علي الزهراني
هل حياد الإعلام جريمة؟
2014-02-26

تقودنا عاطفة الانتماء مع التعصب إلى حيث الاتجاه المخل بالرياضة وما يحيط بها من طرح إعلامي يصل حد الشتم والإقصاء والاتهام والدخول في الذمم.

ـ هل الحياد في مهنة الإعلام الرياضي باتت (مخجلة) لمن يحمل صفاتها أو (جريمة) تستوجب عقاب من يؤمن بأهميتها؟

ـ قبل أن يأتي الجواب لينهي حيرة السؤال والسؤال نحن في هذه المهنة نعاني الأمرين، نعاني من غياب الوعي ونعاني من ردة فعل المتعصبين الذين يرفضون كل من يمارس حياد المهنية في مقابل الترحيب بكل من يكتب هنا بميول عاطفته ويحلل هناك بعدائية تعصبه تجاه الآخر.

ـ عقود من عمر الزمن انقضت وأزمة الفهم الصحيح بمهنة ورسالة الإعلامي الرياضي تحديدا (مشوهة) والسبب لا يكمن في المهنة كمهنة ولا في الرسالة كرسالة بقدرما يكمن السبب في الباب الكبير الذي فتح على مصراعيه إلى أن تفوق فيه الغث على السمين.

ـ أحزن على هذا الحال الذي وصلت إليه برامجنا الرياضية وأتألم كذلك على واقع ما نتعايش معه اليوم من سب وشتم وتضليل واتهام .. تدون الحقيقة .. تنصفها.. تثني على أصحابها تجد نفسك في خانة (الاتهام) تتعصب .. تكذب .. تشتم .. تتهم تجد نفسك على النقيض كاتب عصرك وفلتة زمانك والكل هنا يستابق على استضافتك وهنا أقف قليلا لكي أقول وضعنا الرياضي في سياق هذه المشاهد يزداد تعقيدا وأجيالنا الشابة التي تحب كرة القدم هي الضحية.

ـ لا أدعي الكمال هنا فقلمي وأسلوبي قد يأخذ نصيبه من هذه الإدانة فنحن في مجال الإعلام الرياضي نتحمل الجزء الأكبر من أسباب ما وصلنا إليه لأننا في الأساس آثرنا على أنفسنا الحيادية وقررنا تلبية دعوة المتعصبين.

ـ الغريب العجيب أن حدة الغضب تبرز وتتجلى حين تنصف الهلال ولا أعلم لماذا هذا الهلال هو قضية من لا قضية له .. لماذا تصبح معايير التقييم لدى زملاء المهنة والجماهير الرياضية بعضها لا جميعها مرهونة بمدى تعاطيك مع هذا الكيان .. إن منحته حقه المستحق اتهموك وإن عاديته وقللت من قوته وتميزه رفعوك إلى عنان السماء؟

ـ لي في هذا الجانب تجربة، ففي الوقت الذي منحت فيه الجميع حضورهم بين الحرف والعبارة إلا أن تلك الفئة (المحتقنة) لاتزال على ذات واقعها تتجاهل الحقيقة وتكتفي بإصدار الأحكام عليك من زاوية الهلال مرة يتهمونك (بالشحاذ) ومرة (بالمرتزق) وتارة ثالثة يصلون بعباراتهم المشينة إلى استخدام ما يخجل اللسان على توصيفه.

ـ ببساطة أقول الحياد مطلب والخروج من جلباب التعصب المقيت ضرورة وإذا ما أردنا تنقية أجواء الرياضة من هذا العبث التعصبي فمن المهم أن نرى من يقود وسائلنا الإعلامية مقروءة أم مرئية أم مسموعة من المؤهلين فكراً وعلماً ووعياً حتى لا تصبح أبواب هذه الوسائل كباب النجار المخلوع.

ـ ختاماً لا للتعصب .. لا للعدائية .. لا للشتم .. لا للتهمة .. لا للعنصرية .. شعارات يجب أن نهتم برفعها كثيرا حتى لا تتجه الرياضة إلى المنحى الذي يتنافى مع تعريفها الصحيح... وسلامتكم.