ـ التعاطي مع الرياضة ومع كرة القدم تحديدا ينطلق غالبا وليس أحيانا من دائرة العمل ونتائجه، فالكل هنا يستند على محصلة العمل النهائية على اعتبار أنها المعيار الصحيح الذي يكشف كل الفوارق بين الناجح في ميادينها وبين سواه.
ـ ففي لعبة كرة القدم العبرة في البطولات لافي قرارات غير وبدل وتعاقد وشيل وحط، ذلك لأن الذين يرتبطون بهذه المجنونة وبأنديتها يدركون تماما أن أي عمل لايفرز الإنجاز سيبقى مجرد مضيعة للوقت وهدر للإمكانات مثلما يبقى كذلك الدليل الذي يكشف تفاصيل التفاصيل عن احترافية القائمين عليه من نقيضهم.
ـ وعلى صعيد أنديتنا، إذا ما حاولت الوصول إلى فرز الغث من السمين والأبرز من المتواضع فلا يمكن لي في هذا الاتجاه سوى التركيز على تلك القرارات التي تؤول إلى نتيجة الظفر بالألقاب لأنها في الأول والأخير هي المستند السليم الذي متى ماتم الاعتماد عليه فإنه سيقدم لي ولكم رسم السلم البياني الذي يحدد أصحاب الأفضلية ومن سيأتي بعدهم، أما العزف على وتيرة الفرح المؤقت لمجرد التغيير والتبديل ففي اعتقادي أن هذا الأمر لايعدو كونه سوى (تصبيرة) لاتشبع الجائعين ولاترضي شغف الطموحين بتحقيق البطولات.
ـ في أي ناد محليا كان أو حتى عالمي هناك شيء اسمه (بطولات)، وأي عمل لايقف على تحقيق هذه الغايات البطولية سيبقى سلبيا وهامشيا لن تقبل به الجماهير بل سترفضه وتمقته مثلما تمقت وترفض الخسارة والهزيمة وضياع المنجز.
ـ كرة القدم منظومة عمل منتج، وهذه المنظومة التكاملية ستبقى بلا معنى إذا لم تصل حدود الفوز بغلة البطولات، ولهذا أقول مختصرا الفكرة على تلك الأندية التي عجزت عن تحقيق غاياتها وأهدافها وإسعاد عشاقها بالبطولات الكبيرة المكوث قليلا على أسباب لماذا أصبحت عاجزة عن تحقيق ذلك؟ ولماذا استمرت على منوال (غير وبدل وشيل وحط) دونما تجني من هذه الفلسفة الإدارية والقيادية سوى المزيد من الانكسارات؟ لعل وعسى أن يكون لمثل تلك الوقفة دور مؤثر ومهم في تغيير النمط السائد، وتبديله بميلاد المرحلة المنتجة والإيجابية التي ترقى بالعمل وترقى بنتائجه.
ـ المحزن هنا يشير إلى أن بعض الأندية التي لاتزال تحاول الفوز بالألقاب الكبيرة بذلت المال ووفرته بدرجة تفوق مارأيناه في البقية، وبرغم ذلك لم تجن من هذا الدعم الوفير والكبير والوافر إلا الخسائر المتتالية، وبالتالي أعتقد أن القرارات الخاطئة هي من أوجدت ذلك.
ـ سيصبح محمد نور المحظوظ الأكبر في حالة ما إذا نجح النصر وحقق لقب دوري جميل، بسبب أن هذا اللاعب الأسطورة غادر الاتحاد بطلا ووصل إلى النصر وأعاده بطلا.
ـ محمد نور بصراحة قدم ما يفوق الكثير فنيا وبطوليا، ولهذا من الطبيعي أن يصبح هو الاستثناء والظاهرة والأسطورة.
ـ ختاما الذين يبررون لكوارث التحكيم اليوم هم من وصموه بأبشع الأوصاف بالأمس، أما لماذا هذا التناقض فالجواب يقول لأن فريقهم المفضل هو المستفيد الأول.. وسلامتكم.