- في هذا الوسط الرياضي الصاخب الذي اختلطت فيه الأمور الصالحة مع الأخرى الطالحة.. الكل يسأل هل باتت البيئة الرياضية طاردة ومنفرة وغير جاذبة أم أن الوضع لا يصل درجة التعميم بقدرما يصل درجة بيئة بعض الأندية التي لم تعد صالحة لمن يعمل في مناخاتها الموبوءة بالشتم والسب وعدم الاحترام ؟
- سمعنا من يشير إلى هذه المأساة في أوساطنا الرياضية لكننا لم نسمع بعد من يشير في المقابل إلى أوجه الجمال فيها.. نعم نحن نتفق على أن هنالك فئات معينة تشوه بتصرفاتها كل شيء جميل وتحوله إلى دائرة القبح لكننا كذلك نتفق أكثر على أن هذه القلة القليلة لا تطغى على عقلاء الرياضة فهؤلاء حين نقف على حدود ما لديهم من وعي سرعان ما نستبشر خيرا ونقول قمة الجبل ليست كالقاع وإذا ما أخذنا الأمور بمعيار العقلاء لا بمعيار الشاتمين وأصحاب الإساءات في المدرجات فمن الممكن الوصول إلى صناعة بيئة رياضية جاذبة تشجع وتحفز الكل لكي يصبحوا رقما إيجابيا في البناء الرياضي المطلوب وتلغي واقع وحقيقة تلك الأخرى وأعني بها البيئة المنفرة التي بدأنا نستشعر خطورتها على اعتبارها عاملا للهدم لا للبناء.
- علينا قبل أن نقسو على مجالنا الرياضي بصيغة التعميم أن نقف قليلا لننصف العقلاء فيه، أقول علينا ذلك اعتقادا مني بأن القفز على إنصاف هؤلاء مقابل التركيز على (قبح) ما يفعله أولئك يعد قرارا خاطئا وطالما أن الجميع يحرص على رقي الرياضة والمساهمة في تفعيل أدوراها الوطنية بالدرجة الأولى فمن الضرورة أن يتكاتف هذا الجمع على وضع الصيغة التعريفية المثلى للبيئة التي ننشدها فهل نعمل على مثل هذا الإجراء ونجعله المقدمة لرسم خارطة التثقيف الصحيحة صوب تلك (المدرجات) الشاتمة وتجاه من يقطنها؟
- أتمنى تحقيق ذلك مع أمنيتي أيضا بأن يتم اختيار (رؤساء) لروابط المشجعين يكون لهم دور مغاير ومؤثر في ضبط المدرجات حتى تستطيع أن تصل الرسالة التوعوية للجميع فليس المطلوب من (رؤساء) روابط الجماهير التصفيق والتحفيز وتكرار أغاني المطربين والمطربات في المدرجات بل المطلوب أن يكون لهم تأثير على من يحيط بهم من بعض المتهورين سلوكيا ولفظيا وأخلاقيا.
- في أوروبا الاحتراف يؤسس لبناء النجومية التي تساعد لاعب كرة القدم على التطور والإبداع ، أما لدينا فمع كثرة هذا الصخب الذي يدور والمنافسة التي تحتدم أصبح مساعدا ليس لبناء اللاعب النجم بل مساعدا في سرعة نهايته.
- أتألم كثيرا من كل هذا (التخبيص) الذي يحدث وأقول في نفسي أما حان الوقت لكي نتعلم من سلسلة أخطاء المراحل الزمنية السابقة ونبني بعدها وضعا احترافيا رائعا وحضاريا؟
- فكروا في كيف نصنع لوائح الاحتراف على طريقة الأوروبيين ليس على الورق بل على واقع التطبيق.. متى ما نجحنا في ذلك فرياضتنا ستختصر كل المسافات وتصل للنجاح المنشود بسهولة..
وسلامتكم.