علي الزهراني
العمل الجماعي يكسب
2014-01-11

في العمل أي عمل دائما تبقى القرارات الجماعية هي وسيلة النجاح وغايته ماعدا ذلك فالعملية التي تسيّر هذا العمل ستبقى نتائجها أكثر تعقيدا ولن تتجاوز دائرة السالب من الأرقام.

ـ في الأندية ولعبة كرة القدم تحديدا منظومة العمل تكاملية.. مدرب.. لاعب.. إدارة وإذا ما أصبح القرار المعني بهذه المجنونة مخالفاً عن قرار الجماعة فالنتيجة ستأتي ولكن في الاتجاه المخالف والمغاير للنجاح فكما قالوا اليد مع اليد تبني صروحا كالجبال واليد الواحدة لا تصفق.

ـ هنا ولكي لا أخرج عن صميم الفكرة المراد إيصالها للقارئ أقول بين تميز الهلال وتألقه الذي استمر لعقود من الزمن وبين البقية من منافسيه تتجلى صورة القرارات الجماعية وتفاعلاتها فالأول استمر رقما ثابتا في دائرة البطولات ومعانقة المنصات والبقية على النقيص حاولوا بالقرارات الفردية لكنهم في نهاية المطاف وصلوا إلى نقطة الإخفاقات المتلاحقة فكل محاولة تنتهي على طريقة سابقاتها مجرد عمل لا ينتج.

ـ لن أستشهد بمدلولات لماذا أخفقت تلك الأندية ولماذا تفوق الهلال على اعتبار أن الجانب المتعلق بجماعية الدعم والفكر والقرار تبدو الأكثر بروزا لهذا سأكتفي بتقديم النصيحة لكل من يرغب في النجاح وتحقيق البطولات وعلى وجه الخصوص الكبيرة منها مطالبا ومناشدا بضرورة الاستناد على رأي الجماعة وتفعيله والأخذ به كمنطلق ثابت في منظومة العمل التي تسير شؤون هذا النادي أو ذاك لأنها في تصوري هي روشتة العلاج التي قد تزيل العلة إن وجدت أو تساهم في تعافي من المرض فهل يستمع بعض الذين أخفقوا كثيرا في مهامهم وأدوارهم والمسؤوليات التي حملوها تجاه أنديتهم من هذه النصيحة والأخذ بها أم أن المكابرة ستبقى هي وسيلتهم؟ لا أعلم لكنني في السياق نفسه أتمنى أن نرى وقفة جادة لمثل هذه المفاهيم حتى تصبح أنديتنا الرياضية قوية بجماعية القرارات فيها وناجحة ومتميزة بتفاعل الداعمين لخزائنها فهذا ما نتأمله ونتمناه.

ـ وبعيدا عن فردية القرارات وارتجالية العمل فيها وغياب الجماعية وطمس هويتها بودي أن أشير إلى ما يقدمه الأسباني ماكيدا مع شعلة الخرج.

ـ فهذا المدرب بات يقدم لنا نموذجاً حياً على أهمية اختيار المدربين فليست العبرة في الأسماء وارتفاع الأرقام المالية التي تمنح للمدربين بل في كيف تصبح عملية الاختيار مقننة وصائبة تتواكب مع المناخ العام ومع متطلبات هذا الفريق أو ذاك الآخر.

ـ ماكيدا سلخ جلد فريقه وأبدله بجلد آخر عنوانه القوة والتميز والابداع في العمل ولو قارنت حالة ماكيدا مع بقية المدربين الذين تم جلبهم بالملايين الكثيرة من الدولارات فالغلبة ستكون لهذا المجتهد الذي بات يقترب رويدا رويدا من قائمة المدربين الأكثر تأثيرا والأكبر تفوقاً.

ـ رائع جدا أن نرى إدارة الشعلة وهي تسير بفريقها الطموح إلى طريق التحولات الايجابية والأمل في أن نرى البقية يستوعبون من فداحة الأخطاء التي كبدتهم الكثير فنياً ونتائجياً وحتى مالياً، فكم من فريق ركز على الاسم وتجاهل المضمون ليجد نفسه في النهاية في خانة الخاسر الأكبر... وسلامتكم.