ما بين قرار الأمير فهد بن خالد بالاستمرار رئيساً لفترة مقبلة وما بين تخطي كل العثرات وصولا إلى مبتغى القمة والمجد والبطولات، الأهلي قبل أن يحتاج للمال الذي يجلب له المدرب واللاعب هو الأهلي الذي يحتاج إلى أن يتحد ويتوحد ويبني الصف ويحسن الظن ويترك الهوامش.. وينأى بقراره عن مثل تلك الأصوات الشتائمية والعدائية التي ساهمت على امتداد عقود في تقوية المنافسين وإضعاف الأهلي، فهذه مع تلك يراها (رأسي) معاول هدم دامت واستمرت ولابد من زوالها، أقول هكذا يراها رأسي فهل يقبل مني فهد بن خالد النصيحة ويبدأ في رسم خارطة للطريق تستهدف كبح جماح الشاتمين والعدائيين والعمل بعدها على أن تكون الكلمة للعقل لا للعاطفة.
ـ عقود من عمر الزمن والأهلي يعاني من ثقافة المنتمين له أكثر من معاناته من قوة الخصوم لدرجة أن تلك الثقافة العدائية التي تمارس تجاه الغير باتت هي (المعيار) الذي يحدد أهلاويتك من عدمها، فإما تكون صاحب لسان (سليط) بأبشع عبارات القدح والردح والسباب، وإما تكون راقياً ومثالياً وعاقلا وبالتالي تصبح بأسباب هذا الوعي الذي تملكه متهماً ومداناً بل وغير أهلاوي.
ـ كل تلك الممارسات التي تفاقمت حدتها في السنوات الماضية كانت أوراقاً (مربحة) لخصوم الأهلي.. في الميدان إذا خرج اللاعب الأهلاوي عن طوره ضاع الفريق وخارج الميدان إذا تضاعفت لغة الشتم طارت البطولات وهكذا استمر المشهد دونما قدرة على الوقوف أمام تياراته ولو حتى من خلال الاعتقاد بأنه قد يكون من مسببات الإخفاقات التي توالت على الفريق.
ـ نصيحتي يا أمير هي أن توجد البيئة الصالحة للعمل وهذه البيئة ليست في أسماء يتم اختيارهم والوصول بهم إلى الكراسي الوثيرة في إدارتك بل في أسماء في المدرجات يكون لها التأثير الإيجابي في تثقيف تلك الفئة العدائية التي بدأت برقم صغير لكن هذا الرقم بات في تزايد.
ـ من يشتم في المدرجات يشوه الأهلي ومن يشوه الأهلي لا مكان له.
ـ قلتها مرة وكررتها مرات (البيئة المحيطة) هي من تفرز النتائج سلباً أو إيجاباً، فهل هذه البيئة التي تحيط اليوم وغدا بالأهلي ستصبح مغايرة عن سابقتها؟
ـ أتمنى أن يكون لكم دور في فتح هذا الملف ودراسته ووضع العلاج المناسب له وصدقوني إذا غابت النوايا السيئة وبرزت النوايا الحسنة في قلوب الأهلاويين جميعا فالنتائج ستأتي مغايرة عن سابقتها وسيعود الأهلي راقياً بمستوياته وراقياً بأفعاله وراقياً ببطولاته.
ـ الإعلام الرياضي شريك في العمل نعم ولكن من خلال الكلمة التي تساعد على الوعي لا من خلال تلك الأخرى التي تنمي روح العدائية واللغة الهابطة بذريعة الانتماء والإخلاص.
ـ عموماً مبروك استمرار فهد بن خالد رئيساً للأهلي للفترة المقبلة متمنياً له التوفيق والنجاح، فالقرار هو الصحيح في الوقت الصحيح... وسلامتكم.
