- نحاول في كل مرة الوصول إلى معرفة السبب الذي يعيق تقدمنا الرياضي .. نحاول ونسأل .. نحاول من خلال تغيير اللوائح والأنظمة وشخوص المسؤولية، ونسأل لماذا الذين من حولنا يتطورون فيما نحن لانزال مكانك سر؟
- كرة القدم السعودية تغير حالها.. احترفت وانحرفت وأضحت مجرد (صخب) يحضر على أوراقنا وعلى ألسنتنا، فالكل يردح في الكل هكذا فقط ما عدا ذلك فالقيمة الكروية البطولية التي كانت عليها كرتنا تلاشت ولم يتبق لنا منها سوى الذكريات.
- غيرنا المدربين .. بدلنا اللجان .. عدلنا اللوائح .. نفذنا متطلبات ومطالب الاتحاد الدولي، وبرغم هذا كله الوضع الفني في الأندية والمنتخبات استمر على ما هو عليه وهن وضعف وعشوائية، أما لماذا ففي طيات هذا التساؤل ما يكفي لنقول للبرتغالي فيتور بيريرا (صح لسانك)، فهذا الكوتش تحدث فاختصر الكثير بكلمتين، اختصر تلك المعاناة بعبارة (عقلية اللاعبين السعوديين صفر).
- هذه العقلية تحديدا هي من أوجدت الضعف العام لكرة القدم السعودية على اعتبار أن أصحابها وأعني بهم (اللاعبين) ركزوا جل التفكير في جوانب المال والعقود واختزلوا (الاحتراف) في هكذا تفكير وبالتالي جاءت الإفرازات على أرضية الميدان مخيبة لكل الآمال لاعب محترف ولكن بعقلية أكسب وأهرب.
- منذ أن تم تطبيق نظام الاحتراف في نسخته الثانية وكرتنا تسير في الاتجاه الخاطيء والسبب في ذلك يكمن في الثقافة الاحترافية الصحيحة التي تم تغييبها عن هؤلاء النجوم طيلة المراحل الماضية ولم نجد من يهتم بها فلا هي الأندية رسختها في اللاعب ولا هو اللاعب نجح في صقل ( عقليته ) على طريقة أقرانه في أوروبا على سبيل المثال وبالتالي فطالما أن تلك الثقافة الاحترافية ظلت غائية ومغيبة واللاعب السعودي المحترف لا يفكر سوى بكم يربح فلا مجال في أن يكون لكرتنا قوة فنية وتنافسية وبطولية تضاهي ما كانت عليه في الماضي.
- ليس بالجديد أن نسهب في الضعف الذي وصلت إليه رياضتنا في زمن الاحتراف لكن الجديد الذي يجب أن نقف على وقع حضوره هو ما تحدث عنه المدرب الأهلاوي الحالي البرتغالي بيريرا الذي أوجز القضية في عقلية لاعب تحتاج لمن يطورها وينميها بثقافة كروية احترافية مغايرة عن ماهي عليه اليوم وهذه في تصوري الشخصي تعد (روشة) علاج من الضرورة والأهمية أن تحملها الأندية مع اتحادنا الموقر لكي نرى في المستقبل المنظور بوادر حقيقية ومشجعة لبناء اللاعب السعودي المحترف الذي يملك الموهبة ويملك العقلية التي تقوده إلى حيث قمة التألق والثبات والنجاح المنشود.
- فهل نرى ذلك حاضرا في أولويات العمل الذي يحيط الأندية ويحيط بدائه اتحادنا المحترم، أم أن الذي قاله بيريرا سينتهي على هوامش التجاهل؟
- لا نعلم أين تقف الإجابة، لكننا بالمختصر المفيد نقول اتركوا مفهوم التغيير والتبديل الذي سئمنا من رؤيته وتفرغوا لبناء العقل السليم لدى اللاعب المحترف لأن هذا الجانب هو المهم المفقود..
وسلامتكم.