علي الزهراني
احترافنا منحرف
2014-03-14

ـ منذ أن عاد الينا نظام الاحتراف والنتائج تسير ولكن في الاتجاه الخطأ.. اداريا.. فنيا بل وفي كل شأن يختص بكرة القدم ونجومها، الكل لايزال يدفع ضريبة هذا النظام، النادي واللاعب وحتى المحب لهذه المجنونة وعندما أقول الكل هنا يدفع الضريبة فذلك ليس قصورا في النظام كنظام بقدرما هو قصور في فهم لوائحه وثقافته وطريقته التي غابت فغابت معها النتائج الصحيحة وأضحى العمل الذي يحيط بهذا الاحتراف مجرد (مضيعة وقت) و (عشوائية) وأشياء أخرى اختزلت هذا النظام الاحترافي في خانة المال والمال فقط.

ـ أكثر من ربع قرن تقريبا ونحن نمارس تجربة الاحتراف في رياضتنا لكننا برغم هذه المدة الزمنية الطويلة لم نجد من المتغيرات ما يؤكد على نجاحات تحققت بل على النقيض تماما فالواقع المحيط بكرتنا وأنديتنا ومنتخباتنا يقول الكل في دائرة الاخفاق والكل دونما تفوق أو تميز أو نجاح يمكن الاعتماد عليه لانصاف هؤلاء الذين يديرون دفة الحركة الرياضية في بلادنا.

ـ لن أسهب كثيرا لكنني في سياق الوصول الى مضمون الفكرة وتبسيطها للمتلقي الكريم أختصر هذا الوهن الذي أصاب رياضتنا في جانب الوعي المفقود وثقافة الاحتراف التي باتت شبه معدومة والسبب في أن الاندية ركزت جل تركيزها على الملايين التي تدفع للاعبين في حين تجاهلت مدى الفائدة الفعلية من هذا الجانب وما اذا كان مفيدا أم لا.

ـ أنظروا في أغلبية الصفقات الاحترافية التي تم ابرامها لتجدوا بأنها (صفعات) وليست صفقات فالرقم الغالب الذي وصل الينا كان مثقلا بالمحترفين المقالب، وحتى على صعيد اللاعبين المحليين فكم من موهبة فذة خسرناها سريعا والسبب في عملية الاغراءات المالية التي منحت له فخسر بها موهبته وخسرت بأسبابه تلك الخزائن التي بدأت تسير في طريق الافلاس فالكل لا يزال يفهم الاحتراف على أنه مبالغ مالية تدفع والبطل هو من يدفع الرقم الأعلى وهنا قمة الماسأة.

ـ أي كرة قدم محترفة نريدها ونحن لم نصل بعد تلك السنوات الطويلة لبناء الثقافة الاحترافية الصحيحة في نفوس من يمارسونها على الميدان.. أي تطور فعلي نريده والاندية تتنافس في نثر الكثير من الملايين دونما تفكر هل هذه الصفقات مربحة ومفيدة أم أنها مجرد (تسلية) ؟

ـ اسئلة كثيرة نطرحها في الوقت الذي نشاهد فيه صفقات اليوم على غرار (صفعات) الأمس ولا نعلم الى أين سنقف بنظامنا الاحترافي وماذا سنخرج به من بعد تلك السنوات التي مارست فيها الاندية مع اتحادنا مع لجاننا كل الأخطاء دون أن تتعلم من تبعاتها.

ـ عموما المشكلة مزمنة والحلول ستبقى غائبة وكرتنا مع هذا الاحتراف جنحت عن مسارها الصحيح وتحولت الى طريق الضعف والوهن والانكسار.

ـ ختاما ماذا يمكن للهلال أن يكسبه من صفقة اللاعب النصراوي خالد الغامدي؟

ـ هذه الصفقة ان تمت بمثل تلك الأرقام التي سمعناها ليست الا دليلا على أن طريقة التعاطي مع نظام الاحتراف خرجت عن مسارها الصحيح وأضحت عشوائية.

ـ شخصيا أرى هذه الصفقة إن تمت للهلال مجرد صفقة مكررة لصفقة يوسف السالم وبالتالي سيكون النصر هو الكاسب والهلال هو الخاسر..

وسلامتكم.