علي الزهراني
مزايدات التخريب
2014-04-12

ـ البحث عن الصفقة الاحترافية التي تصنع الفارق الفني حق مشروع ولايمكن تحديد واجهة هذا الحق المتاح للجميع، فطالما أن قوانين ولوائح الاحتراف شرعت أحقية الأندية في هذا الجانب فلا مجال في رفضه، أقول لامجال في الرفض إذا ما سارت الأمور طبيعية، أما أن تصل إلى حد المزايدات و(التخريب) بذريعة قوة المال (المتاح) فالرفض هنا مقبول ومطلوب كذلك، وأي طرف يزايد (بعشوائية) ويخرب صفقات المنافسين له (بكيدية) فمن الطبيعي أن يجد بيننا من يقول له بصوت مسموع (أنت غير محترف).

ـ في سنوات مضت كانت المزايدات هي العنوان، بدأت مع الاتحاد وتكررت مع غيره فخسرت الكرة السعودية الكثير من النجوم وخسرت بعدها خزائن الأندية، وحين أركز على الأندية فهاهو الوضع الاتحادي الحالي يأتي إلينا حاملا التأكيد والدليل، فالذي انتهج سياسة المزايدات بالأمس اكتوى بنارها اليوم.

ـ المشهد يتكرر والأحداث تتشابه ونحن بين كل مشهد وحدث نقف على حدود الدهشة هذا يفاوض وذاك يرفع السعر والثالث يأكلها باردة مبردة والنتيجة هدر للأموال وتشويه للاحتراف وضياع للنجم وضياع لمستقبله.

ـ هذا الواقع الذي خرج عن سياقه الصحيح هو من قاد الكرة السعودية إلى الهاوية، فاللاعب الموهوب ما أن (يخط شنبه) إلا ويتهافت عليه الكل على طريقة حراج السيارات، ملايين تضخ في حسابه فيبدأ بعدها في وضع كرة القدم على هامش تفكيره وهكذا تسير الأمور.

ـ خسرنا مواهب واعدة توقف بها المسير مع أول شخطة قلم على سطور عقد الاحتراف وأخرى على غرارها ستنتهي طالما أن المزايدات ستبقى هي السائد المألوف في رياضتنا.

ـ رغبة اللاعب تحترم بل هي من حيث الأهمية تسبق رغبة رئيس النادي وإذا ما قرر عبدالعزيز الجبرين اختيار النصر فعلى الهلال هنا أن يتوقف.

ـ الجبرين من نجوم الموسم كسبه النصر فمن سيكسب الحارس الكسار الذي هو الآخر يعتبر صفقة رابحة لأي فريق.

ـ في مجال الرياضة تعودت أن أقول رأيي وأمضي حيث شئت لا أهتم لابمن يمدح ولابمن يشتم، المهم أنني في أي قضية رياضية أدون فيها رأيي وأنثر على السطور قناعتي يرضى من يرضى ويزعل من يزعل، ليس مهما، المهم فقط أن يكون النقد حضاريا يختص بالعمل ولايتطاول على الأشخاص.

ـ الشاتم يلاحقك بأبشع عبارات الشتمية حتى لو كنت محقا فيما تذهب إليه، والسبب أن هذا الشاتم يعاني الكثير من مقومات الوعي.. يفتقد ثقافة الرأي والرأي الآخر مثلما يفتقد لسمة الأخلاق وبالتالي طبيعي فمن يعجز عن مجاراة الكبار يتولد لديه شعور بالنقض لهذا تجده يحاول تعويض ذلك بشتم كل من يخالفه الرأي ويخالفه التوجه.

ـ البيئة الرياضية اليوم طاردة ولم تعد جاذبة حيث اختلطت فيها الأمور وتشابكت ولم تعد قادرة على أن تفرق بين الصح والخطأ بين المقبول والمرفوض وهنا قمة المعاناة.. وسلامتكم.