علي الزهراني
أنت متعصب أنتفي المقدمة
2014-01-20

تقودنا بعض القرارات المرتبطة بالرياضة وشؤونها إلى تلك الاتجاهات المعنية بالاختلاف فمرة نتفق وتارة نختلف اما في الثالثة فالسائد الذي تعودناه أننا نحلل كل قرار بمنطق هذه العاطفة الجياشة التي باتت تعبث بكل شيء يحيط بهذا المجال الذي نحبه.

ـ نحلل بلغة المدرجات ونتعامل بنظرة الانتماء للنادي وما أقدمنا عليه عبر عقود لم يتغير ولم يتبدل بقدرما استمر على وتيرته فالكل يحب ناديه لدرجة أن هذا الحب المبالغ تحول إلى وبال على كل عمل يختص بهذا المجال الرياضي الذي بسبة إفلات العواطف تحولت فيه صورة الجمال إلى ما يشبه القبح.

ـ ففي كل مرة نقف على منوال ما سبق نسهب في غوغائية الكتابة وغوغائية الانتقاد واذا وجدنا أنفسنا (منهكين) من حمل أقلامنا سرعان ما نتحول إلى منح الفرصة (لأصابعنا) كي تأخذ المهمة وتكملها فالكل هنا وهناك ينافص بعضه ولكن في الاتجاه الخطأ.

ـ ليس بالجديد ولا بالشيء المبتكر عندما نتحدث أو نرمي بمضمون الفكرة المطروحة صوب التعصب والعاطفة وحب النادي المفضل فما نهتم به اليوم سبقنا إليه أجيال وبالتالي لم يعد بمقدورنا سوى التذكير بمخاطر التعصب والمغالاة فيه لأنه قبل أن يكون معني بالانتماء الرياضي هو معني بغبط الحق والقفز عليه.

ـ المحزن أن من يقفون على المشهد الأكثر تأثيرا هم من المتعصبين وهؤلاء للأسف (كبار) في أجسادهم لكنهم (صغار) في عقولهم وأركز على الجسد والعقل لقناعتي بأن العبرة ليست في ضخامة الجسد ولون صاحبه وهندامه بل فيما تفرزه مدارك العقل من وعي وفكر وحضارية.

ـ هنا نحن دائما نلقي باللائمة على الجمهور وعلى كل من يقطن المدرجات أو يحب ويهوى لعبة كرة القدم دونما نقف قليلا من أجل إدانة بعض (المطروح) في وسائلنا الاعلامية سواء المكتوب منها أو المنطوق ففي بعض تلك الطروحات تجد المتربعين على منابرهم أكثر تعصبا حتى من التعصب نفسه فلماذا نركز على الجمهور ولماذا نتجاهل هؤلاء الذين ساهموا في بث سموم الانفلات الإعلامي ولم يجدوا من يقول لهم كفى بل بالعكس من ذلك وجدوا من يصفق لهم ويحرص عليهم ويمنحهم ما يفوق في حجمه الممنوح لدعاة المنطق والموضوعية والاتزان والروح الرياضية.

ـ هذا هو حالنا مع الرياضة .. الكل في مجالها يغني على ليلاه والكل حولها يبرق لعواطف الانتماء التي تسيره وطالما أن الوضع يبدو هكذا فلا ملامة على رياضتنا كون الملامة علينا وعلى أفكارنا ومداد أقلامنا وعلى ما ينثال من ألسنتنا عبر الفضاء.

ـ ختاما .. لازلت على قناعتي بأن دورينا يدون في قائمة الضعف لا في قائمة القوة.

ـ ليس انتقاصاً من فريق على حساب فريق بل حقيقة دامغة وواضحة والدليل لمن يبحث عن الدليل يكمن في الكثير من المتناقضات .. حامل اللقب السابق في مؤخرة الترتيب .. الفارق بين الثاني والثالث أكثر من خمس عشرة نقطة وغير هذه وتلك الكثير قد أعود إليها في مقال قادم.. وسلامتكم.