في أي قضية رياضية تختل موازيين الطرح الإعلامي، يحضر الانتماء للنادي وتغيب الحيادية بل إن صوت العقل الذي يصدح بالحقيقة ويناصرها سرعان ما يتحول إلى خانة المتهم.
ـ في وسطنا الرياضي تشاهد العجب العجاب.. المتعصب أستاذ يجب أن يحاضر عن القيم والعاقل (مجنون) يجب أن يردع بأقسى أنواع المفردات.
ـ الكثير الكثير تغير وتبدل ولكن للأسوأ.. فالرياضة التي تهذب النفس على الأخلاق والاحترام وترقى بالمبادئ والقيم ها هي في مرحلة اليوم تنحو إلى حيث الاتجاه الخطير، أعني اتجاه العدائية والشتم وقلة الأدب.
ـ هذا التحول الخطير في رياضتنا وفي كل شيء يندرج تحت لوائها جماهيريا وإعلاميا لابد وأن يكون لنا معه وقفة جادة نذكر بها أصحاب الضبط والربط والقرار لعل وعسى أن يخرجوا من سباتهم العميق ليرسموا لنا بارقة الأمل في قرارات سريعة وجذرية تنهي هذا الصخب الممجوج بالعدائية والعنصرية والشتم وتبني على غرار نهايته واقعا مختلفا تكمن قوته في تطبيق لوائح القانون الرادع، أقول هذا هو المطلب بعد أن رأى الجميع كل تلك (الإنفلاتات) اللفظية وقد أخذت كامل حريتها في تشويه المعنى الصحيح للرياضة والمعنى الصحيح لنبل المنافسة في ميادينها.
ـ رئيس النادي إذا افتقد بريق الإعلام أتى مهرولا بتصريحات مفخخة ومتعنصرة ومسيئة والإعلامي هو الآخر إذا ما أراد أن يكسب الشريحة الأكبر من جماهيرية المتعصبين فلا يتوانى في كيل الشتم والاتهام وقبح العبارة على سطور ما يخطته وبالتالي تأتي النتيجة على منوال ما يحدث اليوم إحباط لأهل الحكمة واحتقان للمدرجات.
ـ للأسف.. رياضتنا خرجنا عن سياقها الصحيح والقائمين على شؤونها مدانون لأنهم أخذوا موقف المتفرج وكما قيل إذا غاب قرار المسؤول أو ظهر ضعيفا ففي هذا الجانب تحديدا (تشجيعا) لهؤلاء (المنفلتين) و (المتجاوزين) لكي يواصلوا (غوغائية) الطرح والتعاطي الإعلامي بلغة الحرب لا بلغة السلام.
ـ باختصار.. رياضتنا خلعت رداء الأخلاق وإعلامنا بعضه لا (كله) ارتدى ثوب الهمجية والشتيمة وقلة الأدب وما بين هذا وذاك أصبحنا ننتظر (الجالد) و(المجلود).. ونتابع (القادح) و(المقدوح).
ـ الفوز بديربي هذا المساء له أكثر من معنى.. المعنى الأول تأكيد قوة.. المعنى الثاني دليل أفضلية.. أما الثالث ففي أبعاده يأتي التاريخ ليسجل رسميا حق هذا الفائز كطرف أول يخوض أول نهائي على ملعب الملك عبدالله بمدينة جدة.
ـ فمن يا ترى يكون المحظوظ بهذا الشرف العظيم.. هل سيكون الأهلي.. هل سيكون الاتحاد؟
ـ لا نعلم لكننا قبل السؤال العريض المطروح وبعده في انتظار قمة كروية سعودية حافلة بالإثارة والتشويق.. وسلامتكم.