- العمل، أي عمل يستهدف قمة النجاح يحتاج دائما إلى دائرة تستوعب كل وسائله الصحيحة فنيا وإداريا، وحتى على صعيد الجوانب النفسية والمعنوية لابد أن تأخذ هذه الجوانب دورها في خارطة هذا العمل لكي تأتي النتائج في موازاة أي طموح يراود أصحابها، أما أن يبقى العمل هنا مرهونا بالعشوائية والمكوث طويلا تحت مقولة (ياصابت ياخابت)، فهنا سيصبح الوقت مع الجهد مع المال مهدرا ولن تؤول حصيلته إلى مبتغى ما يبحث عنه الجميع لاسيما في مجال الرياضة وكرة القدم على وجه التحديد.
- في النصر لو حاولت أن أقيس هذا التفرد الذي يعيشه فنيا وبطوليا، لن أخرج من هذه المحاولة إلا بما يكفي لإنصاف إدارته التي بذلت طيلة السنوات الماضية الكثير، حتى نجحت في صناعة الفريق المتمكن الذي يصعب هزيمته.
- سنوات مضت والنصر يعمل بهدوء .. يستوعب هفوات العمل ويحرص في كل مرة على أن يجيرها لبناء المفيد المنتج، ولعل أكبر الأدلة على ذلك ما نراه اليوم، فالفريق النصراوي يملك أكثر من فريق، يملك فريقا أساسيا داخل الميدان ويملك فريقا مساندا على دكة الاحتياط، بل إن اللافت الواضح يشير إلى أن كل نجم في القائمة مؤهل لصناعة الفارق الكبير الذي يجبر كل النتائج على أن تأتي إلى هذا العالمي في ثوب الفرح لافي ثوب الانكسار والإحباط والانهزامية.
- النصر مع كحيلان غير، كلمة حق يجب أن تقال، وإذا ما كانت بطولة كأس ولي العهد التي حاز عليها ومن بعدها لقب الدوري هي الواقع الملموس فإن الأفضليات جميعها لابعضا منها تأتي هذه المرة لتقدم لنا برهانا آخر ينصف حقيقة الفارس وحقيقة إدارته.
- أفضليات في المستوى وأفضليات في النتائج وأفضليات أخرى تبدأ بحارسه العنزي الذي يعد الأبرز مرورا بعمر هوساوي وانتهاء بشائع شراحيلي ونور وعبدالغني والشهري وإلى أن تقف على حدود مدربه الأورجوياني كارينيو الذي نجح بدرجة الامتياز في تقديم نفسه لنا كأفضل مدرب.
- مبروك للنصراويين هذا الفريق الجديد الحديث المتطور .. مبروك لمن تعب عليه .. مبروك لرئيسه الأمير فيصل بن تركي .. مبروك لجماهيريته الطاغية التي حضرت في المدرجات لترسم لوحة جمال هذا العالمي وجمال المنتمين لشعاره .. مبروك أقولها وأكررها وأجدد التذكير بها لقناعتي بأن هذا التحول السريع والمفيد والمنتج يستحق من يشيد به وينصفه، وكيف لانشيد وننصف فريقاً كبيراً كالنصر عاد إلى حيث كان فطال النجاح من أطرافه.
- ختاما وللتوضيح .. البطولات في كرة القدم لايجلبها المال فقط، فكم من أندية نثرت الكثير والكثير لكنها لم تظفر بذلك.. البطولات في كرة القدم تجلبها قوة الإرادة .. ثقة اللاعب .. حماسه .. إصراره، فهذه تحديدا هي من يمكن لها أن تسهل المهمة صوب القمة وصوب احتضان الذهب.
- في النصر رأيت هذه الثقة والحماسة والإصرار مقومات مكملة لعمل الإدارة ودعم الجمهور، وبالتالي هاهي المنظومة تأتي إلينا مكتملة لتعلن في نهاية المطاف الخبر المهم (النصر بطلا لكأس ولي العهد والنصر بطلا للدوري)..
وسلامتكم.