علي الزهراني
سمسرة المدربين
2013-12-15

ـ عانت الأندية وعلى وجه الخصوص الكبيرة من استغلال المدربين لخزائنها ومن خلال صفقات احترافية يتم التعاقد معها برؤية هؤلاء وقراراتهم بل وبإصرارهم على أن تكون هي الخيار الأمثل للنجاح وكل ذلك من منطلق السمسرة واستغلال هذه الأندية لامن منطلق الحرص عليها وعلى تقوية أدوارها الفنية.

ـ فمنذ سنوات وهذه الإشكالية قائمة، مدرب هنا يصر على جلب أبناء جلدته المفلسين فنيا، وآخر هناك يكمل نفس الدور بوضع العين على أنصاف اللاعبين.. وهكذا تستمر المعاناة وتستمر معها خزائن الأندية تنزف ماليا، والنتيجة لاجديد سوى أن هؤلاء المدربين ينظرون إلى تواجدهم كمرحلة يجب الخروج منها بأكبر المكاسب.

ـ لن أستشهد بقائمة المقالب التي شربتها معظم الأندية طيلة عقود الماضي، لكنني في الوقت نفسه أقف قليلا لكي أهمس في أذهان من يصنع القرار الحاسم في هذا الجانب قائلاً: ألم تستوعبوا من (أخطاء) الماضي؟

ـ نتفق جميعا على أن الخيارات الفنية مهما تنوعت وتعددت إلا أنها تبقى تحت خيار المدرب، لكن المهم أولا أن يكون هذا المدرب حريصا كل الحرص على نجاح الفريق الذي يتولى تدريبه، أما أن يكون الحرص على استغلال خزينته بالسمسرة فهنا بالتحديد يجب أن تحضر قوة المسؤول وصاحب القرار فيه، حتى لاتصبح مثل هذه (اللعبة) دافعا ومشجعا للبقية ليمارسوا أدوارها كل عام.

ـ المدرب، أي مدرب مهمته أن يحدد المراكز التي تحتاج إلى تدعيم سواء باللاعبين المحليين أو الأجانب لتبقى هنا مسؤولية الاختيار مرتبطة ارتباطا كلياً بفريق فني تكون من واجباته الأساسية الحرص على جلب اللاعب المناسب والحرص على أن تبقى خزينة الأندية وحقوق النادي مصانة وهذا ما نراه مفقودا وللأسف الشديد ولم نعد نرى بديله إلا في (سمسرة) فاضحة يقدم عليها أغلبية المدربين دونما نجد لها من حلول.

ـ ماذا سيجني هذا النادي أو ذاك الآخر حين يدفع ملايين الدولارات في لاعب أجنبي أوصى به المدرب وهو في الأساس مجرد صفقة خاسرة؟

ـ هذه الملايين التي تهدر بشكل متسارع هي نتاج (التهور) الإداري الذي مع استمراريته بهذا الشكل سيشكل ردة فعل سلبية للجماهير الرياضية خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار الحضور الجيد للاعب الأجنبي في الأندية ذات الإمكانات المحدودة مقارنة بسواه في الأندية الكبيرة.

ـ عموما الأمل أن تستوعب أنديتنا والقائمون عليها من مثل هذه السلبيات التي برزت في السنوات والمراحل الأخيرة حتى يتسنى لهم بناء استراتيجيات فنية وإدارية منظمة وقوية وسليمة ترفض أي محاولة للاستغلال المالي من قبل بعض المدربين الأجانب الذين يحرصون على زيادة مداخيلهم حتى وإن كان ذلك بالطريقة الخاطئة.

ـ منذ أن تم تجديد عقد اللاعب الكبير تيسير الجاسم ونحن نتعايش مع حضور فني رائع لنجم متميز هو النموذج المشرف للمحترف الذي يحترم مهنته ويثمن جمهوره.

ـ تيسير حالة مختلفة في مستواه، في حماسته، في لياقته، في حبه للكيان الذي يمثله وهذه الأخيرة هي من تزيده حبا في قلوب جماهيره.

ـ برافو تيسير وبالتوفيق دائما فأنت من القلائل الذين يجمع عليهم جمهور كرة القدم بكل اختلاف ميولهم..

وسلامتكم.