيات الماثلة أمامنا تأتي لتعيدنا إلى حيث الإحباط والسبب أن (حبة خشم) كفيلة بأن تلغي منطق اللائحة وبنود القانون.
ـ نعم للتسامح فالكل ينادي بضرورة ذلك لكن المهم هنا أن تبقى سيادة القوانين قوية من يخطئ ويتجاوز ينال عقابه دونما أي مجاملة أو محاباة هذا إن كان الهدف المنشود لنا جميعا هو الارتقاء بالرياضة إلى حيث درجة تكاملها الصحيح مع الحضارية والاحترافية وقمة النضج.
ـ مسؤولية أي رئيس ناد يجب أن تحترم القانون والرقي في هذه المسؤولية أن يمتثل المخطئ لطائلة العقاب، أما أن نخلط العشوائية في مفهوم الاستثناءات لمجرد أن المخطئ والمتجاوز يجيد العزف على العواطف واستغلال المناسبات لكي ينأى بنفسه عن نص العقاب فهذا الجانب يجب أن يلغى حتى نضمن قوة للقانون تسهم في بناء كل ما نتمناه لرياضة كرة القدم السعودية.
ـ لسنا ضد الأشخاص لكننا ضد تجاوزاتهم وعندما نكون كذلك فالهدف والغاية التي نركز عليها لا تتمثل في معاداة هؤلاء بقدر ما تتمثل في سبل البحث عن إطار عام يخلق الوعي وثقافة القانون.
ـ سنوات والكثير من قضايا هذا الوسط الساخن تبدأ صغيرة لكنها سرعان ما تكبر مع الزمن أما لماذا وكيف ففي اعتقادي أن غياب آلية التطبيق الفعلي والسليم للوائح القانون والابقاء عليها ضعيفة هي من ساهمت في ازدياد هذه القضايا والمشكلات التي باتت تحاصر رياضتنا في وقت كنا ولانزال نتمنى أن يكون دافعا للبناء القويم للثقافة الرياضة والمسؤولة والتي يبدو بأن موعد ظهورها لم يحن بعد.
ـ احرصوا على رياضتنا بالقانون .. اتركوا طريقة حب الخشوم فالأولى مطلب والثانية ضرورة .. أقول الأولى مطلب والثانية ضرورة مثلما يقولها جمهور رياضي كبير بات يدرك ويعلم ويجيد معرفة أدق أدق التفاصيل في كل شأن يختص بهذا المجال والمنتسبين إليه.. وسلامتكم.