علي الزهراني
الإثارة التحكيمية
2013-12-10

غابت الإثارة الفنية عن كرة القدم وتبدلت بأخرى عنوانها هذه المرة (التحكيم)، فلا تكاد تنتهي جولة من جولات الدوري إلا وتأخذنا إلى زاوية تلك الكوارث التي لم تعد عابرة بقدرما تحولت بنفخة الصافرة إلى خانة المرفوض، يستفيد منها طرف ويتضرر منها أطراف أخرى هي اليوم كالأمس لاتزال تئن تحت وطأة قرار وصافرة وحكم غير مؤهل.

ـ ففي هذه المرحلة الكل يضع اللائمة على عمر المهنا وحكامه والسبب في ذلك كثرة الأخطاء المؤثرة في نتائج المباريات التي بدأت واستمرت دونما نجد من يعالج مسارها.

ـ بالأمس رأيت الأهلي مع الهويش يتضرر مثلما تضرر مع من سبقوه، ضربتا جزاء أمام نجران طارتا كما طارت أمام التعاون، وفي نفس الموعد فاز النصر لكن مرعي العواجي خانه التقدير وزج بالشباب في دائرة لم يكن يستحقها لولا تلك الجزائية التي تم احتسابها فيما هي مع هدف التسلل الصريح خارج حسابات المنطق الصحيح في قانون التحكيم.

ـ مشكلة التحكيم باتت مشكلة مزمنة، وحين نشير إلى هذا الجانب فالهدف من ذلك هو البحث عن حلول عاجلة تحفظ للأندية حقوقها وتحفظ لقضاة الملاعب هيبتهم ونجوميتهم التي تلاشت، وكل هذا الذي نتطلع إليه يبقى مسؤولية المهنا ولجنته، فهل يملكون القدرة على تصحيحها أم أن الوضع المؤلم سيبقى على ما هو عليه؟

ـ هنا ولكي تكون الفكرة أكثر دقة في مضمونها أقول ما يحدث من الحكام لايخدم الصالح العام لرياضتنا بل على العكس من ذلك فالذي يحدث اليوم سيبقى من المعاول الهدامة ولهذا من الأهمية بمكان سرعة إجراء التغيير حتى لاتتفاقم المشكلة وتقودنا إلى تلك الاتجاهات التي تزيد من الاحتقان وتصل حد التأجيج للمدرجات وقاطنيها.

ـ التحكيم جزء من لعبة كرة القدم، ونجاحه يعني نجاح اللعبة وتميزها وإخفاقه يعني إخفاق اللعبة ومن يمارسها، فهل من حلول جذرية تنهي الأزمة وتجعلنا نستشف الأمل بميلاد جولات قادمة عنوانها تفوق الحكم وتألقه؟

ـ ما حدث في الجولة الماضية يعد (مهزلة)، أقول عن ما حدث مهزلة لقناعتي بأن غلطة الصافرة مهدت الطريق للمتصدر لكي ينعم بصدارته مثلما عمقت الإحباط في نفوسنا كمتابعين وفي تلك الفرق المتضررة التي كانت تطمح في المنافسة لكنها في الأخير وجدت طريقها مزروعة بالشوك.

ـ في سنوات مضت كان اللاعب الأجنبي هو من يصنع الفوارق في المستويات وفي النتائج وفي تحديد هوية البطل والاتجاه الذي تقف على حدوده البطولة، أما في مرحلة اليوم فالمؤلم المحزن المحبط أن أخطاء التحكيم وكوارثه هي التي أخذت نفس الدور وباتت هي المتحكم في كل هذا.

ـ عموما هي أزمة برزت وتفاقمت والأمل أن يكون وقتها محدودا لاطويلا أمده، فبرغم أن الكل يصرخ من هذه الأزمة إلا أننا لابد أن نتفاءل بعملية التصحيح التحكيمي لعل وعسى أن نراها عاجلا من لجنة الحكام ومن اتحاد أحمد عيد، أقول لابد أن نتفاءل لأننا لانملك أكثر من ذلك.

ـ ختاما انصفوا الحق ولا تغبطوه بذريعة الميول والانتماء والعاطفة التي هي السبب المباشر في كل إخفاقاتنا.. وسلامتكم.