من عمق المدرجات تجد هنالك فئة متعصبة لا تقبل بأنصاف الحلول إما أن تسايرها في تعصبها وإما أن تجد نفسك أمام وابل شتائمها.
ـ نكتب .. نحلل .. نناقش ونحاول في أن تكون الكلمة المكتوبة كلمة مهنة لا كلمة (مشجع) لكننا برغم كل تلك المحاولات المتكررة نجد سطوة هؤلاء الانتمائيين وقد شوهت الجمال في الرياضة ومنافساتها وحولته إلى جحيم تعصبها المقيت.
ـ نعاني كثيرا حين نتمسك بالحياد في هذه المهنة .. نعاني من التأويل ومن الفهم الخاطئ مثلما نعاني أكثر من ردة الفعل المضادة التي تأتي في أعقاب أي رأي أو عبارة أو صوت نغازل به الحقائق لتنسف القلم والمداد وتنسف صاحبه هكذا لمجرد أن ما ندونه يختلف عما يرغبه هؤلاء المتعصبون.
ـ تنصف الهلال يتهمونك .. تنصف الأهلي والاتحاد يشككون في نزاهتك .. تقف على حدود النصر تسمع من الكلام البذيء ما يصم الآذان.
ـ هؤلاء المغالين في تعصبهم المقيت ماذا يريدون؟ هل يريدون أقلاما واضحة الميول تختزل مساحاتها لتنفيذ أجندات لأنديتها المفضلة على حساب المهنة وعلى حساب الطرح الحيادي الذي يشمل الجميع سواء أكان هذا الطرح سلبيا أم إيجابيا؟
ـ انظروا في كيف يتعاطى الجمهور الرياضي مع أقلامنا وبرامجنا وتمعنوا في تعاملهم، فالأغلبية هنا يرهنون كل ما نطرحه للميول والانتماء للفريق المفضل فمتى ما كنت مسايرا لهم في التوجه والاتجاه فأنت خبير الكتاب وعميدهم، أما إن كنت على النقيض تكتب وتغرد بالحيادية تنصف من يستحق الإنصاف وتنتقد من يستحق النقد فأنت هنا محكوم عليك بأقسى أنواع الشتم والسب وقلة الأدب وعليك أن تقبل بذلك طالما أن المشهد الرياضي والإعلامي العام مشهد إعداد المتعصبين المغالين في تعصبهم أكثر من أعداد العقلاء والواعين الملمين بالمهنة وبدورها وبتعريفاتها الصحيحة.
ـ سئمنا من هؤلاء ففي كل مرة نجدهم أكثر قسوة من ذي قبل فمن يا ترى يعيدهم إلى جادة الصواب ويملك القدرة على أن يهذب نفوسهم وقلوبهم وألسنتهم من كل تلك الشتائم المقززة التي لا تليق لا بالرياضة ولا بمن ينتمي لمجالها.
ـ المحزن في هذه المرحلة تحديدا أننا نرى بالعين المجردة أساليب (منظمة وممنهجة) فالذين أعنيهم باتوا يمارسون إرهاباً لفظياً ضد الكلمة وكاتبها وهنا قمة المأساة.
ـ يا هؤلاء ارحموا أنفسكم وارحمونا من شتائمكم وسبباكم وتذكروا أن هذه المحاولات البائسة لن تغير في معادلة الحقيقة شيئا، فالجبال الشاهقة لا تتأثر بالرياح العاصفة وستبقى ثابتة وقوية.
ـ تأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية عن جدارة واستحقاق ونجح من خلال مدربه ولاعبيه في تغيير بعض الملامح السلبية التي كان عليها في السنوات الماضية وهذا التغيير يجعلنا أكثر تفاؤلا بالقادم.
ـ من المؤكد أن المرحلة المستقبلية مختلفة عن سابقتها لكن الذي نتمناه هو أن تكون الصورة الفنية والنتائجية التي كان عليها الأخضر مع لوبيز مقدمة فعلية لرسم النهاية المنتظرة هنالك في أستراليا.
ـ هذا ما نتأمله ونتمناه، وإذا ما استوعب الجميع من سلبيات الماضي ونجحوا في تعويضها بالإيجابيات فالنتيجة ستأتي إلينا بما يسر العين وبما يبهج القلوب..
وسلامتكم.